سيادة المطران عطا الله حنا : " لن تقوم لنا قائمة في هذه الارض المقدسة الا من خلال خطاب المحبة والاخوة والالفة بعيدا عن خطاب الكراهية والتطرف "

 



القدس – تحدث سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم امام عدد من الاعلاميين الفلسطينيين وذلك حول واقع مدينة القدس مؤكدا بأن القدس في خطر شديد وسلطات الاحتلال تعمل ليلا ونهارا على تغيير ملامح مدينتنا وتدفع المليارات من الدولارات من اجل هذه المشاريع الاستيطانية في القدس بشكل خاص كما وفي غيرها من الاماكن .
كلنا مستهدفون في مدينة القدس وان تعددت الوسائل والانماط المستخدمة في ذلك فكما تستهدف المقدسات والاوقاف الاسلامية هكذا تستهدف ايضا اوقافنا المسيحية .
هنالك سياسة ممنهجة هادفة الى جعل الفلسطينيين اقلية في مدينتهم وعابري سبيل في عاصمتهم في حين ان الفلسطينيين في القدس ليسوا ضيوفا او عابري سبيل كما انهم ليسوا اقلية في مدينتهم المقدسة .
هنالك ايضا استهداف ممنهج للحضور المسيحي عبر ادوات ووسائل متعددة ومختلفة منها ما هو موجود في الداخل ومنها ما هو موجود في الخارج حيث يتعرض المسيحيون الفلسطينيون بشكل عام والمقدسيون خاصة لحملات ممنهجة هادفة الى اقتلاعهم من جذورهم الوطنية وتغريبهم عن مجتمعهم الفلسطيني حيث يتم استغلال المظاهر السلبية الموجودة عندنا بهدف تخويف وترهيب المسيحيين وجعلهم يفكرون بالهجرة وترك وطنهم .
هنالك خطر كبير محدق بالحضور المسيحي في فلسطين وخاصة في مدينة القدس فالهجرة مستمرة ومتواصلة وهنالك سياسة ممنهجة لغسل ادمغة شبابنا وجعلهم يعيشون في حالة غربة عن وطنهم وقضيتهم الوطنية العادلة .
وبالتالي فإننا نعتقد بان مسؤولية الحفاظ على الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة انما هي ليست مسؤولية المسيحيين فحسب بل هي مسؤولية كل الشعب الفلسطيني ذلك لان افراغ مدينة القدس وفلسطين من مسيحييها انما هي خسارة لكل شعبنا ولقضيتنا العادلة التي كان المسيحيون وما زالوا مدافعين حقيقيين عنها في كل مكان .
ان خطاب التكفير والتحريض الطائفي والذي نعرف جميعا مصدره ومن الذي يغذيه انما يؤثر بشكل سلبي على مجتمعنا وعلى السلم الاهلي في وطننا ولذلك من الاهمية بمكان ان نلفظ وان نرفض اي خطاب يسيء للاخر ويحرض على الفتن والكراهية والتعصب .
لن تقوم لنا قائمة في هذه الارض المقدسة الا من خلال خطاب الوحدة والتلاقي بين كافة مكونات شعبنا ، والمسيحيون الفلسطينيون هم مكون اساسي من مكونات هذا الشعب وليسوا اقلية او جالية او بضاعة مستوردة من هنا او من هناك .
نؤكد ضرورة الدور الذي يجب ان تقوم به المؤسسات الدينية والاعلامية والتربوية والتثقيفية في تكريس ثقافة السلم الاهلي والوحدة والاخوة والتضامن بين كافة مكونات شعبنا .
لن نستسلم لخطاب الكراهية ايا كان شكله وايا كان لونه وسنبقى دعاة محبة واخوة والفة وسلام .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق