وقفة تضامنية مع الأسيرة إسراء الجعابيص في بيروت

 خلال الوقفة التضامنية مع الأسيرة الجعابيص

نظم "مركز قبة الصخرة للإعلام "، أمس الثلاثاء، أمام مقر "البعثة الدولية للصليب الأحمر" في بيروت، وقفة تضامنية مع الأسيرة إسراء الجعابيص، التي تعاني من وضعٍ صحي خطير جدًا بسبب تعنت العدو الصهيوني على إطلاق سراحها وتأمين العلاج اللازم لها خارج سجونه الاحتلالية.

وشارك في تنظيم الوقفة مؤسسات إعلامية وحقوقية:  "وكالة أنباء العاصفة العربية"، "المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج"، "المرصد الفلسطيني لحقوق الإنسان" و"التحالف القانوني الدولي من أجل فلسطين"، بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية وشخصيات حقوقية وأسرى محررين.

وتقدم للوقفة التضامنية رئيس "تحرير وكالة أنباء العاصفة العربية"،  يوسف الآغا، الذي أطلق خلالها مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي والمؤسسات الجقوقية الإنسانية الدولية من أجل التحرك فورًا لإطلاق سراح الأسيرة المظلومة والمحروقة إسراء الجعابيص التي تعاني من قهر السجان الصهيوني، كما أن وضعها الصحي والحروقات التي في جسدها بات يشكل خطراً كبيرًا على حياتها.

وألقت مديرة "مركز قبة الصخرة للإعلام"، وفاء بهاني، كلمة الوقفة التضامنية مع الأسيرة إسراء، فقالت: "أقف أمام معاناةِ الأسيرة إسراء الجعابيص حزينةً، متألمةً متوجعةً ، ساهمةً ولكنني لستُ عاجزةً، محتارة نعم  قلقة؟؟ نعم !! قلقة عليها كأمٍّ واخت وصديقة وقبل كل هذا قلقةٌ على الانسانة وعلى انسانيتنا اتجاهَ هذه القضية ، ماذا يمكننا أن نفعل لأجلها؟؟؟

وأضافت: " نستطيع فعلَ الكثير بإيماننا بقضيتنا وان نطرقَ كل يوم ابوابَ المحافلِ الدوليةِ كما نفعلُ اليوم ومعَنا اكثرُ من دولة على الصعيد الوطن العربي والاوروبي واميركا اللاتينية نعم  لسنا وحدَنا اليوم، المؤمنون والمنتمون لهذه القضية من مصر والاردن والعراق وتونس والجزائر والدنمارك السويد المانيا والسلفادور وتشيلي  اليوم معنا في هذه اللحظة وسنقدم مذكرةً مطالبين بالافراجِ الفوريِّ عنها مرفقةً بروايتها الحقيقية وليست الرواية الاسرائيلية، والتي للاسف يتداولُها الاعلام" .

وتابعت: "نحن هنا اليوم لنخفَف من آلامِها ولا بد من التعجيلِ بإطلاقِ سراحِها، فهي المرأةُ الضعيفةُ والأختُ الأسيرةُ، إنها تستحقُّ منا أكثرَ من وِقفةِ تضامنٍ وبيانِ استنكارٍ، ولا يرفع الحرج عنَّا أبداً إن نحن خرجنا نتظاهرُ من أجلها تضامناً معها، بل يجب تجنيدُ أكبرِ قطاعٍ ممكنٍ من النشطاء والفاعلين الفلسطينيين والعرب، إضافةً إلى شخصياتٍ دولية ومؤسساتٍ أممية، وغيرها من مختلفِ اللجانِ العاملةِ في حقولِ حقوقِ الإنسان، لنحركَ الرأيَ العامَ الدولي تضامناً معها، ولندفعَ بسلطاتِ الاحتلالِ الإسرائيلي للإفراج عنها، بعد الأخذِ بروايتها.هذه الرواية التي يعجزُ القلمُ عن سردها واللسانُ عن وصفِها، ولعل صورَها تعبر عنها وشكواها بلسانها تنطق بحالها".

 واعتبرت بهاني أن "الأمةَ العربية والإسلامية كلُّها مدانة إن هي تأخرت عن نصرتها بعد الآن لحظةً واحدة أو تباطأت في الدفاع عنها، أو قصرت في محاولة فكِّ أسرِها وإطلاق سراحها، والى حينها يجبُ دفع سلطات الاحتلال لعلاجها أو السماح بجهاتٍ طبيةٍ برعايتها ومتابعة حالتها".

وقالت: "لا أعتقد أنني أستطيعَ أن أفيَها حقَّها مهما فعلت لأجلها ،إن سردتُ قصتَها وسلطتُ الضوءَ على معاناتها، أو أجدتُ في وصفها و أبدعتُ في عرض قضيتها، فهي أسمى من أن يحدَّها قلمي، أو أن تؤطرَها كلماتي، أو أن يرفعَ من قدرها العالي وِقفتي، بل هي التي تزيدني رفعةً وشرفاً، وترفع من شأني ومقامي، وتجعل من قلمي سيفاً ومن كلماتي قذائفَ حقٍ، فيصغي السامعون لخطابي إكراماً لها، ويسمع اليوم المتابعون كلماتي وفاءً لها، فاللهَ العظيمَ أسألُ أن ينفعها بما أقدم وأنشر ، وأن يفيدها ما أفعل".

وختمت بهاني متوجهةً بكلامها للأسيرة إسراء قائلة: "أما لاسراء أقولُ لها وأنا على يقين أن الفرجَ اقترب، وتسللَ النور من بين عتمة الليل وظلم السجان، وسيتحقق الوعد الحق وسيفي الرجال بالعهد، وستعودين عما قريب إلى بيتك وعائلتك، وستفرحين بحريتك ، وستجرين العملياتِ الجراحية التي حرمَك منها العدو، وستشفين من آثارِ الحروق وبقايا الظلم، وستبرئين من جراحك وستنتقمين من جلادك، ولن تتألمي من جديدٍ ولن تشكي من سخونةٍ أو وجعٍ، وستعودين بإذن الله كما كنت قبل أسرِك بهيةَ الطلعةِ سنيةَ الهيئةِ، منيرةَ الوجه باسمة المحيا، حيويةً مجدةً قادرةً، وستجدين من شعبك كل الوفاء، ومن أهلكِ كلَّ الحب، الذين ينتظرونك بكل الشوق، ويتهيأون لاستقبالك بكل الفرح، فحتى هذا اليوم الموعود والعرس المشهود، أنا اعدك ستبقى مشاعلُنا متقدةً، وهممُنا عالية، وبيارقُنا مرفوعة، وصوتُنا مجلل وكلمتُنا مدوية، فوالله وتالله وبالله جيلُنا جيلُ النصر" .

وألقى كلمة "التحالف القانوني الدولي من أجل فلسطين"، الدكتور محمود الحنفي، فقال: "نقف اليوم تضامناً مع أيقونة المعتقلات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي إسراء جعابيص، وهي تدخل عامها السابع في المعتقل في ظل ظروف إنسانية قاسية، أسست لها دولة الفصل العنصري الإسرائيلي".

واعتبر أن "إسراء تجسد دليلاً شاملاً على فظاعة الاحتلال، وحجم جرائمه بحق الفلسطينيين، وخاصة النساء المعتقلات، في ظل تراخي دولي عن ردع الاحتلال وإلزامه باحترام أدنى قواعد القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

وأضاف: "إن إسراء واحدة من بين عشرات المعتقلات اللواتي يخضعن لظروف قاهرة داخل السجون، كما تمثل أوضح حالة على جريمة الإهمال الطبي بحق المعتقلين والمعتقلات، في ظل معاناة أكثر من 700 معتقل داخل السجون من ظروف صحية صعبة."

واستنكر الحنفي "مواصلة مصلحة السجون الإسرائيلية بشكل ممنهج عمليات التفتيش الجسدي التي تمثل إهانة معنوية للمعتقلات عدا عن كونها تشكل ازدراءًا متعمداً للمعتقدات الدينية لأخواتنا المعتقلات".

كما استنكر عجز المجتمع الدولي عن "إلزام دولة الاحتلال الصهيوني باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني ووقف سياسة التنكيل بحق المعتقلات والمعتقلين الفلسطينيين في سجونها، واعتقاد قادة الاحتلال الإسرائيلي أنهم محصنون عن أي مساءلة أو جباية أثمان عن انتهاكاتهم الواسعة في الأراض المحتلة وداخل السجون، لن يقود إلا إلى مزيد من الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، وإلى احتمالية توتر الأوضاع الميدانية دفاعاً عن شرف وكرامة المعتقلات".

وأكد  بأن "استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المعتقلات وعلى رأسهم المعتقلة إسراء الجعابيص، يدفعنا لنجدد نداءنا إلى كافة الجهات الدولية الفاعلة إلى التحرك، والتأكيد على ما تحظى قضية المعتقلات الفلسطينيات بإجماع شعبي وفصائلي كبير، تضعها فوق أي خلاف أو انقسام، وتجعل من المحاولات الإسرائيلية للتنكيل بهن صاعق تفجير الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية وأنحاء الأراضي الفلسطينية كافة".

وختم الحنفي كلامه مشددًا على الدعم الشعبي والمؤسساتي الواسع لقضية إسراء جعابيص، فإننا نحث السيد الأمين العام للأمم المتحدة على التدخل الفاعل من أجل وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية بحق المعتقلات الفلسطينيات، والتي تمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ونضعه أمام مسؤولياتكم القانونية والأخلاقية في هذا الإطار، مجددًا التأكيد على "أن دولة الاحتلال الصهيوني تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي توتر أمني في المنطقة نتيجة استمرار انتهاكاتها بحق النساء المعتقلات في سجونها".

وكانت كلمة لنائب مسؤول الملف الفلسطيني في "حزب الله"، الشيخ عطا الله حمود، الذي أعلن تضامنه مع الأسيرة إسراء الجعابيص داعيًا إلى تفعيل العمل المقاوم على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة من أجل إطلاق سراحها وتأمين العلاج الطبي اللازم لها.

واستنكر عطا الله هذا الصمت الدولي المريب على الانتهاكات الصهيونية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وأسرانا البواسل في سجون العدو"، مؤكدًا بأننا في  المقاومة الإسلامية في حزب الله، "سنبقى نقاوم جنبًا إلى جنب مع الإخوة في المقاومة الفلسطينية حتى تحرير الأسرى وكل شبر من فلسطين".

وكانت كلمة لمدير العلاقات في "مؤسسة مهجة القدس للدفاع عن الأسرى" في لبنان، الشيخ سامر عنبر، قدم فيها شرحًا مفصلاً عن معاناة الأسيرة إسراء، وشدد على "أهمية تشكيل لجنة دولية طبية للإشراف على حالة إسراء، لأنها تحتاج بحسب تقارير سابقة إلى 8 عمليات أساسية وليست تجميلية. وتعلمون حضرتكم أن هذا الملف هو قضية إنسانية بحتة حولته دولة الاحتلال بواسطة التضليل الإعلامي إلى قضية جنائية، ولطالما تم استخدام هذه الأساليب الإعلامية بهدف استخدام الملفات كوسيلة وزريعة لإن إزلة العقوبات المستمرة بحق الفلسطينيين الذين يعانون من الاحتلال الصهيوني"

ودعا عنبر في ختام كلامه،  إلى إطلاق الدعم المطلوب والمناصرة لهذه القضية ودعم كل الجهود في انتزاع حق إسراء في الحرية والمعالجة الطبية. لأن الحرية قدر شعبنا مهما طال الزمن".

وفي الختام، قام المشاركون في الوقفة التضامنية بتقديم مذكرة إحتجاجية لممثلة "البعثة الدولية للصليب الأحمر"، طالبوا فيها التحرك الفوري من أجل إنقاذ حياة الأسيرة إسراء الجعابيص بإطلاق سراحها وتلقيها العلاج الطبي اللازم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق