أبو جهاد خليل الوزير من أبرز صناع قرار فتح



الحاج رفعت شناعة 

لا أحد يستطيع أن ينكر أو يقلل من الدور القيادي المؤسس، وصناعة القرار الفلسطيني التاريخي الذي بناهُ الرئيس الرمز ياسر عرفات منذ البدايات، ومنذ الطلقة الأولى حتى اللحظات الأخيرة من حياته، فهو القلب النابض للمسيرة التاريخية التي ما زالت تضيء سماء فلسطين من دماء الشهداء التي تضيء مسيرة الثوار والمجاهدين. 
وعندما نبدأ بالرمز ياسر عرفات يجب أن لا ننسى كوكبةَ القادة والشهداء الذين أخلصوا وأبدعوا، وصنعوا التاريخ الفلسطيني المشرِّف للأمة العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم. 
ونحن اليوم نقترب من شهر آذار، شهر الثوار، والأحرار، شهر دلال، وديمونا، والكرامة يجدر بنا أن نضيء قمراً من مجموعة أقمارنا التي أنارت ومازالت تنشر فلسفة الفتح بكل أبعادها. 
سنتطرق إلى الإضاءة على بعض وقفات مسيرة خليل الوزير أبو جهاد والتي هي إشراقات ثورية وطنية تفتح آفاقاً واسعة أمام الأجيال الفلسطينية والمناصرة للقضية الفلسطينية، ووفاءً مني للأخ العزيز الدكتور محمد حمزة الذي أبدع في كتابه (أبو جهاد، أسرار بداياته وأسباب اغتياله) وهو مصري الجنسية، فلسطيني الانتماء والهوى. واستطاع أن يرصد وبوفاء وأمانة الكثير من المحطات التي أنار ت هذه المسيرة المشرِّفة. 
أ- عندما نقول أعمدة فتح الأولى أي القيادات الوطنية المؤسسة   والى هؤلاء يعود الفضل الأول في تأسيس هذه الحركة التاريخية حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، والتي استظلُّ تحت جناحيها مئات الآلاف من المقاتلين، والشهداء، والجرحى، والأسرى، وجموعُ شعبنا من كل حدب وصوب يهتفون على القدس رايحين شهداء، و جرحى واسرى و منتصرين . 
ب - من إبداعات الشهيد أبو جهاد وفلسفته الخلاقة قوله لمن معه أنت قائد انت جندي، وهذا اختصار ناضج لنظرية العضوية في حركة فتح، فبرأيه أن العضوية تقوم على فكرة العطاء والتضحيات في ساحات المواجهة والصراع، فالقائد هو المقاتل الذي يدرك دوره المطلوب في القتال والمواجهة، وأن يكون هو صاحب المبادرة في أخذ القرار مستفيداً من تجربته، لا أن يكون متردداً. 
ج - لقد كرَّس الشهيد أبو جهاد ومن معه من القيادات المؤسسة مفاهيم جوهرية غير مسموح التساهل في تطبيقها، فمجموع المبادرات والاجتهادات الناجحة هي التي تُشِّكل مجتمعةً هذا النهر الثوري الفتحاوي الجارف القائم على التضحية والفداء، وأن من يشارك في التضحية والعطاء هو شريك أصيل في صناعة القرار. 
د - ولا شك أن تكريس مثل هذه المفاهيم الثورية يحتاج إلى التهيئة وترسيخ المفاهيم فكرياً، وعملياً، وممارسة حتى لا تقود هذه المفاهيم غير المسلَّحة بالأداء الميداني والمبدئي إلى الفوضى التنظيمية، وذلك بسبب النزوات الفردية، أو التجنُّح نحو التكتلات الخارجة عن التوجهات الحركية المركزية. 
هـ - إنَّ  حركة فتح منذ تأسست أعطت المساحة المطلوبة من النقد والنقد الذاتي، أي فتحت مجالاً مدروساً للديمقراطية في التعامل بين المراتب التنظيمية، والاجتهادات في داخل الأطر ضمن الأصول المسموح بها في النظام الداخلي، فالتعددية في الآراء مسموحٌ طرحُها ونقاشها، ولكن عندما يتم التصويت على الآراء المطروحة والمتباينة فإن رأي الأكثرية هو الملزم للجميع، وهذا ما التزمت به حركة فتح عند أخذ القرار النهائي. 
و- إن الأعمدة الفتحاوية التاريخية بأصالتها ، ومخزونها العسكري والسياسي والاطلاع على تجارب الثورات العالمية كان لها الفضل الأكبر كحركة سياسية معاصرة تغذت فكريا وثوريا ، كفاحاً شعبياً ومسلَّحاً من أجل تثبيت وتعزيز الوحدة الوطنية الصلبة . وهذا ومن خلال تبادل الخبرات والتجارب مع ثورات الشعوب الأخرى استطاعت حركة فتح وهي العمود الفقري للثورة الفلسطينية ان تتأسس وتنمو وتصبح في مقدمة ثورات العالم نظرا للتعقيدات التي عاشتها ، والتجارب المرة والخطيرة التي وجود شعبنا سواء في الداخل او الخارج، ورغم المآزق والمجازر والحصارات  والاختناق ، لكن حركة فتح صاحبه الطلقة الأولى وصاحبه الانطلاقة الأولى والأسيرة الاولى فاطمة برناوي، والشهيد الأول احمد موسى استطاعت هذه الحركة التاريخية وهي من أطول ثورات العالم وأشدها تعقيدا وخطورة ، استطاعت ان تقود هذا الشعب الريادي بكل ما حققه من انتصارات ، وما أحاط به من مصائب ومجازر،  وهي الحركة التي اختارت ان تقود اخطر واعقد ثورات العالم وما زالت وبالتالي حركة فتح هي التي تحدث أهم واخطر المؤامرات ومحاولات التصفية . 
ان هذا العبءَ التاريخي والثقيل الذي اختارت حركة فتح ان تتصادم معه في كل المعارك والحصار والمجازر والتهجير ، وان تَعْبُرَ كل الاختناقات ، وان تبقى في وسط ساحة الصراع والتحدي. ان الذي شكَّل جسر العبور الحقيقي ألآن لشعبنا في مسيرته إنما هو الاستناد والاعتماد على تلك الثلة المباركة من القادة الفتحاويين ، عشاق فلسطين الذين اقسموا الإيمان على الوفاء ، وحفط الأمانة،  وكانوا على العهد ، وكلما رحل جيل من القادة ، وعشاق االشهادة سرعان ما يُقدم شعبنا جيلاً بعد جيل يرفعون راية الشهادة او النصر . 
نحن اليوم أبناء الفتح على عاتقنا تقع الأمانة ، وأمانه المقدسات والتحرير وتأهيل الأجيال جيلا بعد جيل، وسنواصل المسيرة بعد ان آمنا بالنصر والاستشهاد، واقسمنا على مواصلة العودة وتطهير الارض من دنس الاحتلال . 
ولن ننسى الشهيد خليل الوزير،  ومعه الأعمدةَ الوطنية الصلبة والمتماسكة التي تحمَّلت مآسي ومتاعب وعذابات رحلة اللجوء والتشرد، على خطاك ياسر عرفات ، وعلى خطاك يا ابا جهاد يا صانع الانتفاضة، ونحن على خطاكم ولن نخذلكم يا أعمدةَ جسر الفتح المبين. 
والنصر قريب لأنكِ يا قدسُ تعيشين في عقولنا وقلوبنا، وانها لثورة حتى النصر . 

إعلام حركة فتح –الساحة اللبنانية  

18/2/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق