وحدة الهدف الوطني ومعركة الوجود الفلسطيني



بقلم  :  سري  القدوة

الاربعاء   16 شباط / فبراير 2022.

 

تتصاعد وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في القدس المحتلة ضمن محاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة على الارض بهدف تغيير هوية القدس وطابعها العربي الإسلامي وفي هذا الاطار صادقت لجنة المالية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس على سلسلة مشاريع ومخططات تهدف لربط المستوطنات المحيطة بالمدينة وما تنفذه حكومة الاحتلال بتنكرها لكل مبادئ عملية السلام وسعيها الدائم لتدمير حل الدولتين، وما تقترفه آلتها العسكرية يومياً من مجازر بشعة ومخالفة للقيم الاخلاقية والانسانية، وللمبادئ الاساسية لحقوق الانسان والقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وما تقوم به من اعتداءات وتقتيل للأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ، واستهداف للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية والمستشفيات واستهداف الطواقم الاعلامية وتهديم للبيوت وتدمير شامل في البنية التحتية وشبكات الكهرباء والطرق والمياه والصرف الصحي والأراضي الزراعية، ولدور العبادة من مساجد وكنائس، وتشريد مئات آلاف الأسر عن بيوتها وإبادة عائلات كاملة وتهجير أحياء كاملة، وتدمير لمراكز الايواء للنازحين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، هو مخطط لاغتيال الطموحات الوطنية للشعب الفلسطيني وتدمير بناه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية .

 

المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني هي معركة معقدة ومصيرية، فيها الكثير من خلط الاوراق بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وان الواقع العربي والإقليمي والصراعات الطائفية والمذهبية وانهيار المنظومة الدولية وضعفها يسهم في تشجيع الاحتلال على تنفيذ مخططاته.

 

وفي ظل هذا الدمار وما وصلت اليه القضية الفلسطينية بات ابناء الشعب الفلسطيني في أمس الحاجة إلى ضرورة تجسيد الوحدة وأهمية مشاركة الجميع والعمل في كل الاتجاهات وبشكل عاجل وسريع حتى يلمس ابناء شعبنا العمل الايجابي على صعيد تجسيد الوحدة الوطنية وتعزيز مقومات الصمود الوطني وبناء المؤسسات الفلسطينية القادرة على صياغة المستقبل الفلسطيني الواعد .

 

انه وبرغم المؤامرات التي تحاك ضد المشروع الوطني الفلسطيني ومحاولات البعض العمل علي خدمة مصالحة الشخصية وتلك المحاولات التي تستهدف وحدة الشعب الفلسطيني ستزداد في المرحلة المقبلة بعد ان فشل الاحتلال والمحاور الاقليمية بتفتيت ومصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، و ان الرد على كل ذلك يكون بمزيد من الوحدة والتلاحم، فالوحدة الوطنية هي وحدها القادرة على افشال هذه المخططات والمحاولات وهي وحدها من يقودنا الى النصر وانجاز اهدافنا الوطنية.

 

وبكل تأكيد بات الواقع السياسي اكثر تعقيدا وضبابية في ظل مواصلة العدوان الاسرائيلي وتصعيده المستمر وإمام ذلك لا بد من تجسيد العمل الميداني والوحدة من اجل التصدي لتلك المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني والإصرار على المضى قدما من فتح حوار وطني شامل والتعبير عن اهدافنا الوطنية في انهاء المعاناة الفلسطينية ووضع حد لهذا الاحتلال المجرم وصولاً الى انهاء الاحتلال وانجاز هدف الحرية والاستقلال .

 

الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها اهمية كبيرة في صون الحقوق الفلسطينية وتوسيع قاعدة التلاحم الميداني امام تلك المؤامرات ومواجهة العدوان الاسرائيلي الهمجي والصمود في الميدان من خلال الاصرار الفلسطيني على المضى قدما في خوض معركة الحرية والاستقلال ووضع حد لأطول احتلال يعرفه العالم الامر الذي يضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية في هذه المرحلة المهمة فالتفسخ والتشرذم لا يخدم الا الاحتلال ويجب ان تكون الوحدة هي في المقام الاول ولا مجال للتشكيك بوحدة الصف الفلسطيني وقدرة الشعب الفلسطيني علي استنهاض حالة التوحد والوحدة والعمل علي اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية والإنسان الفلسطيني القادر علي حماية وطنه واستقرار فلسطين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق