ميرنا حامد/بوابة اللاجئين الفلسطينيين
على شجرة عيد الميلاد الخالية من مظاهر الزينة والزخرفة المعتادة بسبب غلاء أسعارها، علق اللاجئون الفلسطينيون في مخيم ضبية شرق العاصمة بيروت آمالهم، حالمين بواقع أفضل مما يعيشونه حالياً بعدما ضاق الخناق عليهم أكثر، بفعل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها لبنان.
لم يرتد اللاجئون ثياب العيد كعادتهم، ولا مجال لتبادل الهدايا في ما بينهم، أما عشاء العيد فاقتصر الأمر على تحضيرها بأقل الإمكانيات المادية هذا إن توفرت.
تمييز في المساعدات
"في ليلة العيد نمنا باكراً" بهذه الكلمات يختصر اللاجئ الفلسطيني جرجس المصري وصف ليلة عيد الميلاد عليه.
يضيف المصري لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "أمضينا العيد بزعتر وزيت قلي لأننا لا نملك ثمن زيت الزيتون، إذا لديك نقود كل يوم ممكن أن نحتفل بالعيد، وإن لم يكن معك يمر يوم العيد كغيره"، مشيراً إلى أن سفارة السلطة الفلسطينية قدمت نقوداً كمعايدة لبعض اللاجئين الفلسطينيين في عيد الميلاد، لكنها لم توزع بشكل متساوي أي أنها شملت بعضهم فقط، والبعض الآخر لم يأخذ شيئاً، وبمعنى آخر "ناس نامت بلا عشاء وناس تناولت الدجاج واللحمة"!!
لا بهجة للعيد
لم تشعر اللاجئة الفلسطينية نسرين بيادي بأجواء الميلاد هذا العام، فلا بهجة للعيد ولا تجمعات بين الناس.
تعتبر بيادي أنه من الجيد أن الناس لا تزال تقول "تنعاد عليك" في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فلا أحد مرتاحاً ليفرح بالعيد، "ننام على وضع ونستيقظ على الأسوء" تقول لبوابة اللاجئين الفلسطينين.
وتضيف: "زوجي يحتاج لعملية زرع ورك، فقد وُلد وركه ناقص وتعرض لحادث وتأذت ركبته أكثر وصارعاجزاً عن التنقل، ويعمل على قدر استطاعته".
لدى بيادي عائلة من ثلاثة أولاد، وتشكر الله أنها عائلتها لا تنام بلا عشاء، رغم أن الوضع الاقتصادي سيء على الجميع .
لا هدايا ولا ألعاب
اللاجئة الفلسطينية هيام أبو ناصر اعتادت أن تقضي ليلة عيد الميلاد مع أخواتها أو عائلة زوجها، لكن بسبب ضيق الوضع الاقتصادي أمضت العيد هذا العام وحيدة مع ابنها.
تقول أبو ناصر: "أنا أرملة وأعيش لوحدي مع ابني، حضرت سفرة على قدر استطاعتي، فوضعي سيء جداً وانتظر مساعدات من أختي وبعض الناس. اللجنة الأهلية في مخيم ضبية هي الجهة الوحيدة التي قدمت عيديات للكبار بالسن تلقتها من متبرعين".
وتحزن كونها عجزت هذا العام عن شراء هدية أو ثياب العيد لابنها، حتى أنها غير قادرة على شراء فرشة لابنها كونه ينام على الخشب فقط، بحسب ما تقول.
بدورها، تعتبر اللاجئة الفلسطينية، لوريس موسى، أن أجواء عيد الميلاد هذا العام اختلفت عن السنة الماضية من حيث الوضع المالي المتردي والغلاء غير المحمول.
وحول سفرة عيد الميلاد، تقول موسى: "نشكر الله لكنها ليست ككل سنة، هذا العام استخدمنا الموجود في بيوتنا، تساعدنا أنا وأهلي كنا مع بعضنا. أما عن بابا نويل فقد مر بالطرقات والأولاد فرحوا كثيراً رغم أنه لم يزر بيوتنا لأننا لم نحضر لأولادنا شيئاً من مظاهر العيد بسبب الغلاء".
وتتابع: "نشكر الله أن ليس لدينا أمراض ولا نحتاج للمستشفيات، وهذا أهم شيء والباقي كله يعوض.
من
ناحيته، يقول مسؤول اللجنة الأهلية في المخيم، وسام قسيس، لبوابة اللاجئين
الفلسطينيين: بقدر ما نستطيع حاولنا تأمين مساعدات للناس في مخيم ضبية في
هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة. نسقنا مع جمعية بيت أطفال الصمود لأن هناك
أهالي كثر غير قادرين على شراء الهدايا لأولادهم، فاشترينا هدايا لكل أطفال
المخيم ومواد غذائية للأهالي.
ويشير إلى أنه "بهمة السفارة الفلسطينية في لبنان استطاعت اللجنة الأهلية تزيين الشجرة قدر المستطاع، وبهذا عاش الأهالي جو العيد لكن ليس مثل قبل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق