ارتفاع فاتورة مولدات الكهرباء تفاقم معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

  

لاجئ نت 

استقبل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان هذا العام شهر رمضان المبارك بشكل مختلفٍ عن غيره من المواسم الماضية؛ وذلك مع موجة الغلاء التي طالت اسعار المواد الغذائية والخضار، وارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل والمواصلات ، خاصة أن أغلبية اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة نتيجة تدهور الاوضاع الاقتصادية في لبنان.

ووسط لهيب الأسعار والارتفاع الجنوني في الاسعار يقول اللاجئ الفلسطيني إبراهيم أبو عمر من مخيم عين الحلوة لشبكة "لاجئ نت" أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعانون من ازمة صعبة ، والوضع الاقتصادي سيء ولا يطاق، فأنا أعمل في محل للإكسسوار والعطور في مخيم عين الحلوة لأعيل أسرتي من عرق جبيني، واعرف الكثير من العائلات يطعمون أطفالهم الخبز المغمس بالشاي، كنا نعيش ظروف صعبة ومأساة كبيرة لكننا كنا نستطيع تأمين قوت يومنا من الأكل والشرب، أما اليوم مع ارتفاع الاسعار وتدني قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار فإننا لا نستطيع العيش، وعاجزون عن تأمين متطلبات الحياة الكريمة".

وتابع أبو عمر قوله "ومع ارتفاع الاسعار والانهيار الاقتصادي ارتفعت قيمة فاتورة اشتراك الكهرباء، واصبحنا نعمل وندفع كل ما نجنيه من اموال لأصحاب المولدات". وتساءل: "كيف استطيع ان ادفع فاتورة اشتراك الكهرباء التي بلغت مليون ونصف بالإضافة الى أجرة المحل ستمائة الف وكل ما أجنيه في الشهر مليونين ونصف"، ويتابع قوله بصوت ممزوج بالقهر والألم: "الوضع كتير صعب، وقد ما تشتغلي ما عمبنقدر نجمع حق فاتورة الاشتراك الي صارت خيالية".

ومن جهة أخرى أشار الشاب محمود أبو يوسف وهو أب لأربعة أطفال، إنه حاول الهجرة إلى أوروبا مرات عدة بحثاً عن حياة كريمة وعن تأمين مستقبل له، ولكنه لم ينجح، وأشار إلى "الوضع الاقتصادي سيئ، والأوضاع المعيشية تزداد سوءا مع الارتفاع المستمر في الأسعار.

ويقول لشبكة "لاجئ نت": "أنا واحد من الناس وقفت الاشتراك واستبدلتها بشاحن وبطارية صغيرة، وانتظر كهرباء الدولة حتى اشحن البطارية للإنارة في الليل، ووقت تيجي الكهربا بنشغل البراد والغسالة لنغسل ثيابنا وبنشحن هالبطارية.

وحالة أبو عمر وأبو يوسف لا تختلف عن حال الكثيرين من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنانفي ظل ارتفاع معدلات البطالة في أوساط الشباب، وتفاقم مشكلة الفقر التي تنخر بيوتهم وتهدد معيشتهم.

في المخيم أسر تعيش مع اطفال يسكن بيتهم الفقر والمرض، وبيوت اللاجئين اطفأت أنوارها بعدما باتت اجرة العامل لا تكفي حتى لتأمين الغذاء ، عدا عن ارتفاع نسبة البطالة واعتماد عدد كبير من السكان على المساعدات الخارجية والشباب لا يحلمون إلا بالحياة الكريمة.

هذا ما أصبح عليه الحال في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فقد بات تأمين الكهرباء يتطلب كل ما يجنيه العامل خلال الشهر ، وبسبب ارتفاع أسعار الاشتراك في مولدات الكهرباء اصبح عدد كبير من العائلات يتخلى عن الاشتراك ، وعدد من المحال التجارية والمطاعم وحتى الصيدليات اضطرت بدورها الى الاستغناء عن الكهرباء هذا في غياب شبه تام للتغذية من قبل مؤسسة كهرباء لبنان.

ويعيش 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا، في 12 مخيما و156 تجمعاً في محافظات لبنان، وفق إحصاء أجرته إدارة "الإحصاء المركزي اللبنانية" (حكومية) عام 2017 ، لكن العدد الحقيقي هو حوالي 300 الف لاجىء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق