"الرشيدية".. لمصلحة من العبث بأمن المخيم؟

 

وكالة القدس للأنباء – محمد حسن

شهد مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان في الآونة الأخيرة، عدة توترات أمنية فردية، عبثية الطابع، تمثلت بإطلاق نار عشوائي وإلقاء أصابع ديناميت ليلاً، أثارت الكثير من التساؤلات لدى الأهالي عن الأشخاص الذين يقفون خلف هذه الممارسات العبثية: أسبابها وأهدافها، وسط تخوف من إمكانية سقوط ضحايا جديدة، وانفلات أمني داخل المخيم، وبخاصة في ظل إنهاء دور القوة الأمنية، بعد استقالة قائدها لأسباب غير معلنة حتى اللحظة.

في تمام الساعة الثالثة فجراً، يبدأ السيناريو المعتاد، إلقاء قنبلة يتبعها إطلاق نار متنقل يستمر لدقائق، ويختبئ خلف جناح الظلام، في ظل غياب كامل للمعنيين عن ملاحقة مطلقي النار وتوقيفهم، قبل أن يستفحل الأمر، إلى وضع لا يتمناه أبناء المخيم.

"وكالة القدس للأنباء" رصدت 3 حوادث خلال الأسبوع الجاري، تركزت معظمها في "حي الجامع" بالمخيم الجديد: الأول: السبت الماضي عند الساعة 3:14 فجراً تم إلقاء اصبع ديناميت بحي الجامع لجهة البحر، دون الإبلاغ عن وقوع أضرار، والثاني: الثلاثاء الماضي الساعة الثالثة فجراً تم إلقاء ديناميت متفجر بنفس المكان تبعه إطلاق نار، والثالث: أمس الأربعاء الساعة 3:30 فجراً جرى إلقاء قنبلة في "حي الجامع" تبعها إطلاق نار كثيف، وبعد 10 دقائق جرى إلقاء قنبلة أخرى في "حي السيسو" تبعها إطلاق نار أيضاً، وهو ما أثار الخوف لدى سكان المخيم ولا سيما الأطفال منهم.

في هذا السياق، قال اللاجئ الفلسطيني من مخيم الرشيدية، أحمد حسين: "عندما سمعنا دوي الانفجار، استيقظ أطفالي من النوم وهم في حالة صدمة ورعب، فأحتضنتهم حتى أخفف من وهلة الموقف، وأخبرتهم أنو الوضع على ما يرام، ودعيتهم إلى النوم مجدداً، لكن أنا شعرت وكأن الانفجار في منزلي، فأخذت أبحث عن مكان الانفجار، لكني لم أجده".

بدوره، أشار الحاج أبو طارق لـ"وكالة القدس للأنباء"، إلى أن الوضع الأمني في مخيم الرشيدية هش، وفي أي وقت ممكن أن ينفجر، مشدداً على ضرورة قيام المعنيين بواجباتهم قبل فوات الآوان وزهق المزيد من الأرواح.

ويأتي الفلتان الأمني في مخيم الرشيدية في ظل تشديد الفصائل الفلسطينية، كافة على ضرورة حفظ أمن المخيمات وحمايتها وعدم السماح للعابثين، بأخذ المخيم باتجاه مناقض لتوجهات أبناء المخيم وإصرارهم على صيانة أمنهم واستقرارهم، في ظل ما يثار من مشاريع مشبوهة تستهدف القضاء على رمزيته، خدمة للعاملين على تصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة.

عندما يتعلق الأمر بإرهاب مخيم بأكمله، يجب على القيادة الفلسطينية المركزية، وهيئة العمل الفلسطيني المشرك الوقوف على هذه الظاهرة، وإيجاد حل جذري لها، وهي الشاذة عن قِيمنا الوطنية وبوصلة قضيتنا، لأن إرهاب الأطفال والنساء والمسنين يمس بالكرامة الوطنية، التي من المفروض أن تبقى مصانة إلى حين التحرير والعودة.

وهنا يكمن دور رجال الدين والعلماء على المنابر في تسليط الضوء على هذا الفلتان الأمني، وتخصيص خطبة الجمعة لوعظ الناس وحثهم على محاربة هذه الظاهرة الخطيرة، خشية من تطور الأمور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق