عودة الحرارة إلى مفاوضات المصالحة الفلسطينية في القاهرة

 


عبد معروف

عادت حرارة الاتصال بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، برعاية السلطات المصرية تمهيدا لجولة جديدة من جلسات الحوار .

وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن وفدا من مكتبها السياسي وصل قبل يومين من دمشق وقطاع غزة إلى القاهرة، وذلك بدعوة من الحكومة المصرية، حيث التقى مع رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة الوزير عباس كامل.

ليست هي المرة الأولى التي تعقد فيها السلطات المصرية جلسات مع الفصائل الفلسطينية تمهيدا لجلسات حوار فلسطينية – فلسطينية، إلا أن جلسات المصالحة مازالت تشهد الكثير من العقبات تعرقل إتمام المصالحة خاصة بين حركتي "فتح" و"حماس".

زيارة وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع القيادة المصرية، جاء ليسلط الضوء مجددا على موضوع المصالحة، وأهمية التنسيق ووحدة الموقف بين الفصائل في ظل الظروف والتحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

ولابد من التأكيد على أهمية المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، وأهمية وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، ورغم كل ذلك فإن جلسات الحوار بين الفصائل لم تتوصل بعد إلى قواسم مشتركة تزيل العقبات وتحقق المصالحة.

أولا: لأن الفصائل الفلسطينية مازالت تتبادل الاتهامات إلى حد التخوين، كما أن جلسات المصالحة أصبحت عملا روتينيا وتقليديا لا يقدم ولا يؤخر من الواقع شيئا، وهذا يعني أن الجلوس على طاولة الحوار الفلسطيني لم يعد أمرا جادا وجادا، ولا يعمل من اجل تحقيق القرارات التي تتخذ خلال الاجتماعات بل ربما يعمل العكس.

ثانيا: أن الفصائل الفلسطينية أصبحت قوى عاجزة وغير قادرة على إحداث تغيير جدي في بنيتها ومسارها وتشعباتها ومراكز قواها الداخلية وخطابها السياسي ما يجعل من الصعب التقدم خطوات ملموسة من أجل المصالحة.

ثالثا: إن معظم جلسات الحوار الفلسطيني الفلسطيني في القاهرة وقبل ذلك في مدن وعواصم أخرى تأتي بدافع كسب الرأي العام الفلسطيني الطواق للمصالحة بل وإلى الوحدة بين الفصائل بعد أن وصلت الساحة الفلسطينية إلى حد خطير يهدد بتصفيتها.

أمام هذا الواقع تصبح قضية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية أمرا ضروريا ليس لأن الفصائل تخوض معارك وحروب شرسة مع الاحتلال، ولا لأن طاولة المفاوضات مع الاحتلال تحتاج لتعزيز الارادة الفلسطينية فحسب ، بل أيضا لإن القضية الفلسطينية وصلت إلى حد الانهيار والشعب الفلسطيني يعيش في أسوء أوضاعه، وبالتالي فإن استنهاض القضية وانقاذ الشعب يحتاج إلى مصالحة جادة وسريعة بين الفصائل على أرضية برنامج الحد الأدنى، وحماية القضية والدفاع عن حقوق الشعب.

أما التهرب من هذا الاستحقاق المصيري فإنه أمر مشبوه، يساهم في المزيد من الانهيار الوطني العام، ويجعل الفصائل أكثر ضعفا وهزالة ويجعل العدو أكثر قوة وعدوان.

بوحدة الفصائل (رغم أزماتها وضعفها وهشاشة بنيتها) تستعيد القضية الفلسطينية قوتها ومكانتها ويستعيد الشعب الفلسطينية عنفوانه وقوته، أما بالخلافات والصراعات بينها تساهم الفصائل في تصفية القضية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق