أجواء رمضانية ضاغطة في البداوي والبارد

 

وكالة القدس للأنباء - ربيع فارس

يطل شهر رمضان المبارك هذا العام على اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي نهر البارد والبداوي، شمال لبنان، كما بقية المخيمات في لبنان، في ظل ظروف معيشية واقتصادية خانقة، لم يعهدوها من قبل ، فغابت التحضيرات الضرورية، وأكتفى الأهالي بشراء المواد الغذائية على قاعدة كل يوم بيومه، فأسعار اللحوم والحلويات وغيرها لا قدرة للاجيء على شرائها.

لقد مرت على المخيمين ضغوطاً لم تكن في الحسبان، بدءاً من انتشار فيروس كورونا، إلى البطالة، إلى انهيار قيمة العملة المحلية أمام الدولار ، وتفاقم الأزمات نتيجة الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على لبنان ، وضمناً المخيمات الفلسطينية، حيث انقطعت أو تقلصت الكثير من الاحتياجات الضرورية.

وننظرة سريعة على بعض قفزات الأسعار  يمكن أن تعطينا صورة دقيقة عن الأزمة ، فأنبوبة الغاز التي كانت ب ٢٥٠٠٠ل.ل أصبحت اليوم ٣٦٠٠٠٠ل.ل، أسعار اللحوم والدواجن أصبحت لمن استطاع إليها سبيلاُ،  والخضار والحبوب التي كانت تشكل وجبة الفقير، صارت خارج الحسابات،   فاللوبية ب ٨٠٠٠٠ل.ل، البندورة ٢٥٠٠٠ل.ل، البطاطا ١٥٠٠٠ ل.ل، والخيار ب ٣٠٠٠٠ وهكذا القائمة تطول.

 في هذا السياق، يقول ماهر اسماعيل من مخيم نهر البارد لـ"وكالة القدس للأنباء":" رمضان شهر الرحمة والمغفرة ،   وتجهيزاته هذا العام  محدودة  ومقترنة بالوضع المالي والأجر الذي تحصل عليه من راتبك أو الذي يصلك من الصدقات والزكاة، ولكن كل الذي تحصل عليه لا يكفي مصروف يوم بيوم،  وإن كنت تعمل يومياً يا دوب يكفي يومك، وعلى الله الرحمة، وفي الخيرين وأصحاب الأيادي البيضاء من أقارب، أو مغتربين أو أصحاب ،ولا أحد يقدم لنا المساعدة لا الأونروا ولا حتى المؤسسات والجمعيات والمنظمات الأخرى" .

وأضاف: "وهنا نقع في مشكلة أكبر اذا كنت مستأجراً أو يوجد مريض في منزلك، أو طفل صغير بحاجة إلى الحليب والحفاضات، فتدخل في نفق الديون،ولا نستطيع أن ننسى غلاء الاشتراكات والخضار والغاز ومياه الصحة والألبسة ومواد التنظيف، والصيانة في الآليات الكهربائية، فكلها حمل ثقيل على الناس وخاصة في شهر رمضان المبارك، بالإضافة  إلى فرق الأسعار  وتقلبات صرف الدولار في السوق السوداء.و هناك  أشخاص من اللاجئين تسندهم شؤون  الأونروا أو الرواتب من منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل، منهم من تكفيهم معاشاتهم  ومنهم لا تكفيهم أيضاً."

من جهته، يرى محمد السعدي  من مخيم نهر البارد أن"أياماً قليلة وسيهل علينا شهر رمضان المبارك، والشعب الفلسطيني في المخيمات في حالة غليان بسبب الأزمة الإقتصادية والأوضاع الصعبة، حيث ترك اللاجئ الفلسطيني يواجه مصيره لوحده، الجميع تخلى عنه، حيث تفشت البطالة والفقر والجوع بنسبة 90%، وبات من الصعب تأمين أدنى مستلزمات الحياة للبيت متل الغاز، الزيت، الدواء، الحليب والحفاضات..ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله حسبنا الله ونعم الوكيل"

  من ناحيتها أكدت زينة منصور من مخيم البداوي، لـ" وكالة القدس للأنباء" أن رمضان  الخير إجا بس بهالدنيا ما عاد في خير ببلاد لازم تحترم وقت رمضان وتكون العروضات لمونة رمضان مقبولة، عم بصير العكس كل شي عم بيطلع طلوع، لا لحمة ولا دجاج فينا نموّن اللي هو بروتين الجسم بحاجة له  والحلويات ...الخ، ولكن هذا العام سيمر غير كل عام وأقسى  ٢٥٠٠٠ل.ل اصبحت اليوم ٣٦٠٠٠٠ل.ل، اسعار اللحوم والدواجن اصبحت لمن استطاع اليها سبيلا، ومنقول الخضار والحبوب اكلة الفقير بس يا حسرة على هالفقير شو بدو يعمل اللوبية ٨٠٠٠٠ل.ل البندورة ٢٥٠٠٠ل.ل البطاطا ١٥٠٠٠ ل.ل لخيار ٣٠٠٠٠، وشو بدنا نعد لنعد.

من جانبها قالت ايناس الاسعد من مخيم نهر البارد"  إن الظروف التي تمر بها المخيمات صعبة جداً في الحقيقة،  وهذا الشهر الكريم فرصة لكل مسلم للتقرب إلى الله بإخلاصه وتطبيق الدين الصحيح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق