من يوقف عذابات شعبنا الفلسطيني داخل مخيماته في لبنان



عبد معروف

مرة أخرى وبأقل من 24 ساعة على حريق أو انفجار مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صور، يطل على أهالي المخيم، السلاح المتلفت خلال تشييع ضحايا انفجار يوم أمس، ليسقط ضحايا وجرحى آخرين وينشر الرعب والهلع مرة أخرى بين الأطفال والنساء والشيوخ.

عبثا نكتب، وعبثا نتحدث، وعبثا نحذر من فوضى السلاح والتعصب التنظيمي والجهل، عقول سيطر عليها التعصب والجهل والفوضى وبعض الفصائل الفلسطينية مازال على نهجه، ولم يعمل على تعديل برامجه وقياداته وأساليب عمله، مازال هو هو كأن الدنيا بخير أو كأنها تتجه نحو الخير، لم تتعلم من تجاربها ولم تخجل دمعات أطفال أبرياء ولا من شعب تتدعي أنها تدافع عنه ومسؤولة عن حمايته، يعشعش في صفوفها الأزعر والمتعصب والمدمن واللص، ويتهمون الطابور الخامس أو مندسين، وإذا كان هذا الأمر صحيحا فهذا معيب أيضا أن يتمكن الطابور الخامس والمندس بإشعال مخيم، أو يتمكن من جر الفصائل إلى اشتباك مسلح... ماشاء الله.

وما هي قيمة وجود الفصائل إن كانت لا تستطيع حماية المخيم من الطابور الخامس أو المندسين، وكيف سيتمكنون من قتال العدو الاسرائيلي، وتحرير الأرض إن لم يكن باستطاعتهم حماية الشعب من المندسين.

لا، القضية ليست قضية مندسين، ولا دور للطابور الخامس في أحداث أمنية وسط هذه الغابة من البنادق بيد الفصائل، بكل صراحة أنها عناصركم وكادراتكم المخلصة لكم، التي دخلت صفوفكم دون وعي ودون تنظيم، متعصبون مصابون بعماء العقل والبصيرة يهتفون ويصفقون لكم.

أحد الأصدقاء الاعلاميين في مخيم برج الشمالي اتصل قبل قليل يبكي على حال الشعب، ويسأل عن المسؤول، طبعا سيكون ما جرى اليوم حادث يمر، ويمر عليه الزمن وسيجتمعون ويشربون نخب "الوحدة الوطنية"، ولكن وطبيعة الحال على ما هي عليه، فهذا الحادث الأليم سيتكرر مرة أخرى في برج الشمالي أو غيره من وسيسقط الضحايا وستصدر البيانات وتعقد الاجتماعات ويتناولون الغداء والسلام عليكم ورحمة الله  .

والحل ومعالجات الوضع المؤسف ليس بيد شخص، إنها مسؤولية الفصائل مجتمعة، هي التي تمتلك الوسائل والامكانيات وهي التي تقوم بزيارات وتلتقط الصور وتلتقي وتجتمع بإسم الشعب والقضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق