عائلة حسن تستصرخ أصحاب الأيادي البيضاء لاسترجاع بصر ابنها

 

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

حسن محمد أبو داوود.. شاب فلسطيني يقطن في مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، يعيش حياة مأساوية منذ ٧ سنوات، بسبب فقدانه لبصره وبتر يده اليمنى، جراء إصابته بطلقات نارية، أثناء اشتباك مسلح وقع داخل المخيم، ومنذ ذلك الحين، وعائلة حسن تناشد المسؤولين والمعنيين للنظر بوضعه، فهو المعيل الوحيد لعائلته.. لكن دون جدوى، وتعيش العائلة حالة من الفقر الشديد بعد أن أصبح معيلها عاطل عن العمل، فاضطرت العائلة لإطلاق صرختها بعد أن طفح كيل الصبر لديها، وأصبحت غير قادرة على تحمل الظلم أكثر، وناشدوا المعنيين وأصحاب الأيادي البيضاء، والجمعيات والمؤسسات الإنسانية في كافة أنحاء العالم، إلى مد يد العون لابنهم، ومساعدته في تأمين كفالة للمستشفى الألمانية لإجراء عملية لعينيه، لعله يستعيد بصره، وحسن كله أمل في أبناء شعبه أنهم لن يتركوه، ولن يتخلوا عنه أبداً. كما أطلق برنامج "صرخة من المخيم"، بالتعاون مع تلفزيون "فلسطين اليوم"، حملة من أجل تقديم المساعدة المستعجلة و الضرورية لحسن وإعلان هذة الحملة كقضية رأي عام من أجل إنقاذه من الوضع الصحي الذي يعيشه.

وتحدثت دلال، شقيقة الشاب حسن، لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: إن "شقيقي حسن كان يعمل في "الشركة العربية للأعمال المدنية"، اختصاص ميكانيك ديزل، وكان يتقاضى ٧٠٠ دولاراً شهرياً، وبعد فترة شاء القدر أن يكون حسن متواجداً على الشارع، أثناء عملية اغتيال حصلت في المخيم، تلاها إطلاق نار كثيف واشتباك مسلح، أصيب شقيقي بـ ٧ طلقات في يده اليمنى، وطلقة دخلت الصدر وخرجت من الرئة، وطلقة دخلت عينه اليمنى وخرجت من عينه اليسرى، وكانت النتيجة بتر ليده اليمنى، وفقدان بصره"، مبينة أنها "لم نكن نتوقع أن يبقى حسن على قيد الحياة، وللحظة شعرنا أننا فقدناه، لكن بقدرة الله تعافى، وعاد إلينا لكن فاقداً للبصر ومبتور اليد".

وأضافت: "منذ ٧ سنوات ونحن نناشد المعنيين والمسؤولين داخل المخيم لمساعدتنا وإيجاد حل لوضع أخي، لكن لا حياة لمن تنادي، لم ينظر إلى وضعنا أحد، منذ ذلك الحين ونحن نعيش معاناة كبيرة، وما زلنا، فحسن أخي الوحيد، ونحن ٤ بنات، وهو سندنا والمعيل الوحيد لعائلتنا، ومنذ إصابته وهو عاطل عن العمل، وغير قادر على ممارسة حياته الطبيعية، ولا أحد يسمع صرختنا، لذلك لجأنا إلى قناة "فلسطين اليوم"، حتى كل العالم يسمع صوتنا، ووجعنا"، موضحة أنه "عندما مرض والدي، بسبب حزنه على حسن، عشنا معاناة أخرى، ولا أي جهة وقفت إلى جانبنا، أو وافقت على صرف وصفة طبية لوالدي".

وبينت أنها "بعد أن وقع الحادث، عرضنا أخي على أطباء في الجامعة الأمريكية في بيروت، لكن ليس له علاج هنا، ومنذ سنة تقريباً قدمنا على مستشفى في ألمانيا وتواصلنا معهم، من أجل إجراء عملية لحسن، فطلبوا ١٠ آلاف يورو رهن، و٥٠٠ يورو فحص، فقدمنا على السفارة الألمانية وبقينا على تواصل مع المستشفى، لكن السفارة الألمانية رفضتنا، ليتبين أن المشكلة الأساسية في الرهن، ونحن لا نستطيع تأمين هذا المبلغ، فوضعنا المادي تعيس جداً، وبالكاد نستطيع تأمين قوت يومنا، لذلك نحاول الآن مناشدة أصحاب الأيادي البيضاء لمساعدتنا في تأمين الكفالة للمستشفى، ونملك تقاريراً من مستشفى الجامعة الأمريكية، ودعوة من المستشفى في ألمانيا".

وأشارت إلى أنها "تعبنا كثيراً، ٧ سنوات من الصبر، ونحن نحاول ونحاول، لكن لا سند لنا، ونحن غير منتمين لأي جهة في المخيم، لذلك لا أحد ينظر إلينا، طالبنا بحقنا كثيراً، وناشدنا أكثر، حتى وصل الحال إلى ضرب أخي من قبل أحد المسؤولين في المخيم وهو كفيف، سكتنا على الظلم، ورضينا بوجعنا، لكن إلى متى؟"، موضحة أن "منظمة التحرير الفلسطينية"، تصرف لأخي مبلغ 95$ دولاراَ شهرياً، كشؤون جريح، لكن هذا المبلغ لا يكف لشيء، وخاصة وأن الوضع المعيشي لم يعد كالسابق، وغلاء الأسعار يفتك بنا، نحن بالفعل وبكل معنى الكلمة نعيش حياة مأساوية، لكن لا أحد يسمع صوتنا، رغم أن المسؤولين كان بإمكانهم عقد اجتماع وإيجاد حل لوضع أخي، لكن المشكلة الأساسية أننا لا نملك سنداً في الحياة".

وبينت أن "معاناة أخي تفاقمت ودخل حالة اكتئاب، لأنه أصبح غير قادر حتى على التواصل مع الآخرين، بسبب فقدان بصره، وبحاجة إلى أحد يبقى بجانبه ويخرجه من المنزل، وهناك صديق له وقف إلى جانبه، وخصص له من وقته، لكن لكل إنسان ظروفه والتزاماته وغير قادر أن يبقى بجانبه كل الوقت، ونحن حاولنا قدر الإمكان أن نقف إلى جانبه ونصبره على وضعه، لكن هذا غير كاف، وهو لا يوجد له أخ كي يبقى بجانبه ويرافقه في الخارج، فأصبح يقضي معظم وقته داخل المنزل طريح الفراش"، مطالبة "جميع المعنيين وأصحاب الأيادي البيضاء لمساعدتنا في تأمين المبلغ المطلوب لعل أخي يستطيع أن يبصر النور مجدداً، وأن يعود إلى عمله، وأن يمارس حياته الطبيعية التي تعد من أبسط حقوق الإنسان".

للتبرع التواصل مع شقيقة الشاب

76626191

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق