الوحدة والتضامن في مواجهة الاحتلال والمستوطنين



بقلم  :  سري القدوة

الأربعاء 12 كانون الثاني / يناير 2022.

 

في هذه المرحلة الحرجة والظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني لا بد من تدعيم استراتجية المواجهة للاحتلال وتجسيد ارقى اشكال الوحدة والتضامن الجماهيري اكثر من أي وقت مضى في مواجهة الاحتلال والمستوطنين، وتجسيد صور التكاتف والاتحاد في الميدان مهما بلغت التضحيات، فالشعب الفلسطيني هو صحاب الأرض والحق، وعليه تقع مسؤولية مواجهة هذا العدوان الظالم، وعلى الفصائل الفلسطينية التلاحم مع الجماهير والتضامن من اجل تعزيز الصمود والثبات حتى تحقيق الانتصار وإنهاء الاحتلال الظالم .

 

في ظل استمرار العدوان وتصاعد ممارسات الاستيطان والتوسع الاستعماري في فلسطين وإمام تلك التحديات المفروضة على الشعب الفلسطيني، لا بد من مواجه الواقع وإعادة تقيم المرحلة والعمل على اتخاذ قرارات حاسمة لضمان تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها مواجهة الحملة الاستيطانية المسعورة وتمادي قطعان المستوطنين بالاعتداء على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية والتوغل الدائم والمستمر في عمق الاراضي الفلسطينية بحماية جيش الاحتلال، وإمام هذا العدوان الاسرائيلي المنظم ضد الشعب الفلسطيني يجب العمل على اعادة النظر بقواعد الاشتباك مع الاحتلال على ضوء ممارسته على الأرض، من تمدد وتمادي الاستعمار الاستيطاني، والعدوان المستمر والمتصاعد لقطعان المستعمرين، وهدم البيوت وحصار القدس، وحصار غزة واحتجاز جثامين الشهداء والتنكيل المستمر بالأسرى في سجون الاحتلال وقرصنة الاموال الفلسطينية ومخططات وإجراءات الاحتلال الهادفة لضم الضفة الغربية وتقويض الدولة الفلسطينية .

 

الشعب الفلسطيني ماضى على درب الشهداء وهو يمارس حقه في تقرير مصيره والدفاع عن ارضه والتمسك بالثوابت الوطنية وممارسة حقوقه المشروع في مقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، والتأكيد على التفافه حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده والحرص على إنجاز الوحدة الوطنية بأوسع أطرها، وتفعيل دور مؤسسات ودوائر منظمة التحرير الفلسطينية، والتأكيد على عمق الانتماء للأمة العربية المجيد والحرص على تفعيل واستمرار العمل العربي المشترك باعتبار فلسطين هي قضية العرب الأولى .

 

ويجب التأكيد ايضا على البعد الانساني والسياسي للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي والتحرك الدبلوماسي لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وتدعيم العمل والتحرك المستند لقواعد وأسس الشرعية الدولية بهدف انهاء الاحتلال والحرص على تعزيز العلاقات الفلسطينية مع مختلف الدول الصديقة للشعب الفلسطيني على قاعدة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتجسيد حق تقرير المصير الفلسطيني وإنهاء الاحتلال بكل اشكاله ووقف اي ممارسات تهدف الي استمرار ادارة الاحتلال للمناطق الفلسطينية تحت مسميات مختلفة، والعمل على تجديد منطلقات العلاقات الفلسطينية الدولية ضمن استراتجية قيام الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، وفتح حوار استراتيجي مع الاتحاد الأوروبي، واستمرار التنسيق مع الأصدقاء في روسيا الإتحادية، والصين الشعبية، وإيلاء اهتمام أكبر بالتواصل مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

 

وإمام ما يجري يجب العمل على اعادة تقيم جهود المصالحة الوطنية وأهمية استمرار التوافق الوطني لضمان نجاح الحوار والاستمرار بالتواصل مع كافة القوى الوطنية لمواجهة الاحتلال وإجراءاته، وبات من المهم والضروري اعادة التأكيد على اهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تعمل من خلال قاعدة التزامات منظمة التحرير الفلسطينية بالشرعية الدولية وتشارك فيها كل هذه القوى السياسية الفلسطينية على ان تكون ملتزمة بإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت، والاستمرار في التحرك مع كل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لضمان وقف عمليات الاستيطان وتتحرك في اتجاه ضمان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق