اعتصام أمام مقر "الصليب الأحمر" ببيروت دعمًا للأسرى وتنديداً باستشهاد الأسير العمور

 أقامت الهيئات  والمؤسسات الداعمة للأسرى،  اليوم الثلاثاء، إعتصامًا جماهيريًا أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ببيروت،  إنتصارًا للأسرى المضربين عن الطعام في سجون العدو الصهيوني، وتنديدًا باستشهاد الأسير البطل سامي العمور ، بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية، وهيئات تنسيق مع الأسرى، وشخصيات حقوقية وأسرى محررين.

قدَّم للاعتصام  نائب مسؤول  لجنة الأسرى  في "الجبهة الشعبية" في  لبنان، فتحي أبو علي، فشرح بالتفصيل   أوضاع الأسرى والأسيرات في سجون العدو "الذي ينتهج سياسة القتل المتعمد بالإهمال الطبي للأسرى المرضى المعتقلين إداريًا"."

وقال: "ذاق مرارة الاعتقال في سجون الاحتلال أكثر من مليون فلسطيني، وما يزال بالقيد نحو ٥٧٠٠ أسير وأسيرة، بينهم ٢٥٠ طفلاً قيد السجن الفعلي، و٣٦ طفلاً آخر قيد الحبس المنزلي، كما ضحت ٤٧ إمرأة بحياتهن، وتقبع العديد منهن رغم جروحهن في أقبية سجون المحتل".

وأضاف: "في سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وصل عدد الأسرى المرضى نحو ٧٠٠ أسير، بينهم ٣٠ أسيراً مريضاً بالسرطان، وآخرين يحتاجون لعمليات طارئة لكنهم لا يتلقون سوى المسكنات، بالإضافة إلى  القتل المتعمد والتصفية المباشرة والإعدام الميداني ".

وطالب المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وعلى رأسها المنظمة الدولية للصليب الاحمر بانقاذ حياة هؤلاء الأسرى، لانهم باتوا بحالة الخطر ومعرضون للموت الفجائي في أي لحظة، بينما يستمر الاحتلال في تجاهل حقوقهم وممارسة القتل البطئ بحقهم".

بدوره طالب منسق العلاقات العامة في مؤسسة "مهجة القدس للشهداء والأسرى" في لبنان، سامر عنبر، جماهير شعبنا في الداخل والخارج وجماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم  بتحمل المسؤولية الكبيرة والعبء الثقيل، الذي يمثله هذا النموذج من النضال".

وقال:"قضية الأسرى بحاجة إلى وقفة حقيقة قبل فوات الأوان، وأن كان التحرك الشعبي ضرورة ملحة للاحتجاج والتعبير عن الغضب، فإننا مطالبون باستراتيجية حقيقية على المستوى الوطني والعربي لحماية الأسرى ورفع الظلم عنهم".

وختم عنبر بالدعوة  إلى " تفعيل مختلف المجالات والميادين الإعلامية والشعبية، والنضالية، والقانونية، والسياسية لحماية الأسرى وصولاً الى تحريرهم".

من جهته، وجَّه عضو المجلس الأعلى في "الحزب السوري القومي الاجتماعي، سماح مهدي، والذي ألقى كلمة "هيئة التنسيق اللبنانية الفلسطينية للأسرى والمحررين"، التحية لأسرى الأمعاء الخاوية والذين تجاوز بعضهم في إضرابه عن الطعام المائة يوم مؤكدًا على أن "المقاومة وحدها كفيلة بتحرير جميع الأسرى، من خلال أسر جنود صهاينة وإجراء عملية تبادل للأسرى".

من ناحيته، دعا أمين سر "اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني"، يحيى المعلم، اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي "العمل مع كافة الجمعيات والهيئات والمؤسسات العربية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى الإفراج الفوري عن كافة الأسرى والمعتقلين وفي مقدمهم الأسير كريم يونس الذي مضى على اعتقاله أكثر من ثلاثة عقود، والعمل على معرفة مصير المفقودين ومقابر الأرقام التي يحتجزها العدو الصهيوني".

وختم المعلم بمناشدة المؤسسات الدولية، وخاصة منظمتي الصحة العالمية والصليب الأحمر، إلى "إرسال وفد طبي دولي إلى السجون، وقد بات هذا مطلبًا عاجلاً وضروريًا، للاطلاع عن كثب على طبيعة الأوضاع الصحية هناك، وتقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى، والإشراف على إجراء فحوصات شاملة لكافة الأسرى وإعطائهم اللقاحات اللازمة، حيث أننا لا نثق بإدارة السجون الصهيونية ونواياها". 

ووجه منسق الإعلام في "الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي"، خالد فهد، التحية إلى أبطال الإضراب الستة الذين انتزع أربعة منهم حريتهم بأمعائهم الخاوية و بإرادتهم الحديدية التي تأبى الإنكسار، وسيلحق بهم الأسير هشام أبو هواش المضرب لليوم الـ ٩٨ و الأسير لؤي الأشقر المضرب لليوم الـ "٤٥.

وختم: "نقف اليوم أمام مقر الصليب الأحمر لنعبر عن تضامننا مع هؤلاء الأبطال، نقف أولاً احتراماً لذواتنا وضمائرنا، ونحن نعبّر عن إنسانيتنا، ونحن الأسرى وهم الأحرار الذين سبقونا أشواطاً في النضال و الكفاح".

فيما ألقى كلمة "مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب في سجون الاحتلال الصهيوني"، الأسير المحرر عمر الخالد، فقال: "نجدد اليوم في هذه الوقفة الاحتجاجية على استشهاد الأسير سامي العمور ونصرة لأسرانا والمعتقلين المضربين عن الطعام، ودعوة كل الهيئات والمؤسسات العاملة بإطار الأمم المتحدة والمؤسسات الانسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للقيام بحملة حقوقية قانونية من النداء العاجل  إلى المذكرة والشكاوى لمجلس حقوق الانسان والمحكمة الجنائية الدولية". 

وأشار إلى أن " مركز الخيام وجّه كتاباً يتضمن تقريرًا ونداء عاجلاً إلى مقرر الحق بالصحة في الأمم المتحدة،حول الشهيد سامي العمور وأوضاع المرضى في سجون الاحتلال".

وختم الخالد  داعيًا كل المؤسسات الحقوقية والهيئات الداعمة لقضية المعتقلين بأن تبادر إلى تقديم كل أشكال الدعم والمناصرة من موقعها، وتحديدًا الشكاوى القانونية، ومستعدون من خلال خبرتنا وعلاقاتنا الدولية المساعدة في هذه الحملة العالمية، خاصة ونحن على ابواب احتفال البشرية بالعاشر من كانون الأول اليوم العالمي لحقوق الإنسان، لنحو؟له إلى يوم لفلسطين وأسراها وجثامين الشهداء، وإدانة للصمت العالمي حول معاناة الشعب الفلسطيني".

ولفتت مديرة "مركز قبة الصخرة للإعلام"، وفاء بهاني، إلى أنه"أمام هذه المعركة المفتوحة مع العدو الصهيوني، التي أعلنها سافرةً عنيفةً ضد أسرانا ، ينبغي على الكل الفلسطيني في كل مكان، بكل انتماءاتهم وتصنيفاتهم الحزبية والسياسية، أن يوظفوا كل طاقاتهم، وأن يوجهوا جهودهم للتضامن مع الأسرى عموماً، والدفاع عن قضيتهم العادلة، والعمل على تحريرهم أو تحسين شروط اعتقالهم، إنهم يتعرضون لأبشع عملية بطشٍ وتنكيلٍ ، فلا نتركهم وحدهم، ولا نتخلى عنهم، ولا نستخف بمعاناتهم، ولا ندخر جهداً في الدفاع عنهم ".

وطالبت بهاني  المقاومة الفلسطينية بكل أذرعها وكتائبها العسكرية، بـ"الدفاع عن الأسرى، كدفاعها عن المسرى، فكلاهما قضية مقدسة لدى الفلسطينيين، وينبغي العمل على الجمع بينهما والنضال من أجلهما، فلا تنام عيون المقاومين حتى يخرج آخر أسيرٍ من سجون العدو، وتتحقق حريته، وتكتحل عيونه برؤية أهله ومصافحة أحبته، ويقبل يد أمه ويعانق أخته، ويضم بين ذراعيه أطفاله الصغار وأبناءَه الذين صاروا كباراً، فهذا وعدٌ نترقبه، وأملٌ نعيشه، ورجاءٌ نعمل معه ونسعى إليه".

واختتمت الوقفة  بكلمة لمسؤول لجنة الأسرى في "الجبهة الشعبية" في لبنان، عبد الله الدنان، فقال: " نلتقي اليوم وكما في كل مرة لنتضامن مع الحركة الفلسطينية الأسيرة، مع الأبطال الذين يخوضون معركة الامعاء الخاوية ضد الفاشيين الصهاينة، وقد آن الأوان لنفهم الدرس ونستعيد اصطفافنا لا باعتصام هنا أو هناك، بل بالعودة إلى مواقع الاشتباك مع العدو".

وختم مؤكدًا على أن "المواجهة مستمرة مع هذا العدو الفاشي وعلى امتداد الأرض الفلسطينية، هذا ما قدمه الشيخ الجليل أبو شخيدم البارحة و هذا ما قدمه الأسرى، هذا ما اثبتته مدننا وقرانا، وهذه الصور المتلاحقة من ضرب الحجارة و المولوتوف وطعن السكين و الدهس، ما هي إلا دليل إضافي على أن المعركة مستمرة طالما بقي الصهاينة  على أرض فلسطين، فالعدو لا يفهم إلا لغة الطعن والدهس و المقاومة، به نكون مع الحركة الفلسطينية الأسيرة .. وبهذا فقط يستعيد الأسرى حريتهم".

وجرى في ختام الاعتصام تسليم مذكرة احتجاجية إلى مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تدين الاعتقال الاداري والقمع والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين.

2 1 3 5 4 7

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق