الفلسطينيون في لبنان يلجؤون للخياطة بديلاً عن شراء كسوة الشتاء

 

ميرنا حامد/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

مهنة الخياطة واحدة من مهن عدة غيبت الحداثة أصالتها، لتعيدها الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان إلى الواجهة مع استعادة حاجة الناس لها، لا سيما اللاجئين الفلسطينيين، غير القادرن على شراء ملابس جديدة لعوائلهم في ظل غلاء أسعارها بشكل جنوني، فيضطرون لإصلاح ما لديهم من ثياب.

هذا ما يؤكده الخياط الفلسطيني، بلال زعرب، اللاجئ الفلسطيني في مخيم برج البراجنة بالقول: إن عمل الخياطة تضاعف اليوم لأن أسعار الملابس مرتفعة جداً، فالقميص يصل سعره إلى 500 ألف ليرة لبنانية.

إصلاح الثياب البالية

 يضيف زعرب لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن أغلب عمله كان يعتمد سابقاً على تعديل بناطيل وقمصان جديدة، لدرجة أن  الناس  كانت تشتري ٤ قمصان و٤ بناطيل وتحضرهم له ليعمل على تضييقهم، أما اليوم تضطر الناس لأن تصلح ما لديها من قطع قديمة وتدفع 40 أو 50 ألف أفضل من شراء بنطال بـ ٣٠٠ ألف وأكثر في خضم ظروف صعبة كهذه، ومن لديه ملابس ضاقت عليه يعطيها لأفراد العائلة الأصغر منه.

ويضيف: "ثياب الشتاء غالية جداً وحين يأتيني زبون يكون لدي الفضول بأن أعرف سعر القطعة، هناك كنزات سعرها ٨٠٠ ألف ومعظم من يشتري بناطيل تكون نوعيتها سيئة وسعرها غال ومضطر ان يقبل بشرائها لأنه لا يوجد أرخص من هذه الأسعار، لذا باتت الناس تأتيني ببناطيل بالية جداً لتصليحها كون أساس نوعيتها جيد".

حتى مهنة الخياطة باتت تتطلب مصاريف أكبر عما قبل فينما كان يشتري بلال  الخيطان بـ ١٥٠٠ ليرة لبنانية، اليوم سعرها ٢٥ ألف، حتى تلك التي يحرك بها السحاب  سعرها اليوم ١٥ ألف بعد أن كانت ٣ آلاف ليرة لبنانية، وبالتالي ارتفعت أسعار إصلاح الملابس فينما كان يأخذ 3 آلاف ليرة لبنانية مقابل تصليح البنطال صار اليوم يأخذ 20 ألفاً لكنها لا تساوي شيء له  كون ليس لديه رأس مال لكن الناس مضطرة" بحسب زعرب.

أسعار الثياب بالملايين

تعجز اللاجئة الفلسطينية سهى تليس، اللاجئة الفلسطينية في مخيم برج البراجنة، عن شراء كسوة الشتاء لأولادها السبعة في ظل غلاء الأسعار الفادح في محال الألبسة.

تقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: حين أردت أن اشتري كنزة لابني كانت الواحدة سعرها ٢٥٠ ألف، فكيف اشتري لـ ٦ بنات كل واحدة تحتاج لطقم، فبالتالي سأدفع ٣ مليون وأكثر.

وتضيف: "هؤلاء صبايا ولديهم متطلبات، وفي هذه الأيام لا يمكن أن نشتري شيئاً بل نعود إلى الماضي حين كنا نصلح بنطالاً مهترئاً كي نوفر لأن المعيشة صعبة جداً، وثياب الشتاء غالية كثيراً وكسوة الشتاء تحتاج لـ ٣ مليون ليرة لبنانية لشرائها.

11-1.jpg


لم يعد بإمكان اللاجئ الفلسطيني في لبنان شراء ملابس جديدة

بدوره، يقول اللاجئ الفلسطيني، زهير حليمة: "إن لأسعار غالية جداً. فمن كان يشتري ٣ و ٤ قطع في هذه الأيام يشتري قطعة واحدة، هذا إن استطاع لأن ما كان سعره ٢٠ ألفاً اليوم سعره ٢٠٠ أل.
ويتابع حليمة: "من لديه أكثر من طفل في هذه الظروف لا يقدر أن يؤمن كافة احتياجاتهم في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها اللبناني والفلسطيني  وكل من يعيش في لبنان، فلا يوجد فرص عمل واليد العاملة نائمة والشركات أفلست.

 

معاناة يومية من أجل ملابس الأطفال

ويضيف حليمة:  "الناس تريد أن تستر نفسها فمن لديه بيجاما أو بنطال أكيد سيصلحها بسبب الوضع السيء، فإذا كان ابن البلد يعاني فكيف أهالي المخيمات التي لا أحد يسأل عنها سواء وكالة الأونروا أو غيرها.

من ناحيته، يؤكد اللاجئ الفلسطيني صبحي الزعروتي أنه لم يشتر لأولاده الثلاثة ملابس الشتاء بسبب الوضع الاقتصادي السيء.

ويقول الزعروتي: الدولار يرتفع قليلاً فتباع البضائع بأضعاف أضعاف السعر، أصبح البنطال يباع بـ ٣٠٠ ألف والكنزة بـ ٢٠٠أ لف وشعبنا غير قادر على دفع هذه الأسعار، ووكالة الأونروا لا تسأل عنا كلاجئين. 

ويتابع: "إذا خرب البنطال نصلحه عند الخياط قدر المستطاع كي يخرج الطفل بمنظر لائق،  كما أن طالبة المدرسة يجب أن تذهب بمنظر لائق. هذه معاناتنا اليومية".

ويتساءل: ألا تكفي البيوت المتهالكة وأسلاك الكهرباء المتدلية وكل حياتنا معاناة من طبابة ووضع اقتصادي ومن كل النواحي، أين المسؤولين عنا؟.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق