العمّة لن تترشح للانتخابات وأسامة سعد الرقم الصعب.. مناصرو الحريري في صيدا: خسرنا الرفيق واليوم نفقد السعد

 

محمد دهشة

لم يَصحُ الشارع الصيداوي بعد من صدمة قرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وعزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية ومعه تيار «المستقبل»، تتدحرج التداعيات ككرة الثلج خاصة مع تأكيد النائب بهية الحريري انها ستلتزم بالقرار ولن تترشح عن احد المقعدين السنّيين في صيدا كما فعلت منذ العام 1992 وكانت تنال العدد الاكبر من اصوات الناخبين.
عند ضريح الحاج بهاء الدين الحريري، والد الرئيس الاب رفيق وجدّ الابن سعد، وقف الحاج «أبو خضر» حبلي دامع العينين، قرأ بحزن سورة الفاتحة عن روحه ورفع دعاء الرحمة على نجله رفيق الذي بنى المساجد ورمم الكنائس وأعاد إعمار لبنان بعد وقف الحرب الاهلية، وقال لـ»نداء الوطن»: «مرحلة الامس تتشابه مع اليوم، لقد خسرنا «الرفيق» واليوم نفقد «السعد»، لقد هجّروه لأنهم لا يريدون التنازل من اجل لبنان، لقد عبّر الاب والابن عن ذات الموقف «نستودع الله لبنان الحبيب»، ونأمل في ان لا نعود الى الفتن في مرحلة فاصلة من تاريخ لبنان وتشكيل المنطقة».

لم يحرّك مناصرو تيار «المستقبل» ساكناً ولم تشهد المدينة اي تحرك احتجاجي، سلموا بالامر الواقع، كثر منهم لم يتفاجأوا بالقرار، وقرأوا بين السطور وخلصوا الى هذه النهاية الموقتة عندما اعتذر الحريري عن تشكيل الحكومة الاخيرة قبل الرئيس نجيب ميقاتي، لان بعض القوى السياسية وضعت العصي في الدواليب ولم ينجح في تشكيل حكومة اختصاصيين كما اراد.

ويقول المؤيد للتيار محمد الحنش لـ»نداء الوطن»: «ان قرار الحريري خطوة شجاعة لم يقدم عليها كثر من الطبقة السياسية الحاكمة، انه رجل دولة ويتحمل مسؤولياته لان كل المبادرات والتنازلات التي قدمها لم تلق آذانا صاغية وحوربت من الحلفاء والخصوم ومن الأقربين قبل الأبعدين»، موضحاً ان «قرار تعليق العمل كان مؤثراً وحزيناً ومبنياً على معطيات، لكن الامل يبقى بزوال أسبابه سريعاً و»المستقبل» سيبقى موجوداً وفي خدمة الناس مهما تغيرت الظروف».

على مستوى التيار، عقدت النائبة الحريري لقاءاتها واجتماعاتها وفق جدول مواعيدها المسبق، التقت فريق عملها، ومؤسسة الحريري وقيادة تيار «المستقبل»، وضعتهم في اجواء القرار والمرحلة المقبلة، وسط تأكيد «ان بيت الحريري سيبقى مفتوحا، نتمسك بمشروع رفيق الحريري في خدمة الناس وخاصة بالتنمية والتعليم ومن دون اي مقابل سياسي او انتخابي، وسنكون اكثر التصاقا بالناس في ظل الازمات المعيشية والاقتصادية الخانقة».

«العمة» التي اتخذت موقفاً شجاعاً خلال محنة الرئيس سعد الحريري في السعودية حيث رفضت اي تسوية تبعده عن المشهد السياسي أكدت «اننا سنبقى معه على الحلوة والمرة»، كررت اليوم قناعتها وموقفها الثابت، أبلغت انها ستلتزم بقراره ولن تترشح للانتخابات النيابية من دون الحديث عن خيارات اخرى، حيث تقول مصادر مطلعة لـ»نداء الوطن» انها لن تترشح وانه من المبكر الحديث عن اي فرضيات أخرى لجهة المقاطعة او دعم ترشيح احد او سواهما من الخيارات الاخرى في حال حصلت الانتخابات.

في المقابل، فان عدم ترشح «العمّة» في عرينها، سيجعل النائب اسامة سعد الرقم الصعب في المعادلة الانتخابية، وسيفتح شهية كثر على خوض الاستحقاق حيث تتعزز حظوظهم بالفوز في المقعد الثاني في دائرة صيدا – جزين الانتخابية مع تأمين الحاصل والصوت التفضيلي، بعدما شكّلت الحريري – سعد الثنائي النيابي في المدينة من العام 1992، باستثناء دورة واحدة حل فيها الرئيس فواد السنيورة نائباً لدورة ممددة من العام 2009 حتى 2018.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق