وفد حركة فتح المركزي يثبت نقاط الاتفاق

 

الحاج رفعت شناعة

إن الزيارات التي قام بها نائب رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح إلى مجموعة من الدول والتي تنشط فيها حركة فتح وإطار منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة لبنان، وسوريا، ومصر، وكانت هذه الزيارات إلى هذه الأقطار وغيرها، وعقد اجتماع للأُطر التنظيمية بحضور الأطر القيادية الأولى أي أعضاء قيادة الساحة وأعضاء لجنة الإقليم إضافة إلى من ترتئي اللجنة المركزية.

وكان أعضاء اللجنة المركزية هم الذين يبادرون الحديث في البداية، وخاصة ما لمسناه في لبنان، فقد كان الأخ جبريل رجوب هو الذي يباشر الكلام ضمن الترتيبات، والتوسع في الشرح للنقاط التي سيتم اعتمادها، وتفصيلها في عملية الحوار والنقاش. ومن حق القارئ علينا أن نضع أمامه مجموعة غنية من المفاهيم والأفكار التي تمت مناقشتها. وكان القادة المركزيون حريصين على تفعيل عملية النقاش، والإمساك بالحلقة المركزية القادرة على خوض معركتنا المركزية المسؤولة، وتبادل النقاش وتبادل الآراء، وانجاز الهدف الجوهري وهو استكمال مسار الوحدة الوطنية في الساحات التي تحدث عنها، وخاصة ما أدلى به الدكتور سمير الرفاعي، والأخ أبو ماهر فتحي أبو العردات مؤتمرات الأقاليم في الساحات الثلاث وإبراز النقاط الأساسية مسيرة عملية انتخابات الأطر والالتزام بالمواعيد والعضوية وأصولها التنظيمية.

وقد أجمعت القيادات المعنية في تعاطيها على التمسك بأصول البناء السليم، ومقاومة الاعوجاج، ولا بد كي نحفظ جوهر بنائنا الحركي أن نكون متمسكين بالوحدة الوطنية، وأن نجسد جوهر الأصول التي توحدنا.

علينا أن لا ننسى ما حددته الأطر القيادية مثل:

المواعيد، وأن تكون العضوية التي نحددها ضمن الأصول التنظيمية، وأن يكون هناك أجماع على ما تم التوافق عليه.

- إنَّ أي إضافات على عضوية المؤتمر يجب تركيبها وتحديد نسبة العسكر، ونسبة التنظيم. وغير مسموح التحشيد والتجييش بطرق الاستقطاب.

- نحن نبحث دائماً عن القيادات الفاعلة والقادرة على خوض النضال، وأن نراقب الأصول الحركية وضوابطها.

وأن نفكِّر باختيار الكوادر القيادية المركزية والتي هي كفيلة بحماية الحركة ومسيرتها حتى تتوفر لدينا بنية سليمة وصولاً إلى اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي.

- إن حركة فتح هي الأساس في حماية البنية التنظيمية، والعلاقة بين القمة والقاعدة.

- ما دعا له الأخ جبريل رجوب كمحرك أساسي للحرارة الثورية والوطنية لاستكمال تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، وتعميق مسارات المنظمات الدولية، ومسار استعادة تحقيق الوحدة الوطنية، وتفعيل المقاومة الشعبية  ولا شك أنَّ الوفد الحركي القادم إلى لبنان والذي ترأسه عضو اللجنة المركزية ونائب رئيسها، وضمَّ أعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري. استطاع أن يدير حواراً وطنياً مسؤولاً مع كافة الفرقاء المعنيين من أطر حركة فتح، وأيضاً مع الشخصيات اللبنانية الرسمية التي رحب الجميع بالوفد الفتحاوي وكانت الأجواء والحوارات  دافئة وحميمة.

ومن التصريحات التي أدلى بها الأخ جبريل رجوب حتى تنقسم   الأمور هو القناعة بأن الانتخابات الفلسطينية ما زالت هي الطريق للحكم والطريق إلى بناء الشراكة، وان حركة حماس هي جزء أصيل من نسيجنا السياسي والنضالي ولكن الأخوان في حماس لا يوجد لديهم موقف وأضح لجهة المضي نحو الشراكة الوطنية، ومن هنا جاء التشديد على أن المجلس المركزي هو مدخل لتحقيق الوحدة الوطنية، كأر في شكل من أشكال المقاومة.

وكان الأخ جبريل رجوب واضحاً في حسم هذا المدخل عندما تمنى على حركة حماس أن تقدّم رؤية تؤهل شعبنا كله من أجل أن لا نقطع إتصالاتنا مع حماس، "وعمر الدم ما بصير ماي" ولكن الأخ جبريل رجوب ومن باب العتب والألم شدَّد على أن الأخوة في حماس لا يوجد لديهم نضج كامل لبناء الشراكة، وجدد دعوة الحكومة لعقد وحدة وطنية ذات سقف سياسي له علاقة بالشرعية الدولية.

الأخ جبريل رجوب أراد أن يوضح بعض القضايا خاصة بحضور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، الذي إلتقاه قبل أيام في اسطنبول، وأعضاء من المكتب السياسي لحماس، وأن اللقاء كان أيجابياً وأضاف من باب حسن النية أن لقاءهما سيبقى إيجابيا، وأضاف الأخ جبريل رجوب اعتبر أن صالح العاروري قامة وطنية ونحترمها، وعندما التقينا قال كلُّ طرف من الاثنين كلِّ ما يفكر به، على أن نلتقي ثانية لمزيد من التباحث.... وما أكد عليه الأخ جبريل رجوب بأنه يعتبر التباحث بين الطرفين، وان الحوار الذي تخوضه والمركّز على انجاز جوهري يقود إلى الوحدة الوطنية كانجاز استراتيجي فلسطيني. والطريق العملي إلى ذلك لا ينتهي إلاَّ بالحوار المباشر، وأعرب عن أسفه بأنه لم يسمع من خالد مشعل كلمة تدعو للحوار أو تدعمه في هذه الظروف المعقدة الصعبة.

الأخ جبريل رجوب كان ايجابياً في الحوار وتشجيع الأطراف المعنية، وقد شقًّ طريقاً لزيارة الجزائر ملؤها التفاؤل ومن قلب هذه الدعوة الطبية تم توجيه دعوة للفصائل الفلسطينية بكاملها للمشاركة في اجتماعات المجلس المركزي لنؤسس لحوار وطني ناضج وهادف.

إن هذه الدعوات النابعة من الحرص على تجاوز السلبيات والارتكاز إلى دعائم ايجابية والأخ جبريل رجوب نائب رئيس اللجنة المركزية في حواره مع الأطراف الفلسطينية، وبعيداً عن التجاذبات المؤسفة على خلفية الانفجار الذي وقع في مخيم برج الشمالي، وعبَّر عن أسفه بأن يحدث هذا الانفجار داخل مخيم برج الشمالي، علماً أن القيادة الفلسطينية عبَّرت عن أسفها لحصول مثل هذا الانفجار الذي لا يخدم سيادة لبنان، ولا استقرار المخيمات، لأن سيادة لبنان كدولة عربية هي فوق كل الاعتبارات الأخرى.

وبالنسبة لنا كفلسطينيين نسعى جادين لتجاوز الاحداث المؤسفة، فاحترام السيادة هو فوق كافة الاعتبارات. وكنا دائماً  أول من يتعاطى ايجابياً مع أية أحداث أمنية لأن أمن لبنان هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار الشعب الفلسطيني.

- لقد كان الحوار الفلسطيني مع الأطراف السيادية في لبنان على جانب كبير من الأهمية، وهذا ما أكده الأخ جبريل رجوب نائب رئيس اللجنة المركزية للرئيس اللبناني عون، فقد أوضح الأخ جبريل رجوب باسم الوفد الفلسطيني إن الفلسطيني في لبنان لديه رؤية موحدة، وهو حريص على توحيد الجهود في وجه المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تصفية قضيتنا، ومشروعنا الوطني، فالفلسطيني،لقد استكمل الوفد الفلسطيني زياراته في الساحة وقد اطلع الرئيس عون على مجموعة قضايا جوهرية ركَّز عليها الأخ جبريل رجوب في اللقاء بين الطرفين وخاصة تطورات الأوضاع في فلسطين، وسعي القيادة إلى تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة الاحتلال، وفي المجال نفسه تفعيل المقاومة الشعبية السلمية في مختلف ميادينها.

وقد قدَّر الرئيس عون مساعي القيادة الفلسطينية إلى تعزيز وحدة الصف، والتركيز على تطوير مسار المقاومة الشعبية. وكانت ردود فعل الفلسطيني، والاهتمام بضبط مسار تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأكد الرئيس اللبناني وقوف لبنان إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ووحدة الصف.

وكان الرجوب حريصاً على إطلاع الوزير اللبناني على آخر المستجدات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على  أبناء شعبنا الفلسطيني ومقدسات خاصة في القدس، وانه لا بد من توحيد الجهود لمواجهة المخططات الهادفة الى تصفية قضيتنا ومشروعنا الوطني. كما تم التأكيد على أن الفلسطيني في لبنان هو عنصر استقرار وخارج كافة التجاذبات الداخلية وبالتالي هناك دواعي وعوامل عديدة لا بد أن تكون باستمرار إلى جانب الشقيق في لبنان، واستقراره وازدهاره.

وبعد هذه اللقاءات المتعددة بين الطرف الفلسطيني واللبناني وعلى أكثر من مستوى نَقَلَ الوفد الفلسطيني رسالة محبة واحترام من القيادة الفلسطينية ومن قيادة حركة فتح إلى الشعب اللبناني، وهو الشعب الذي عشنا واياه سنوات طويلة من المآسي وعملنا معا من أجل استقلال لبنان وحماية منظمة التحرير الفلسطيني والمخيمات والمعاناة.

إن الوفد الفلسطيني برئاسة أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل رجوب كان حريصاً على الكشف عن مختلف الملفات حتى تكون الأمور على بينة خاصة بالنسبة للأحداث السياسية المؤلمة في سوريا وفي الأراضي الفلسطينية.

وعلى خلفية التناقضات بين عدة أطراف مع حركة حماس وبشكل بارز ومؤثر، وهذا ما أثارهُ الأخ جبريل رجوب وهو كان جريئاً حيث تمنى على الأخيرة تقديم رؤية تؤهلنا و وإياهم لقيادة الشعب الفلسطيني.

بمعنى أن تكون النيات صافية، وأن تكون فلسطين هي أولاً. والأخ جبريل رجوب أعتبر في مداخلته الإعلامية أن ما شاهدناه من دمار في مخيم اليرموك هو عار على جبين كل من أسهمَ وموَّل الحرب بكل تفاصليها، ونحن نعتبر بأن حق العودة موضوع ثابت في سياستنا وسلوكنا.

وفي حديث متواصل تطرق الأخ جبريل رجوب للرئيس الأسد  بكلمة تتضمن عرضا سياسياً لمجمل التطورات المحيطة بالقضية الفلسطينية، وان في الرسالة للرئيس الأسد عرض لجهد حركة فتح في لملمة الحالة الفلسطينية".

كما أن الأخ الرجوب اعتبر أن الرئيس أبو مازن في زيارة سوريا أو أي بلد لا يوجد أي وصي علينا". ونحن لسنا جزءاً من أي أجندة عند أي أحد، ولم نكن طرفاً في تجاذبات تؤدي إلى تدمير أي دولة. وكذلك فإن سوريا أعطت حركة حماس ما لم تعطه لأحد لكن الحركة انتقلت إلى مكان آخر. وأضاف الأخ رجوب بشكل واضح من اليوم الاول نأينا بأنفسنا ولم نشارك في تدمير سوريا، ورفضنا كل مظاهر التدخل فيها، رغم تعرُّضنا لإغراءات. وكان موقفنا كحركة فتح إن سوريا يجب أن تعود إلى الجامعة العربية، لأنَّ لها دوٌر مركزي في الصراع ضد الاحتلال.

إعلام حركة فتح في الساحة اللبنانية

14/1/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق