الشتاء يقسو على عائلة الدبدوب في "شاتيلا"

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

فصل الشتاء حلَ هذا العام ضيفًا ثقيلًا على الأهالي في مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، وتحديدًا على أصحاب المنازل المتصدعة والمتهالكة حيطانها وأسقفها، والتي تعاني من النش وتسرب المياه إلى داخلها.

هذه العائلات تعيش مأساة حقيقية في فصل الشتاء، فهي تتحمل قسوة برده وأمطاره الغزيرة التي  تدخل عنوةً إلى منازلها، بالإضافة إلى ما يحدثه تساقط الحجارة من الأسقف والشرفات المهترئة من ضرر ومخاطر تتربص بحياتهم.

كل ذلك يدق ناقوس الخطر، و تزداد المعاناة مع دخولنا جديًا في فصل الشتاء الماطر، وما يلحقه برده القارس من إضرارٍ في صحة الأطفال والنساء والشيوخ.

ملف الترميم ما زال مغلقًا  من قبل  المسؤولين عن الترميم في "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" حتى  الآن، ولا زالت إدارتها تتبع سياسة المماطلة والتسويف للتهرب من مسؤولياتها تجاه ترميم المنازل الآيلة للسقوط، فتطلق بين الفينة والأخرى، وعودًا كاذبة بأنها تتهيأ لتنفذ مشروع الترميم في وقت قصير، إلا أن شيئًا لم يحصل لغاية الآن.

وبالرغم من تأكيدات الوكالة بإعلانها عن البدء في ترميم المنازل في المخيمات، وبإنه سينتهي حتى منتصف عام 2022 ، إلا أن الأهالي لم يلمسوا من الأونروا الجدية في التنفيذ،  وما تقوله مجرد  مناورة . 

"ناشدنا كتير وكالة "الأونروا" لحتى تيجي وتشوف بعينها المأساة التي نعيشها، ولكن للأسف لم نحصل منها إلا على وعود كاذبة، وكأنه عم تعطينا إبرة مسكن لحتى نسكت عن حقنا بالترميم"، هكذا بدأ اللاجئ الفلسطيني في مخيم شاتيلا، نادر الدبدوب، حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء" وهو يجلس مع زوجته وطفليه التوأم، تحت سقف منزله المتهالك إسمنته، والمتآكل حديده الذي بدأ بالظهور، وهو يضع الدلو لتفادي غرق الغرفة بالمياه.

ويقول: "الشقة كلها بحاجة لترميم، وكل كم يوم بتتساقط حجارة من السقف، كما إنه السقف كله صار ينش، وهذا حال كل العائلات التي تسكن في الشقة الأخيرة من المبنى".

وأضاف: "أنا صرت أخاف على أطفالي وزوجتي من سقوط السقف علينا، أو إنه يتعرضوا للمرض بسبب المياه، والبرد القارس اللي بخرق حيطان البيت المتشققة، وخصوصًا نحن بلشنا بالشتاء والمي بلشت تفوت علينا".

وناشد الدبدوب في ختام حديثه لوكالتنا، الجهات المعنية من "الأونروا" أو مؤسسات خدماتية بالنظر إلى حال عائلته التعيس، وتأتي وتكشف على المنزل وتباشر بترميمه لمنع حدوث أية كارثة ".

منزل السيد نادر الدبدوب ليس الوحيد في المخيم، الذي أسقفه وجدرانه متصدعة وتعاني من النش ودلف المياه، بل هناك العشرات من المنازل المتهالكة والعرضة للإنهيار في أية لحظة، مما يضع حياة ساكنيها والأهالي في خطر، إذا لم يحصل الترميم أو إعادة تأهيل هيكلها من جديد. لذلك، على "الأونروا" أن تتدارك الأمر، وتشرع بترميم المنازل المتصدعة في المخيمات التي يعيش أهلها أوضاعاً معيشية صعبة للغاية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق