حريق "برج الشمالي" بين المآساة والاستغلال الإعلامي المشبوه

 

وكالة القدس للأنباء – محمد حسن

أمام كل حدث مأساوي في أي من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تنبري بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية لصب الزيت على النار، تحريفاً لمجريات الحدث وقلب الحقائق، والتحريض على الفلسطينيين مستخدمين كل ما في جعبة العنصريين والفاشيين من أسلحة، تشويهاً للحدث وتقديماً لرواية كاذبة لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني ووسائل إعلامه. 

بالأمس، حصل حريق في مسجد ابن أبي كعب في مخيم برج الشمالي جنوب لبنان، امتدت ألسنته إلى مستودع قريب منه يحتوي إسطوانات غاز وأوكسجين، كانت مُعدة لمساعدة مرضى كورونا، ما خلف اندلاع حريق وأصوات انفجارات دوت في منطقة صور، استغلته بعض المحطات الفضائية المشبوهة، في الترويج لرواية كاذبة، تحول معها الحدث المأساوي الى انفجار بمخزن سلاح تابع لأحد المنظمات الفلسطينية في المخيم، وسقوط عشرات الضحايا، وهي بذلك قدمت خدمة واضحة لكيان العدو، الذي يتهم فصائل المقاومة بتخزين الأسلحة بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان، ما يجعلهم عرضة للخطر.

وقد سارع الإعلام العبري للتعليق على الحدث مستنداً ومكرراً أكاذيب تلك الفضائيات، زاعماً أن ما يجري في مخيم برج الشمالي هو نتيجة انفجار مخزن أسلحة في المسجد. وأخذت بعض وسائل الإعلام العربية الموتورة تتناقله وتتبناه على محطاتها الرسمية، ونسبت تلك الروايات والتصريحات لمسؤولين لبنانيين وفلسطينيين، سرعان ما تبين لاحقاً أنه لا أساس لها من الصحة.

كان الأجدر بوسائل الإعلام العربية أن تسلط الضوء على حجم الكارثة التي حلت بأهالي مخيم برج الشمالي، وتدعوا لإغاثتهم ومساعدتهم في إطفاء الحريق وإزالة آثاره السيئة، والدعوة لإعادة ترميم ما خربه الحريق، بدل تقديم الروايات الكاذبة التي لم يستفد منها سوى العدو الصهيوني ووسائل إعلامه... وليتعلموا من هبة الأشقاء اللبنانيين والمؤسسات الصحية والدفاع المدني الذي سارعوا الى تقديم العون لأشقائهم الفلسطينيين، الذين ما تخلفوا يوماً عن المساعدة في إطفاء الحرائق وإغاثة أشقائهم اللبنانيين...

فكثيراً ما اندفع اللاجئون الفلسطينيون ومؤسساتهم الصحية والدفاع المدني للمساهمة في رفع الأنقاض وإطفاء الحرائق كما جرى في مرفأ بروت وحرائق الأحراج المتنقلة، يحركهم دافعهم الإنساني والعلاقات الأخوية بين الشعبين.

وما حصل بالأمس في مخيم برج الشمالي ومساعدة الهيئات الصحية اللبنانية لأخوانهم في الدفاع المدني الفلسطيني يثبت من جديد قوة ومتانة العلاقة بين المخيمات والجوار، وصدى التعاون كان أكبر بكثير من الكلمات العنصرية والمحاولات العبثية الصادرة عن بعض الشخصيات والقوى الموتورة، والعاملة ليل نهار لبث الفرقة، وزعزعة الوضع الأمني، خدمة لأجندات خارجية.

وانسجاماً مع رغبات الأهالي في مخيم برج الشمالي، ولكتم أبواق الفتنة، يجب على المعنيين توضيح الحقيقة كاملة لما جرى، لقطع ألسن الفتنويين وإخراس وسائل الإعلام التي تسخّر شاشاتها لخدمة العدو الصهيوني ومخططاته المعادية للشعب الفلسطيني وقضية الأمة المركزية.

ميدانياً في مخيم برج الشمالي

أعلنت المصادر الطبية صباح اليوم، عن استشهاد المربي الاستاذ حمزة ابراهيم شاهين متأثراً بإصابته بالحريق في مسجد ابن أبي كعب في مخيم برج الشمالي جنوب لبنان.

وأفادت المصادر، بأن هناك حوالي 20 جريحاً، وأن معظم الإصابات طفيفة.

وكالعادة يخرج الشعب الفلسطيني من تحت الركام وينفض عنه غبار التعب والمشقة، ليثبت للعالم بأنه عصي على مثل هذه الأحداث، وسوف يخرج منها أكثر قوة وتصميماً على متابعة مسيرته الكفاحية، على طريق تحرير أرضه ومقدساته، وتحقيق حق العودة.

وهو بذلك يؤكد أن بلاد اللجوء هي أماكن مؤقتة إلى حين إنجاز التحرير وحق العودة... فمنذ الصباح الباكر عمل أهالي مخيم البرج الشمالي على معاينة الأضرار التي لحقت بهم جراء الحريق، وتنظيف المنطقة من مخلفاته، في خطوة مهمة لتضميد جراح المخيم حتى يبقى قوياً بوجه جميع المؤامرات التي تُحاك ضد القضية الفلسطينية، وتم تشكيل طوق أمني في مكان الحادث لمنع الدخول اليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق