الشاعر المحارب خالد أبو خالد قنطرة الثورة العالية وقوس فلسطين العصي في ذمة الله



رام الله: نعى الأمين للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني للمشهد الثقافي الفلسطيني والعربي ، اليوم الجمعة فارس الثورة وشاعرها المحارب  خالد أبو خالد الذي وافته المنية اليوم في دمشق عن عمر ناهز ال(٨٤) عاماً بعد سيرة ومسيرة حافلة بالكفاح والإبداع السامق، وجاء في نص النعي :

" يا دمشق مالك الليلة وقد وشّحك السواد، والسماء من فوقك دمعة مالحة لأرض مجروحة مكبلة، كيف لي أن أنعى خالد أبو خالد وأنت رحيمة الودين في فؤاده الفسيح، وأنت بكل ياسمينك طوق يستريح على نعشه المعطر، كيف لي أن أودع الخالد شاعرًا وفارسًا ما لانت له قناة، ولا ملّ من عناد الأمل بالعودة إلى الوطن المحرر ثابتاً على ثابت فلسطبن ، كيف لي أن أغلق ألبوم الصور دون عناق بيني وبينه فوق تلة تطل على بحر عكا قبل المغيب؟.

ما هذا الحزن الغليظ الكريه لعتبة  آخر العام في خطوة أخيرة، نمشيها دون خالد، كيف لقلوبنا أن تتحمل كل هذا الوجع، و الفرات قد وعد اللطرون بصبر لفرج قريب، و يكون لنا مع خالد قسمة أخرى تحت الشمس ليرى بأم عينيه الوطن الكامل في صحن المدى ويرتاح من المنفى ولا ينهى معه نبضًا دافئًا عاش فيه.

تركتنا يا قنطرة الثورة، يا ملهمنا صلابة الرجال، وعناد الحق، تركتنا ونحن بأشد الحاجة ليدك وهي تلوح في الهواء وشعرك يتطاير كالنوارس وأنت تردد قصيدتك الطويلة، التي أبيت أن تختمها إلا بخلاص قادم وحرية مستحقة.

حزينة فلسطين في ليلتها هذه، بل الحزن مشفق عليها بما جرحت بغيابك، وما تركت على مائدة الوجود من فراغ وسيع لن تلمّه انشغالات التيه، ولا قبائل الرمل الجائعة.

أنعيك ومعي كوكبة الكتّاب؛ رفاق دربك ومريدوك ومحبوك في الوطن والشتات، الذين عرفوك صادقاً واثقاً مجالداً معانداً  تردد بصوتك الجهور: إما فلسطين وإما فلسطين .. معتصماً حناء ترابها مقسماً بها وبدم والدك الشهيد محمد صالح الحمد  رفيق القسام ،وما نعيك بكلمات تجر لسطور تكور العبارات تكوير الزخارف على وشاح عروس بكر، بل نعيك ألمٌ مالحٌ يعصر قلوبنا على فراقك، ولا مشيئة لنا سوى الرضى بقضاء الله سبحانه، لتكن رحمته سعة عرضها السموات والأرض لك، ومنزلتك مع الشهداء والأصفياء في جنات الخلد يا خالد الكبير ويا سادن أركان الشعرية الفلسطينية.

رحمك الله ما في رحمته من نعيم فياض تستحقه روحك الطاهرة، والعهد أن نبقى على خطاك وأن نكمل سيرك نحو الغاية الكبرى؛ فلسطين المشتهاة بكامل تمامها، وما نريد سواها. رحيلك  ذابح مرٌّ يا فارس السيف والقلم وقد دوّنت ملحمة "العوديسا" نحو فلسطين الكاملة .

رحمك الله والسلام عليك يوم ولدت ويوم امتشقت السلاح على درب فلسطين والشهداء ويوم رحلت تنده بالتحرير والعودة قولة أخيرة لا تحول ولا تزول

والسلام على روحك حتى ترضى ونرضى

إنا لله وإنا إليه راجعون".

فلسطين المحتلة

31-12-2021

____


الشاعر الكبير خالد أبو خالد،  وهو كاتب وصحفي وإعلامي فلسطيني. ولد سنة 1937 في سيلة الظهر/ فلسطين. والده الشهيد والقائد في ثورة القسام محمد صالح الحمد الملقب بأبي خالد. من فرسان العروبة ولُقّب بالصارية،  لم يساوم على ثوابته الوطنية وكانت فلسطين الحبيبة في قلبه ودمه ،التحق بالمقاومة الفلسطينية منذ شبابه الأول فكان في طليعة الفرسان، أحب أمته العربية مخلصاً لها ولكل تاريخها وناضل من أجلها حتى يومه الأخير.

تولى مسؤوليات ثقافية وادبية عديدة لعل آخرها سكرتير الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، في سورية  وسبق له أن عمل مذيعاً في إذاعة وتلفزيون الكويت، وفي سوريا أيضاً، ثم التحق بصفوف المقاومة وتحمل مسؤوليات فيها حيث كان قائد قطاع الشمال في الثورة الفلسطينية في الأردن. كما أنه يكتب الشعر، وينشر إنتاجه في المجلات والدورياتو له العديد من المؤلفات منها : 


* فتحي- مسرحية- عمان 1969.

* الرحيل باتجاه العودة - قصيدة طويلة- القاهرة 1970.

* قصائد منقوشة على مسلة الأشرفية- مجموعة شعرية مشتركة- دمشق 1971.

*"وسام على صدر الميليشيا- شعر- بيروت 1971.

* تغريبة خالد أبو خالد- شعر- بيروت- 1972.

* الجدل في منتصف الليل- شعر - دمشق 1973.

* أغنية حب عربية إلى هانوي- شعر - بغداد 1973.

* وشاهراً سلاسلي أجيء- شعر- بيروت 1974.

* بيسان في الرماد- شعر- بيروت 1978.

* أسميك بحراً، اسمي يدي الرمل- شعر- المغرب 1991.

* دمي نخيل للنخيل - شعر 1994.

* فرس لكنعان الفتى- شعر - دار الآداب 1995

* رمح لغرناطة - شعر-

* معلقة على جدار مخيم جنين -شعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق