خفافيش الليل يقلقون الأهالي في مخيم مارالياس

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

فوجيء أهالي مخيم مارالياس ببيروت مؤخراً، على ظاهرة غير مألوفة  أثارت القلق وهزت الوضع الأمني، حيث استغل خفافيش الليل إنقطاع التيار الكهربائي للقيام بالسرقة التي لا توفر منزلاً أو دكاناً أو دراجات نارية أو غيرها،

  وغالباً ما ينجو السارق بفعلته دون حسيب أو رقيب، ما ينذر   ببروز أزمة أمنية حقيقية تضاف إلى الأزمات الأخرى، التي باتت ترهق كاهل اللاجيء الفلسطيني.

هذا المستجد دفع الناس إلى مناشدة المعنيين كافة للتحرك وكشف الفاعلين وإنزال أقسى العقوبة بحقهم

لمعرفة الأسباب والملابسات والإجراءات المتخذة، جالت "وكالة القدس للأنباء" في مخيم مارالياس الذي كثرت فيه حوادث السرقات في الآونة الأخيرة،  حيث استمعت للأهالي واللجنة الشعبية حول حقيقة ما يحصل داخل المخيم وانعكاسه على حياة الناس .

في هذا السياق لفت  وليد الأحمد، وهو إبن المخيم ، إلى أن "السرقات غالبًا ما تحصل في أوقات الليل، وتحديداً في وقت انقطاع كهربا الاشتراك، حيث يستغل اللص العتمة كي يتمكن من السرقة".

وقال: "من الممكن أن تكون عصابة السرقة التي تستهدف مخيمنا، هي غريبة عنه، وعلى الأرجح أتت من خارج المخيم واستقرت في داخله، أو أنها تنفذ سرقات خاطفة وتلوذ بالفرار إلى خارج المخيم".

وأشار إلى أن "معظم السرقات تحصل في محيط المنزل أو في الشارع عند مدخل المخيم، وهي عبارة عن موتيرات كهرباء، درجات نارية، أو دواليب السيارات أو قطع منها".

ودعا الأحمد في ختام حديثه لوكالتنا القوة الأمنية بأن تتحمل مسؤوليتها تجاه حماية منازل وممتلكات الأهالي. فأين تكن الأسباب معيشية كانت أم جنح تعاطي مخدرات أو غيرها، فهذا لا ينفي وجود خلل أمني داخل المخيم يجب معالجته فورًا".

بدورها، أكدت الحاجة أم وسام الجش، لوكالتنا بأن "حالات السرقة دخيلة على أهالي المخيم، وأنا أستبعد بأن يكون الفاعلون هم من أهل المخيم"، مستغربةً حدوث حوادث سرقات في مخيم يعتبر الأصغر مساحةً وسكانًا بين المخيمات، حيث تسهل عملية ضبطه أمنيًا، كما أنه يعتبر مقرًا دائمًا لمراكز  قيادات الفصائل الفلسطينية.

من جهتها، طالبت  أم هاني أبو الجبين، الفصائل الفلسطينية العمل على تشكيل قوة أمنية لملاحقة اللصوص الدخلاء على المخيم واعتقالهم، وتسليمهم للدولة اللبنانية من أجل نيل عقابهم"، لافتةً إلى أن "هذه الحالة المرضية جديدة على المخيم ولم تكن تحصل في أوقات الحروب".

من ناحيته، أكد أمين سر اللجنة الشعبية في المخيم، أبوعماد شاتيلا، لـ "وكالة القدس للأنباء"، بأن "العمل جارٍ على تشكيل قوة أمنية مشتركة لمتابعة موضوع السرقات المستجد، وسيتم وضع كاميرات مراقبة في كل زاروبة وعند مداخل المخيم، وسنكشف هذه العصابة الشرذمة وسنسلم كل متورط  للأمن اللبناني إن كان من سكان المخيم أو من خارجه".

نعم، هناك أزمة إقتصادية تتأثر بها المخيمات الفلسطينية أكثر من غيرها،  ولكن الوضع المعيشي السيئ لا يعطي المبرر للقيام بالسرقة ، وهذه الظاهرة الشاذة في المخيمات يجب أن تنتهي، من خلال   العمل على تحصين الأوضاع المعيشية والأمنية على حدٍ سواء، كي لا نعطي الفرصة لانتشار شريعة الغاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق