سوق صبرا... تحضيرات رمضانية خجولة

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

اعتاد المسلمون في لبنان من كل عام القيام بالاستعدادات اللازمة  لشهر رمضان المبارك قبل قدومه بأيام، حيث يجري التهافت على الأسواق  لشراء الزينة والفوانيس والمأكولات والمشروبات الرمضانية  ليزينوا بها موائد إفطاراتهم، ويزيدوا من بهجة الشهر الفضيل.

إلا أن الأزمة الاقتصادية المستعرة بلبنان قضت على كل طقوس شهر رمضان في المخيمات الفلسطينية الأشد فقرًا وعوزًا، والأكثر تأثراً بالأزمات المتلاحقة، لدرجة أنها قد تغيب عنها الأجواء الرمضانية بسبب ارتفاع نسبة البطالة وازدياد حالات الفقر الشديد ، في ظل انتشار وباء كورونا وتخلي "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" عن تقديم المساعدات النقدية،ومعونات السلل الغذائية .

وفي هذا السياق، جالت "وكالة القدس للأنباء" في سوق  صبرا الشعبي المحاذي لمخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، في العاصمة بيروت، والذي كان قبل الأزمة يعتبره الأهالي مقصدًا للتسوق، وذلك لرصد أجواء تحضيراتهم لشهر رمضان.

أجواء التحضيرات لرمضان خجولة في سوق "أبو رخوصة"، هذا ما لمسناه لدى حديثنا مع الأهالي وأصحاب المحال التجارية، والذين أكدوا بأن التحضيرات لرمضان هذا العام قليلة جدًا مقارنة مع السنين الماضية.

وأكد صاحب محال دمج لمصنوعات الحلويات، أحمد دمج لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأن "إقبال الزبائن على شراء مصنوعات الحلويات الخاصة برمضان ضئيل جدًا قياسًا بالسنوات الماضية، بسبب غلاء الأسعار وفقدان القدرة الشرائية لديهم".

ولفت إلى أن "إنتاج مصنوعات المحل هو بدوره يتناقص أيضًا بسبب ارتفاع سعر المواد الأساسية  التي تدخل في صناعة القطايف والشعيبيات وغيرها، كالسكر والزيت والطحين"، موضحًا بأن "سعر كيلو السكر تجاوز الـ 35 ألف ليرة، وكيلو الطحين بـ 20 ألفاً ، وغالون الزيت العشرة كيلو بـ مليون ومئتين ألف ليرة".

وقال: " حالياً، نبيع كيلو القطايف  بـ 35 ألف ليرة، ولا ندري كم سنبيعها خلال شهر رمضان، لأن اسعار المواد الغذائية بارتفاع مستمر".

كلفة صحن الفتوش

أما صاحب بسطة الفاكهة والخضار، فوزي الفرَة، فأكد لوكالتنا بأن أسعار الخضروات مرتفعة بشكل جنوني، وقد يكلف صحن فتوش المائة ألف ليرة خلال شهر رمضان".

وقال: " البيع قليل جدًا، فلا قدرة للأهالي على شراء الأساسيات من طعام وشراب بسبب الأسعار الجنونية، واحتكار التجار للمواد الغذائية ولاسيما الخضروات".

وأضاف: "البطاطا التي كانت أكلة الفقير لم تعد كذلك، فكيلو البطاطا بـ 15 ألف ليرة، أما بالنسبة لأسعار الحبوب فهي بحاجة إلى ميزانية عالية".

وختم بابتسامة تسخر من الواقع المعيشي، قائلاً: "حتى التمر التجار دخلوه بالأزمة الأوكرانية، مع إن التمور تزرع في دول الخليج، فلماذا تتأثر في الغلاء؟"

غلاء أسعار اللحوم واضح جدًا مقارنة مع بقية المواد الغذائية، فمن الطبيعي أن تغيب كليًا عن موائد الإفطار وغيرها كثير من حاجات الصائم الغذائية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق