هكذا تغلب نازح فلسطيني على الأبواب المغلقة !

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

يعاني النازحون الفلسطينيون من سوريا في مخيمات لبنان، من أوضاع معيشية صعبة ، وذلك لقلة توفر فرص عمل سانحة لهم، فيضطر الكثير من شبابهم للعمل في مجالات أخرى بعيدة كليًا عن إختصاصاتهم العلمية أو المهنية.

وما فاقم أزمتهم، وزاد الطين بلّة، هو تقليص "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" لمجمل خدماتها تجاههم، حيث شرعت مؤخرًا في تقليص المساعدة المالية النقدية المقدمة لهم كبدل إيواء ومعونة غذائية من مئة دولار (100$) إلى خمسة وعشرين دولاراً (25$) شهريًا، بالإضافة إلى تقليصها لبعض الخدمات الطبية.

هذا هو حال النازح الفلسطيني في مخيم شاتيلا الواقع على أطراف العاصمة بيروت، الذي يكافح من أجل مواجهة ضغوطات الحياة التي فرضتها عليه وكالة "الأونروا"، من خلال البحث في شوارع المدينة وشركاتها عن فرصة عمل ولو بالراتب القليل، وإذا قوبل طلبه بالرفض، يحاول أن يؤسس عملاً خاصًا به داخل أسوار المخيم.

الشاب محمد منصور (21 عامًا) نزح مع عائلته من مخيم اليرموك ليستقر به الحال في مخيم شاتيلا، هو نموذج للشباب الفلسطيني المكافح الطموح، الذي لا يعرف اليأس ولا الإحباط، تحدى كل الأبواب المغلقة من أجل إعالة عائلته ومتابعة تحصيله العلمي في الجامعة.

يقول منصور الذي يتخصص في دراسة هندسة المكانيك في سنته الثانية في جامعة "LIU" ، لـ"وكالة القدس للأنباء"، التي التقت به في خيمة الاعتصام "194" المنصوبة أمام مقر "الأونروا" الرئيسي في بيروت، بأن "الحاجة للمال من أجل دفع أقساط الجامعة إضطرته للعمل في الأعمال الحرة ومشاريع التنظيفات التي تقيمها بعض المؤسسات الخدماتية داخل المخيم، من أجل تخفيف العبء عن كاهل والده العاطل عن العمل".

ويشير إلى أن "الأزمة المالية وتقليصات الأونروا تستهدف كل الفلسطينيين على حد سواء ، فلسطيني سوري أو فلسطيني لبناني، فالكل يعاني في المخيمات".

ويؤكد بأنه يعتبر نفسه إبن مخيم شاتيلا، ولا يشعر نفسه بأنه غريب عن هذا المخيم الذي احتضنه منذ نزوحه إليه وهو لا يتجاوز العشر سنوات، كبر وترعرع في شوارعه وأزقته الضيقة، واستطاع أن يبني له علاقات وصداقات مع أبنائه".

ويوضح منصور بأنه من خلال عمله بالأعمال الحرة وتكنيس الشوارع في المخيم ،تمكن من جمع مبلغ من المال فتح به محلاً لبيع قهوة "الإكسبرس"، ولكنه اضطر لإغلاقه بعد فترة قصيرة، لأن المردود المالي للمحل لا يغطي إيجاره الشهري، بالإضافة إلى غلاء سعر كيلو القهوة".

لكن منصور لم ييأس، لأن إرادته أقوى من الانكسار، فلجأ إلى تدريس عدد من الطلاب في منازلهم، مواصلاً مشواره في قهر الصعاب، ليكون سنداً لأهله من جهة، ويتابع دراسته اعتماداً على ذاته من جهة أخرى.

ويختم: "أنا لا أقبل لا بالتوطين ولا بالتهجير، ولا أرضى بغير العودة إلى فلسطين، وعلى  كل فلسطيني أن يعمل ويجتهد من أجل الوطن. وأدعو كل فلسطيني شريف الضغط على الأونروا من أجل تحسين وضع شعبه، كلٌ من موقعه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق