كفاءات فلسطينية تغادر لبنان بحثاً عن عمل

 

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

ظروف قاهرة يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، بعدما انعدمت سبل العيش الكريم في المخيمات، ناهيك عن الانهيار الاقتصادي الذي شكل ضربة قاضية على ما تبقى من الفرص المتوافرة لهم، وخاصة فئة  الكفاءات والشباب الذين تحدوا الظروف حتى حصلوا على الشهادات الجامعية، لكن الوضع المتأزم وحرمان الفلسطيني من ممارسة عدة مهن، فاقم معاناتهم، ما دفع بكثيرين منهم إلى مغادرة لبنان بطرق شرعية سواء إلى دول الخليج العربي أو أوروبا، بحثاً عن فرصة عمل وواقع أفضل.

وفي هذا السياق، تحدثت أمينة أ. (٢٥ عاماً) التي سافرت منذ يومين، برفقة أخيها إلى إحدى الدول العربية، بحثاً عن عمل، موضحة أنها "بسبب الظروف الصعبة التي نمر بها كلاجئين فلسطينيين، اضطررت إلى ترك عائلتي، باحثة عن مستقبل أفضل، لقد تخرجت منذ سنتين اختصاص إدارة أعمال، ومنذ سنتين وأنا أبحث عن عمل، أستطيع من خلاله تأمين مصروفي على الأقل، ومساعدة عائلتي، لكن دون جدوى"، مبينة أنها "توظفت في إحدى الشركات بمدينة بيروت، حسب شهاداتي التي أحملها، وبعد القبول بدأت بالعمل وطلبوا مني الهوية، وتفاجأوا بأني فلسطينية، تغيرت معاملتهم بشكل كلي، وعندما طلب المدير التحدث إلي حصل بيننا شجار، وقدمت استقالتي قبل طردي"، وبعد هذه الحادثة لم أعد أستطيع تحمل العنصرية، ومعاملتي بإذلال، من هنا قررت أنا وأخي السفر، رغم صعوبة الموقف، لكن الحياة لم تعد تحتمل في لبنان".

السفر نتيجة الوضع الصعب

من جانبها، تحدثت رولا عمار (٣٢ عاماً)، من سكان مدينة صيدا، قائلة: "سافرت منذ ٥ أشهر أنا وزوجي، بعد أن بقيت ٣ سنوات أبحث عن عمل في لبنان، ولم أستطع تحمل فكرة أني عاطلة عن العمل، بعد أن درست وتعبت حتى نلت شهادتي، وأنا أحمد الله أني اتخذت هذه الخطوة، حياتنا تغيرت"، موضحة أنها "في البداية تعبت حتى وجدت عملاً مناسباً لي، لكن زوجي حصل على العمل أونلاين قبل خروجنا من لبنان، وهذا الأمر شجعني كثيراً، فالوضع لم يعد يحتمل والحياة أصبحت صعبة، خاصة بعد انهيار عملة البلد وارتفاع الأسعار بشكل جنوني"، مضيفة أنها "غادرت من أجل تأمين حياة أفضل لإبني القادم، فأنا لا أريده أن يعيش حياة تعيسة في لبنان".

بدوره، قال أيهم س. (٣٥ عاماً)، إن "أصعب موقف يمكن أن يمر به الإنسان هو ترك عائلته مجبوراً.. لم يكن اتخاذ القرار سهلاً، لكن التفكير في حياة جديدة ومستقبل أفضل يستحق المبادرة.. أسبوع واحد وسأكون خارج لبنان، حاولت قدر الإمكان التحمل من أجل أمي، وعدم مفارقتها خاصة أنها مريضة، وأنا إبنها الوحيد، والمعيل الوحيد لها أيضاً"، مبيناً أنه "تخرجت من الجامعة اختصاص هندسة مدنية، لكن حتى اليوم لم أجد عملاً في هذا المجال، فاضطررت للعمل سائق تاكسي، ونجار، وكهربجي، وبائع خضار، لكني وصلت إلى مرحلة من الاكتئاب، فما أجنيه لم يعد يكفي لتأمين مستلزماتنا، خاصة دواء أمي، لذلك قررت السفر من أجل تأمين حياة كريمة لي ولوالدتي في المستقبل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق