دعمًا وتأييدًا للشرعية الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عبّاس "أبو مازن"، وللسلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية، وحفاظًا على منظمة التحرير الفلسطينية، نظمت حركة "فتح" - قيادة منطقة صيدا مسيرةً جماهيريةً حاشدة في مخيّم الميّة وميّة، مساء اليوم الجمعة ٩-٧-٢٠٢١.
وعلى أنغام الأناشيد الوطنية التي بثتها إذاعة اللجنة الإعلامية لشعبة المية ومية، والمعزوفات التي أدتها الفرقة الموسيقية التابعة لمؤسسة الأشبال والفتوة، بدأ تجمع المشاركين من أبناء شعبنا وحركتنا العملاقة من مخيمات صيدا وتجمعاتها أمام ملعب الشهيد فيصل الحسيني رافعين أعلام فلسطين ورايات حركة "فتح"، لتنطلق بعدها مسيرة جماهيرية حاشدة جابت شوارع المخيم وصولاً إلى مقر قيادة حركة "فتح" - شعبة المية ومية.
وتقدم المشاركين عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة وأعضاء قيادة المنطقة وكوادرها ومناصري الحركة، وأمناء سر الشعب التنظيمية لحركة "فتح" في منطقة صيدا وأعضاؤها وكوادرها ومكاتبها الحركية، وأمين سر المكتب الكشفي الحركي في لبنان خالد عوض، ووفد من الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين في مخيم المية ومية، ومسؤول العلاقات في الأمن الوطني العقيد أبو نادر العاسوس، وممثلون عن قوات الأمن الوطني الفلسطيني، وفصائل "م.ت.ف" واللجان الشعبية، والاتحادات والمنظمات الشعبية، وحشد غفير من أبناء شعبنا في مخيمات صيدا.
وكان في استقبالهم أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في مخيم المية ومية غالب الدنان وأعضاء الشعبة ومكاتبها الحركية ومسؤولو المهام وكوادرها، وأبناء التنظيم، ومؤسسة الأشبال والفتوة والفرقة الموسيقية التابعة لها.
بدايةً دعا عريف المناسبة عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا مسؤول الإعلام يوسف الزريعي الحضور للوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، ثم الاستماع إلى النشيدين الوطنيين الفلسطيني واللبناني ونشيد حركة "فتح".
وبعد الترحيب بالحضور، ألقى الزريعي كلمةً مما جاء فيها: "إننا نجتمع اليوم، في هذا المخيم، الذي سطر فصولاً من المجد والعزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والذي كان وما زال متمسكًا بالثوابت الوطنية عصيًا على كل المؤامرات على قضيتنا، لنقول كلمتنا موحدين، لنؤكد أن مخيماتنا التي كانت قاعدة الثورة وحاضنةً لها ما زالت على عهدها ووعدها، تقف صفًا واحدًا دعمًا للقيادة الوطنية الشرعية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، ربان سفينتنا وحارس ثوابتنا وقرارنا الفلسطيني المستقل، وتؤكد التمسك بالدولة ومشروعها الوطني وبمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في وجه المشروع الصهيوني".
وأضاف: "نقف اليوم لنعلن إسنادنا لشعبنا الثائر المنتفض الملتف حول قيادته، المرابط في الميدان، في القدس وفي القلب منها الشيخ جراح وسلوان، وفي بيتا في نابلس، وفي نعلين، وفي كفر قدوم، وفي العراقيب، وفي النقب المحتل، وفي أراضي الـ48 وكل نقاط المواجهة".
ووجه الزريعي تحية اعتزاز وإكبار للأسير المحرر البطل الغضنفر أبو عطوان الذي انتصر على ظلم جلاده الصهيوني وانتزع حريته من الاعتقال الإداري بأمعائه الخاوية وبالجهود الدولية الضاغطة التي قادتها قيادتنا الوطنية لوقف عملية الإمعان الإسرائيلي في إعدامه البطيء، بعد خمسة وستين يومًا من الإضراب المفتوح عن الطعام وخمسة أيام من الإضراب عن الماء، ليثبت أن الإرادة الفلسطينية أقوى من كل ما يكتنز العدو من أسلحة.
كما وجه التحية إلى حركة "فتح" قيادةً وكوادر، التي تتقدم الميدان إلى جانب شعبنا الفلسطيني البطل، دفاعًا عن أرضنا ومقدساتنا.
كلمة حركة "فتح" أم الجماهير ورائدة النضال والمقاومة الشعبية، ألقاها عضو مجلسها الثوري الحاج رفعت شناعة، فقال: "نلتقي في هذا المخيم الذي شارك تاريخيًا في أحلك المعارك، وقدم الشهداء الشهيد تلو الشهيد. نحن هنا من لبنان، من مخيم المية ومية، ومن صيدا باسمكم وباسم كل جماهير شعبنا الفلسطيني، وخاصة في المخيم الذي خرج عن بكرة أبيه ليحيي الشهداء والأسرى من أبناء شعبنا في غزة والضفة والقدس تحديدًا، نوجه التحية إلى أهل الأسير المحرر الغضنفر أبو عطوان، وهو سليل عائلة تاريخية كلها مناضلون وشهداء".
وأضاف: "وأيضًا نحن اليوم نقرأ الفاتحة على روح الشهيد شادي نوفل الذي استشهد في قطاع غزة، داخل المعتقل بعد اعتقال دام أكثر من سنة ونصف، ومن هنا أيضًا نرفع الصوت ونطالب بمعرفة أسباب استشهاد هذا المناضل الأسير المحرر، لكنه بعد سجن ١٨ عامًا، فهو يقتل داخل المعتقل، ونحن نطالب بالقانون بضرورة المحاسبة".
وشدد الحاج رفعت شناعة على أن أخطر ما يجري اليوم على الساحة الفلسطينية هو أن يصبح الخصم الداخلي السياسي الأشد عداوة من الجانب الإسرائيلي والمستوطنين ومن الأطراف المعادية في حين يضع العدو كل إمكانياته وطاقاته لتدمير شعبنا، وأكد أنه "إذا كانت هناك خلافات سياسية فلسطينية داخلية فلا يجب أن يكون ثمنها إشعال فتنة داخل الساحة الفلسطينية، لأن الساحة الفلسطينية تعني الشعب الفلسطيني وليس من حق أحد تفجير الساحة الفلسطينية تحت شعارات معينة لها علاقات بقضايا سياسية أو وطنية أو غيرها".
وأضاف شناعة: "نحن في حركة "فتح" نقول هناك خصومة سياسية داخل الساحة الفلسطينية، وهي موجودة منذ الانقسام وقد يكون قبل الانقسام، ولكن ليس مشروعًا وليس مقبولاً لا وطنيًا ولا أخلاقيًا أن تتحول التباينات والتناقضات والخلافات إلى صراعات دموية داخل الساحة الفلسطينية"، مشددًا على أنه ليس من حق أحد أن يفجر الوضع الداخلي لا في القدس ولا في الضفة ولا في قطاع غزة، لأن هذه الأراضي الفلسطينية هي ملك للشعب الفلسطيني فقط.
وأكد وجوب توحد شعبنا الفلسطيني وفصائلنا الفلسطينية لتوحيد جهدنا في مواجهة المعركة الكبرى مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن شعبنا وأمنه أهم وأكبر من كل الخلافات الداخلية.
وحول الأوضاع في قطاع غزة قال: "نحن اليوم في قطاع غزة عشنا مرحلة صعبة ومعقدة، وما زال قسم من شعبنا هناك يعاني ويتألم، فنناشد إخوتنا في "حماس" المسيطرين على قطاع غزة أن يتعاطوا بدوافع وطنية مع كل الفصائل الفلسطينية، وخاصة أبناء حركة "فتح" وغيرهم، فطالما أن حركة "حماس" تمتلك الصواريخ والبنادق والقوة العسكرية الكبيرة في قطاع غزة إذًا هؤلاء جميعًا أبناء شعبنا وأمننا الوطني الذين يتعرضون للاعتقال باستمرار هم أمانة في أعناق حركة حماس".
وأردف: "آن الأوان أن نحكم ضمائرنا كي نوحد صفوفنا لأنه من الممنوع الانزلاق داخل الساحة الفلسطينية، أي أن نفقد الوحدة ويسيطر علينا الانقسام، لأننا عندئذ لن نكون أصحاب قرار وسنجد من هو أقوى من الطرفين ويدخل الساحة ويفرض رأيه، وهناك أطراف كثيرة منها إسرائيل تتمنى اللحظة التي تأخذ بها المبادرة وتدخل قطاع غزة مع أنها خرجت بالقوة منه، لكنها لن تترك قطاع غزة مصدرًا للصواريخ، وهذا يجب أن نعلمه. نحن أيضًا لسنا ضد إطلاق الصواريخ، لكن أنا أقول قبل أن نطلق الصواريخ بغض النظر عن أي طرف، عليك أولاً يا من تطلق الصاروخ وأنت مناضل ومقاتل أن تحفر الملاجئ لأبناء شعبك الفلسطيني الذين بعد إطلاقك الصاروخ تنهمر آلاف والقذائف على رؤوسهم في قطاع غزة".
وأكد شناعة أهمية وجود مقاومة مشتركة وموحدة لديها برنامج عسكري واحد للتعاطي مع العدو الإسرائيلي الذي ينال ثقة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع الجانب الإسرائيلي الذي يقصف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
وفيما يتعلق بالانتخابات أكد شناعة أنها حق مقدس للشعب الفلسطيني ولا حق لأحد أن يمنعه، ونوه إلى إصرار الرئيس محمود عبّاس على عدم إجراء الانتخابات إلا إن كانت القدس مشمولة بها، ولفت إلى أنَّ الرئيس كان يهدف لفرض حقيقة دينية وعربية وقومية وتاريخية لأن هذه الأرض هي أرض الشعب الفلسطيني مما جعله يأخد قرارًا واضحًا بتأجيل الانتخابات حتى موافقة العدو الإسرائيلي على إجرائها في القدس.
ونوه بالمعركة القاسية التي يخوضها شعبنا اليوم في القدس ضد العدو الذي يعمل على تدمير البيوت والتغول الاستيطاني والاعتقالات المتواصلة، وأكد أهمية وحدة الموقف وإعلان حالة الاستنفار ضد الصهاينة والمستوطنين، لافتًا إلى أن العدو الإسرائيلي يراهن على استمرار الانقسام لأنه أقوى سلاح بالنسبة له يضربنا به من الداخل، لذا ليس أمامنا إلا توحيد صفوفنا.
وأردف: "نقدر عاليًا هذه الوقفة الوطنية النضالية المملوءة بالإخلاص والوفاء من شعبنا في مخيم المية ومية ومن صيدا بكل شُعبها، ونقدر هذا الجهد اليومي الذي نعلن فيه تمسكنا بمنظمة التحرير الفلسطينية والوحدة الوطنية، ونعلن تمسكنا بأن تبقى فلسطين موحدة لا منفصلة، بأن تتوحد بكاملها وهذه الأمنية علينا أن نحققها من خلال إرادة شعبنا الفلطسيني".
ووجه التحية إلى سيادة الرئيس أبو مازن الذي دفع الثمن غاليًا من أجل الوحدة الوطنية، وهو منذ 14 عامًا يسعى لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، واليوم ما زال يناشد الإخوة في حركة "حماس" والجميع تحقيق الوحدة الفلسطينية والمصالحة لكونها السلاح الأقوى من كل الدبابات والصواريخ لأنها ستجمع الوضع الفلسطيني وتجعلنا جسدًا واحدًا.
وختم بالقول: "عندما تتوحد "فتح" و"حماس" وكل الفصائل، العدو عندها سيترك الأرض وينسحب لأنه يخاف كثيرًا من الوحدة الوطنية، وهو ليس معتمدًا على همته وإنما على الحالة المأساوية والفوضى التي نعيشها داخليًا"، موجهًا التحية إلى الأمن الوطني وكل القوى الفلسطينية الساهرة على أمننا أهلنا وشعبنا في الداخل الفلسطيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق