البطالة في مجتمع الفلسطينيين بلبنان تدفع للمشاركة في مشاريع تدريب منظمات غير حكومية

 

دعاء عبد الحليم /بوابة اللاجئين الفلسطينيين


في ظل ارتفاع معدلات البطالة داخل المجتمع الفلسطيني اللاجئ في لبنان وتديه نسبة 85%، تظهر إلى العلن مشاريع بديلة عن فرص العمل المفقودة تمولها منظمات غير حكومية، مثل مشروع الإنتاج الغذائي في مخيّم عين الحلوة في صيدا، جنوبي لبنان.
بحسب القائمين على هذا المشروع فإنه قدّم فرصةً لفتيات المخيم في تعلّم الطرق الصحية السليمة في إعداد المنتجات الغذائية، ووفر سلّة تموينية لعائلات محتاجة.
إسراء حيدر (٢٧ عامًا)، هي إحدى المشاركات في المشروع، قررت بعد انتهاء فترة التدريب أن تزاول هذه المهنة لتساعد زوجها في مصروف المنزل.
مشروع إسراء لم يكتمل بسبب غلاء أسعار المواد الغذائية
تقول إسراء لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: تعلّمت أشياء كثيرةً ومهمّة لم أكن أعرفها، بدأت أنفّذها في بيتي ومن ثمّ فتحت مشروعاً صغيرًا خاصاً بي، فظروفي الاجتماعية صعبةً للغاية، زوجي يعمل عامل نظافة في مطعم وتبلغ أجرته اليومية 35 ألف ليرة لبنانية أي أقل من دولارين، فاستلفت مبلغاً لأخطو خطوتي الأولى في المشروع، وبالفعل بدأت أعدّ المربيّات والمخللات، وعرضتها للبيع، لكنّ الغلاء الفاحش بأسعار الخضراوات والفاكهة منعني من مواصلة عملي، مدخول زوجي لا يكفي لسدّ متطلبات حياتنا وأقلها أجرة المنزل وحليب وحفّاضات ابنتي، فكان من الصعب استكمال المشروع، حاليًا أعمل على الطلب من يوصّيني أصنع له، لكنّي حزينة لهذا الوضع، فعندما بدأت بالمشروع انتابني شعورٌ جميلٌ، فرحتُ أنّي بدأت أنتج وأحصل على المال الذي يغطّي شيئًا من احتياجاتنا، لكن للأسف الظروف الاقتصادية الصعبة تدمّر كلّ جميلٍ بداخلنا، آمل أن يساعدني أحد ويموّل لي هذا المشروع لأكمل ما بدأت به.
مشروع صناعة الأغذية في مخيم عين الحلوة مدعوم من قبل السفارة الكندية و هو عبارة عن دورات تدريب و صناعة مونة غذائية يتم توزيعها آخر كل دورة على مستفيدين بحاجة لها.
مشروع التدريب على إنتاج الأغذية يستهدف الفتيات اللاجئات
ويشير مشرف المشروع أحمد عبد الهادي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إلى أنّ الفئة المستهدفة هي الفتيات من عمر ١٨ حتى ٣٢ سنة من أجل دعمهنّ مادياً و تعليمهنّ مهنة، يمكن أن يستفيدن منها في حياتهنّ الخاصة، أو يمكن أن يستفدن من المهارات التي تعلمنها حتى ينتجن منها، وهن ينقسمن إلى مجموعات من ١٠ فتيات يتدربن ويعملن لمدة ١٢ يوماً، ويحصلن على أجر يومي قيمته ١٠ دولارات يومياً.
ويضيف عبد الهادي: هذا المشروع حقق الهدف المنشود، كثيرٌ من الفتيات لم يكن لديهن فكرة عن كيفية الحفاظ على الطعام وحفظه بشكل جيد، والتعقيم وتنظيف مكان إعداد الأغذية، إضافة إلى تأمين سلامتهن خلال عملية إعداد الأغذية، فقد طوّر هذا التدريب مهاراتهن وهو مادفع بعضهنّ الى التفكير في فتح مشروع خاص بهنّ.
13-1.jpg
ويوضح عبد الهادي، أنّ المجتمع الفلسطيني داخل و خارج المخيمات بحاجة كثيرًا لمثل هذه المشاريع لعدة أسباب منها: " فتيات تسربن من المدارس و لم يتعلمن مهناً، و فتيات تزوّجن وهن قاصرات ولم يكملن تعليمهنّ و ليس معهن شهادات و خبرات، كذلك فتيات و نساء متعلمات ولكن لم يحصلن على فرص للعمل فتعلمن مهنة يستخدمنها في بيوتهنّ، كما أنّ هذه الدورة غيّرت روتين الفتيات وسمحت لهنّ بالخروج من البيت والاختلاط مع الناس وبناء علاقات جديدة".
البطالة وعدم إكمال التعليم الجامعي يدفعان الفتيات اللاجئات للبحث عن هكذا مشاريع تدريب
من جهتها، تقول إسراء خليل أسعد (٢٨عاماً)، وهي أم لثلاثة أولاد : "رغبت في التعلم لأن الإنسان لا يعرف كل الأمور، وأستطيع تنفيذ الطرق الصحيحة لإعداد المخللات والصلصات والمربيات بطرق صحية في بيتي".
وتشير إسراء الى أنّها لم تتابع تعليمها الدراسي، فقد حصلت على شهادة البريفيه ولم تحصل على أيّة فرصة تسمح لها بتعلم مهنة جديدة، وقد تمتهن صنع هذه المنتجات لاحقاً، ما يشكل مصدر إعانة لها ولعائلتها في الحياة.
هذا المشروع كان فرصة أيضًا للاجئة الفلسطينية سهى محمد رحمة (٣٠ سنة) بحسب ماتقول، فهي أنهت تعليمها الجامعي بتخصص إدارة اعمال ودعم نفسي اجتماعي، لكنّها لم تجد فرصة عمل، فشاركت بالدورة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها من جهة، ولتعلم كيفية التعقيم وترتيب الأغراض في البراد، وصنع المربيات والمخللات وتعقيمهم وحفظهم في المراتبين بطريقة صحيحة، أمورٌ كثيرة كانت تظنّ سهى أنّها صعبة ، لكنّ وجدت أنّها يمكنها فعلها في البيت، و"يمكن بعدّة بسيطة أفتح مشروعًا وأبيع منتجات نظيفة وصحية ومعقمة وبأسعار تناسب الجميع".


13-2.jpg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق