مفاهيم الانتفاضة ومعاني الكفاح والانتصار والدولة الفلسطينية



 بقلم  :  سري القدوة

السبت 11 كانون الأول / ديسمبر 2021.

          

كرست الانتفاضة الفلسطينية الاولي مفاهيم اساسية في محورية الكفاح الوطني الفلسطيني لتشكل نموذجا جمع بين تاريخ الثورة والانتفاضة الشعبية التي نقلت الحالة الفلسطينية من التصور النظري الي مرحلة التطبيق العملي والمواجهة فكان للحجر قيمته وللحرب الشعبية رسالتها في تفكيك حالة الصمت التي كانت سائدة ووضع حد لاستمرار الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس فكان للانتفاضة الفلسطينية رسالتها القوية التي جعلت من حالة الضياع والتشرد والعبودية اسلوبا لمواجهة الاحتلال عبر العصيان المدني الشامل، فكانت انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني هي صوت كل الفلسطينيين في جميع انحاء العالم، حيث رسمت الانتفاضة معاني النضال وشكلت مرحلة مهمة من حياة الشعب العربي الفلسطيني وكتبت تاريخ نضالي مشرق على طريق نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير .

 

انها ارادة شعب فلسطين تستمر موجة وراء موجة من اجل حرية شعبنا وإقامة دولتنا الفلسطينية، هذا هو الجيل الذي يصنع ثورة التحدي ويعبر عن ارادة شعب يطالب بالحرية والاستقلال وتقرير المصير وإنهاء الاحتلال، هذا الجيل الذي عاش عشر سنوات عجاف في ظل الانقسام الفلسطيني والذي تعرض فيها الي انتهاكات لإرادته وحرمانه من ابسط حقوق العيش بكرامة، حيث تمزقت جسور الثقة وانتهكت الحريات وسلبت الارادة، هذا الجيل الذي يشاهد الانتهاكات الاسرائيلية في المسجد الاقصى وتهويد الارض الفلسطينية واستمرار الاستيطان وسرقة الاراضي الفلسطينية، هذا الجيل الفلسطيني الذي لا يستكين ولا يكل ويعمل بكل ارادة شعبية هو جيل يمثل الشعب الفلسطيني، هذا الجيل هو جيل الارادة الشعبية جيل الانتفاضة المستمرة من اجل الحياة لأنه يحمل الحق بالحياة امام حكومة وجيش يقاتلان من أجل الاحتلال والاستيطان ومواصلة العدوان علي شعبنا الفلسطيني .

 

ما احوجنا اليوم لإعادة صياغة هذا التاريخ والعمل ضمن هذه المفاهيم الوطنية الاستراتجية والتوافقية لاستمرار الانتفاضة وحماية هذا الموروث الوطني الفلسطيني ضمن المعطيات المتجددة لمفاهيم ادارة الصراع العربي الاسرائيلي، ونجد انفسنا امام حقائق باتت واضحة للجميع بان شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته السياسية يقف مستعدا للتضحية من اجل فلسطين والقدس والاستمرار في الانتفاضة الشعبية العارمة وصولا للعصيان المدني الشامل في وجه الاحتلال من اجل الحفاظ علي الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس فمعركة القدس هي معركة شاملة وتاريخية ولا يمكن فصلها او تجزئتها او المساومة عليها .

 

يشكل استمرار الاحتلال الاستيطاني لفلسطين والعدوان والتطرف الاسرائيلي والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ومحاربة قيام الدولة الفلسطينية حالة خاصة ودوافع حقيقية تجعل الجميع امام المسؤولية للتحرك الجاد لوضع النقاط على الحروف وتسمية الاشياء بمسمياتها من اجل توحيد الجهود الفلسطينية في اطار مواجهة الاحتلال ومؤامراته وعدم السماح بتمرير مخططات التصفية للقضية الفلسطينية والاستفادة من تجربة الانتفاضة الفلسطينية الاولي واستحضار مفاهيمها الثورية والكفاحية فهي من اعادت رسم تاريخ فلسطين المعاصر وهي من لفتت انتباه العالم وجعلته يقف مدافعا ومناصرا للشعب الفلسطيني في ظل هذا العنفوان الثوري والروح الوطنية والمقاومة الشعبية المشروعة .

 

في ظل هذا التطرف والإرهاب الاسرائيلي المنظم نجد انفسنا بأننا نقف امام كل الخيارات من اجل حماية شعبنا والدفاع عن قضيتنا وحماية ارضنا المقدسة والحفاظ علي هويتنا، ولعل الموقف الوطني الفلسطيني الجامع يدعم وبكل الاشكال استمرار الانتفاضة الفلسطينية وتشكيل الاطر القيادية لها في داخل الوطن وأماكن الشتات الفلسطيني وفي جميع انحاء العالم، انتفاضة علي المحتل الغاصب السارق لأرضنا والرافض لحقوقنا .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق