التصعيد الاسرائيلي في القدس وبرقة..الشعب يتصدر المواجهة



عبد معروف

شكل العدوان الاسرائيلي المتصاعد في القدس المحتلة وبلدة برقة الفلسطينية، محطة جديدة من محطات العدوان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، وتحديا مباشرا لكل الشعارات والهتافات والمهرجانات الجوفاء التي تطلق هنا وهناك.

وأكد عدوان المستوطنين على بلدة برقة برعاية وحماية جيش الاحتلال، وبالتزامن مع الاقتحامات الاسرائيلية في القدس المحتلة، أن العدو الاسرائيلي مازال في مرحلة الهجوم، وفي مرحلة التحدي لكل القوى والفصائل والأحزاب التي ترفع شعارات الصراع والتصدي للإحتلال، وأكدت أيضا أن الشعب الفلسطيني مازال حيا وقادرا على المواجهة ويمكن له ردع العدوان ومقاومته ببطولة، لكن هذا الشعب العظيم ومن أجل تطوير أساليب نضاله وتحقيق انتصاره، يحتاج اليوم كما كان يحتاج خلال سنوات الصراع الطويلة، يحتاج لوحدة وطنية فلسطينية مقاتلة، ويحتاج للتنظيم ورص الصفوف وحشد الطاقات في ميادين كل ميادين المواجهة.

فالشعارات والأهازيج والمهرجانات وحفلات التكريم ومنح الأوسمة لا تكفي لصد العدوان، ولا تشكل الدعم الكبير لمساندة أهالي برقة أو الشيخ جراح أو غزة أو غيرها من المناطق الفلسطينية المحتلة.

الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة واليوم في بلدة برقة، قدم ما عليه، وقدم التضحيات وقاتل العدو بكل الإمكانيات المتوفرة، لكن هذا الشعب العظيم لا يمكن له أن يحقق الانتصار وحيدا، والشعب لا يمكن أن يحقق الانتصار إلا بوجود قوى سياسية قادرة وصلبة، تعمل على تنظيم الشعب ورفع مستوى وعيه، والعمل على تطوير أساليب نضاله لأن قتال العدو ودحره ليست لعبة أطفال بل هو ميدان صراع مرير لا يمكن الخوض فيه إلا بالوحدة الوطنية المقاتلة.

ولابد من التأكيد على أن ميدان القتال اليوم في برقة، والقدس، ليس هو كل ميادين الصراع، ولن يكون آخر ميادين الصراع مع العدو، بل إلا احتدام الصدام والقتال مع العدو في برقة والاقتحامات المتصاعدة في القدس المحتلة، هو صراع أمة مع عدو يحتل الأرض ويمارس كل أنواع القتل والعدوان، صراع وجودي، ذلك لأن استمرار العدوان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو أولا تحد سافر لكل دول المنطقة، ويشكل تهديدا مباشر لشعوبها ومصالحها ومستقبلها.

فالعدو الاسرائيلي يشكل خطرا أمنيا وسياسيا واقتصاديا ووجوديا على الأمة بكاملها، وهذا يعني أن المواجهة يجب أن تكون على مستوى الأمة .

فلسطينيا: على القوى والفصائل أن تعمل بشكل جاد من أجل وقف خلافاتها ووضع حد للتوترات القائمة بينها، ذلك لأن القوى والفصائل المتناحرة لا يمكن لها أن تشكل داعما لثورة شعب في برقة أو القدس أو الضفة أو غزة ولا يمكن للقوى المتناحرة أن تحرر أرضا أو تستعيد الحقوق الوطنية أو تدافع عن حق اللاجئين بحياة كريمة.

فالانشقاقات والصراعات الداخلية وأساليب القتل والاغتيال التي شهدتها الساحة الفلسطينية خلال العقود الماضية، والتي ارتبط بمخابرات أو بمخططات أو أجندات خارجية لم تجن للشعب والقضية إلا الويلات واليوم أين أصبحت الشعارات كانت مجرد شعارات جوفاء هدرت الدماء وذهبت هباء في الهواء.

وعلى الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية وقيادتها أيضا أن تعمل في صفوف الشعب وتعيش هموم الشعب وأزماته، وتعمل جادة من أجل تنظيم صفوفه وحشد طاقاته وحمايته والدفاع عن مصالحه الانسانية والاجتماعية والوطنية.

عربيا: على الأمة العربية، أن تعي مخاطر العدو الاسرائيلي عليها، وتعمل أيضا على دعم نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ووقف كل أشكال التطبيع معه، وعلى القوى الحية وأحزابها الجادة أن تشارك في ميادين الصراع ضد الاحتلال بالأشكال الممكنة.

التصعيد الاسرائيلي في برقة والقدس يؤكد مجددا أن العدو مازال يمارس سياسته العدوانية ضاربا عرض الحائط كل القرارات والاتفاقيات ونصوص الشرعية الدولية، والشعب الفلسطيني في برقة والأراضي المحتلة، يمارس حقه الطبيعي في القتال والمواجهة والتصدي لمشاريع ومخططات الاحتلال، ولكن هذا لا يصنع نصرا نهائيا، فالنصر على عدو الأمة يحتاج لطاقات أمة، والعدو الذي يمارس عدوانه واقتحاماته بقوة السلاح، لا يمكن ردعه إلا بقوة السلاح الوطني الواعي والمنظم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق