لبنانيون يعملون ضمن مؤسسات خدماتية في "شاتيلا" : نرفض حرمان الفلسطيني من فرص العمل

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

يعيش في مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، الآلاف من الجنسيات المختلفة الذين يتقاسمون مع اللاجئ الفلسطيني لقمة العيش، كما يتقاسمون معه المعاناة والظروف المعيشية الصعبة ذاتها، واللافت  وجود العشرات من الشباب اللبناني الذين يعملون في مؤسسات فلسطينية خدماتية، ويتمتعون بكامل حقوقهم المدنية دون تمييز.

الشاب اللبناني محمد الخطيب، ولد وترعرع في مخيم شاتيلا، لم يشعر يومًا وهو اللبناني لأم فلسطينية أنه غريبٌ عن المخيم .. ولد وعاش ثلاثة وعشرين عامًا في قلب المخيم ومع أبنائه.

ذكريات ومراحل كثيرة اختبرها محمد مع أقرانه الفلسطينيين دون أن يشعر يومًا أنه يختلف عنهم كونه يحمل الجنسية اللبنانية، فهذا المخيم قدَّم له كما قدَّم لهم علمًا وحياة كريمة، وصداقات ستبقى إلى آخر العمر.

وفي حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء"، يقول محمد: " أشعر  فعلًا أنني إبن مخيم شاتيلا .. هذا المخيم  له فضل كتير كبير على بناء شخصيتي  ، تعلَّمت فيه بمدارس الأونروا، لأنه لم يكن لدي امكانية  ألتعلم بالمدارس الخاصة، حتى المدارس الرسمية في ذلك الوقت كانت كتير بعيدة عن البيت".

ويضيف: "كان عنا نفس الهدف، ونفس الطموح، ونفس الأحلام .. كان عنا إصرار على الحياة بالرغم إنه نحن عايشين ببيئة ظروفها الاجتماعية والاقتصادية صعبة جدًا،  إلا إنه كان لدينا حلم وطموح إنه نصير شي بالمستقبل".

يشير محمد إلى أنه  تخرج بشهادة الماجستير بإدارة الأعمال من الجامعة اللبنانية، لكنه بقي في المخيم ويعمل في مؤسسة فلسطينية تقدَّم له كامل حقوقه دون أي تمييز أو منَة.

وفي خضم الحملة على يد العاملة الأجنبية يستغرب محمد قرار وزير العمل اللبناني السابق كميل أبو سليمان، المجحف بحق العامل الفلسطيني، والذي يشعر أنه يمسه هو أيضًا، ولكنه كله ثقة بقرار وزير العمل الجديد مصطفى بيروم الذي حاول أن ينصف إلى حدٍ ما العامل الفلسطيني".

وقال: "أغلب رفقاتي هم خريجين جامعات ومثقفين يجدوا صعوبة في إيجاد فرصة عمل خارج المخيم ..  ما في أصعب من إنه تحارب إنسان بلقمة عيشه ، الفلسطيني مثله مثل اللبناني لازم يأخذ حقوقه كونه خلق وتربى في هذا البلد".

أما الشاب اللبناني علي فارس، والذي بدوره ولد وترعرع هو أيضًا في مخيم شاتيلا، والذي يعتبره ملاذه الوحيد كون معظم أصحابه هم من أبناء المخيم، حيث يجد صعوبة في العيش خارج محيطه.

يعمل فارس في "رابطة أهالي مجد الكروم" بشكل تطوعي، حيث يقوم بواجبه الإغاثي وتقديم الخدمات والسلل الغذائية إلى فقراء المخيم، وهو يؤكد لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأنه يشعر بالفخر والإعتزاز، كونه أحد أفراد الرابطة، ولم يشعر يومًا بالتمييز بينه وبين زملائه".

ويرفض فارس كل القوانين التي تهضم حق الفلسطيني في العمل بحرية داخل لبنان، ويطالب الجهات اللبنانية بـ"إعطاء اللاجئ الفلسطيني كافة حقوقه المدنية، لأنه ولد في لبنان وقدم ويقدم الكثير لهذا البلد".

ويختم : "صحيح أنا لبناني الهوية، ولكنَي فلسطيني الهوى، واعتبر نفسي معنيٌ بشؤون المخيم وأهله".

قد لا يعرف الكثير من اللبنانيين أن أبناء بلدهم يعيشون بالألاف في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود، وقد لا يعرف الكثير أيضًا أن المخيم يحضن من فيه دون تمييز، وأن أبناءه بمختلف جنسياتهم يعيشون سواسيةً ويتشاركون حياة كريمة رغم المعاناة والفقر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق