تدريب مساعدين صحيين في مخيم عين الحلوة

 

العربي الجديد: انتصار الدّنّان
29-07-2021
رغم أن حرارة الطقس المرتفعة تتزامن مع انقطاع الكهرباء في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، تنفذ جمعية الإسعاف الإنسانية دورة تدريب مساعد صحي لمتخصص في علاج كبار السن مقررة لمدة أشهر، للمساهمة في توفير ممرّض خاص بمساعدة المسنين في كل أحياء المخيم، وتلبية متطلبات التدخل الصحي السريع في حالات الطوارئ.
يقول مدير الجمعية، موسى موسى، وهو من بلدة النهر بقضاء عكا في فلسطين، ومقيم في مخيم عين الحلوة لـ "العربي الجديد":" ننظم هذه الدورة التدريبية المهمة في ظل ظروف صعبة وقاسية جداً يفرضها عدم توافر التيار الكهربائي للدولة إلا ساعة واحدة في المخيم يومياً، وتطبيق برنامج تقنين شديد في عمل مولدات الكهرباء بسبب شح مادة المازوت، لأننا مصرّون على إنجاز دورات إسعاف ملحة جداً في ظل ظروف صحية صعبة تشهد عدم وجود عدد كافٍ من المسعفين في الأحياء، وارتكاب المتواجدين أحياناً أخطاء في معالجة مرضى أو مصابين، ما يزيد تصميمنا على تنظيم هذه الدورات بغض النظر عن الظروف، إذ من الضروري رفع مستوى كفاءات العمل الصحي لإنقاذ الناس".
يتابع: "تركّز الدورة الحالية على تعزيز قدرات المساعدين الصحيين لكبار السن، لأن مجتمعنا يضم تقريباً مسنّاً في كل بيت، والذي لا يعرف كثيرون كيفية التعامل معه. لذا قررنا أن ندمج دورة الإسعاف مع تلك الخاصة بمساعد كبار السن".
يضيف: "تهدف الدورة إلى تعريف المتدربين على كيفية التعامل مع كبار السن، علماً أن شباناً تطوعوا من كل حي في المخيم كي تحقق الدورة هدف توفير متطوع ينفذ مهمات المسعف في أي وقت ومكان، ويطلّع على كيفية معالجة التقرحات التي يتعرض لها المسن خلال النوم، وأمور أخرى".
ويؤكد موسى "الإصرار على متابعة برنامج التدريب بأية طريقة. ونحن نعمل بالثقة الممنوحة من الناس من دون أن نحصل على أي تمويل. والمدرب المشرف على الدورة متطوع ولا يتقاضى أي أجر. ونحن متمسكون برسالة خدمة المجتمع صحياً، مع ضرورة قهر الظروف الصعبة التي نعيشها".
طريق الخدمة الإنسانية
تقول المتدربة نورا حسن إبراهيم، التي تتحدر من بلدة غوير أبو شوشة في فلسطين، وهي أم ومقيمة في مخيم عين الحلوة: "لم أكمل مرحلة التعليم الثانوي، وزاولت مهنة التزيين النسائي التي ما زلت أعمل فيها. لكن عندما علمت بدورة مساعد صحي، قررت أن ألتحق بها لأنني أرغب في تقديم خدمة إنسانية لأبناء شعبي المحتاجين، خصوصاً من كبار السن في المخيم، والذين يعتبر عددهم كبيراً مقارنة بالمساعدين الصحيين المتوافرين، علماً أن كبار السن تحديداً يحتاجون إلى عناية تمريضية خاصة، وتختلف أساليب التعامل معهم". تضيف: "صحيح أننا نعيش اليوم في ظل ظروف صعبة تحتم تدربنا على العتمة، كما نواجه ضغوطاً نفسية غير عادية، لكنني وضعت عبر هذه الدورة هدفاً معيناً سأعمل على تحقيقه تحت أي ظرف".
مدرب متطوّع
من جهته، يصرّح المدرب المتطوّع أكرم الصياح، وهو من بلدة السميرية ومقيم في مخيم عين الحلوة لـ "العربي الجديد":
"أعمل بصفة موظف ومسؤول قسم في دار السلام للمسنين بمنطقة الشرحبيل شرق مدينة صيدا (جنوب لبنان). ويتزامن ذلك مع مواصلتي تدريس مهنة التمريض منذ نحو سنتين، وتحديداً العمل مع مسنين، في مراكز عدة. وحالياً أقوم بالتدريب للمرة الأولى في مخيم عين الحلوة، حيث يجب أن يتعرف الشبان على كيفية التعامل مع المسنين الذين تزداد نسبتهم وصولاً إلى 20 في المائة في المخيمات الفلسطينية التي تعتبر غير مؤهلة لحماية المسنين، وتوفير متطلباتهم في العلاج والرعاية".
يضيف: "ندرّس الطلاب كيفية التعامل مع المسنين، وتحديداً أولئك الذين لديهم حالات خاصة، علماً أن لا رقم طوارئ محدداً لتأمين خدمة الإسعاف الأولية في مخيم عين الحلوة. ونتطلع عبر هذه الدورة إلى تعريف الشبان على كيفية التعامل مع كبار السن. وأنا أعدّ حالياً كتاباً للمتدربين حول كيفية التعامل مع المسنين، علماً أن طلابي باتوا يعرفون اليوم كيف يفعلون ذلك. وعلى سبيل المثال، تعتني إحدى طالباتي بكل الاحتياجات اليومية لجارتها المسنة اليوم، في حين تتولى طالبة أخرى قياس ضغط جارتها، وتراقب حصص تناولها الأدوية. وبعض الطالبات يعملن حالياً مع مسنين خارج المخيم، مقابل أجر".
ويوضح: "تمتد الدورة ثلاثة أشهر، بمعدل يومين أسبوعاً لفترة ساعتين في كل مرة. وهي تنظم حالياً في ظل انقطاع الكهرباء وانعدام وسائل التهوية، لكنني أتحمل هذه الظروف من أجل تعليم الشبان".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق