أم ربيع: لم أتابع تعليمي لكني حققت حلمي بأولادي

 

تزوجت أم ربيع وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وسكنت مع زوجها بمخيم تل الزعتر، لكن الأحداث اللبنانية جعلتها غير مستقرة وعائلتها لناحية السكن، فكانت في كل مرة تنتقل من مكان لآخر بحثًا عن الاستقرار.
لم تتابع أم ربيع تعليمها، وذلك بسبب زواجها المبكر، كان حلمها أن تتابع تعليمها، لكن وبحسب ما قالت عملت طوال عمرها من أجل تأمين حياة كريمة لأولادها وتعليمهم.
تقول أم ربيع:" بعد زواجي، سكنت في البازورية خمس سنوات، وفي حرب المخيمات انتقلنا للعيش في مدينة صيدا، جنوب لبنان، واستقرينا بها، كان زوجي يعمل سائق سيارة بالأجرة، مرض ولم يعد يستطيع العمل، فأخذت أنا عنه المهنة من أجل تعليم بناتي".
تتابع، لقد عملت بمهن عديدة، لكن بعد وقت من عملي صرت أشعر بالتعب ومرضت، لكني لم أكن أشعر بناتي بذلك. لم تكن مهنتي العمل على السيارة، لكن صار يطلب مني بعض الأشخاص الذين أعرفهم بأن أوصلهم إلى أمكنة معينة، بسيارتي الخاصة، طبعا وكان ذلك لقاء أجر مادي، ومن هنا أتت فكرة العمل على السيارة، فأنا لا أعمل سائقة متجولة في الشوارع، بل أعمل بحسب الطلب.
تضيف، منذ أن تزوجت وأنا أعمل، عملت في بيع الشقق، كما عملت في نسخ الـ CD، لأنه كان كل همي أن أؤمن لأولادي كل ما يحتاجونه.
ليس هناك فرق بين امرأة ورجل في العمل، وهي نصيحة مني لكل امرأة بأن تخوض غمار العمل، لأنه ليس عيبًا أن تقوم المرأة بدورها الطبيعي في تأمين احتياجات أبنائها، وأنا لم أكن أشعر بحرج بسبب عملي، ولم أتعرض بالتالي للتنمر، لأنه ربما لم يكن يشعر سائقو السيارات بأنني أنافسهم على عملهم.
عملت كثيرًا حتى استطعت تأمين منزل لي ولأسرتي، فقد كان حلمي أن يكون عندي منزل، عملت فوق طاقتي حتى أستطيع سداد أقساط شقتي.
كل أم تستطيع أن تعطي، وكل امرأة تستطيع ذلك، فهي تستطيع أن تعمل وتتعب، وفي النهاية المرأة والرجل كلاهما سواسية في الحقوق والواجبات، وكلاهما يستطيعان تأمين احتياجات بيتهما وعائلتهما، فأنا في مرات عديدة أكون قد وصلت إلى البيت متعبة من العمل، لكن كان إذا اتصل بي أحدهم واحتاج أن أوصله، أعقد العزم من جديد وأنسى تعبي وأخرج من بيتي متوجهة إلى العمل.
علمت بناتي، وهن اليوم يحققن نجاحات وأنا سعيدة بذلك، ونجاحهن أنساني تعبي كله.ولكل أم في عيدها:" كل يوم وأنت أغلى"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق