المخيمات الفلسطينية .. أزمات اقتصادية وصحية غير مسبوقة

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

تشهد المخيمات الفلسطينية في لبنان أزمات اقتصادية وصحية واجتماعية متلاحقة وغير مسبوقة، وذلك بسبب انتشار وباء كورونا، وانهيار العملة اللبنانية وارتفاع البطالة في صفوف اللاجئين .

فمنذ انتشار الجائحة التي هي بانحسار مستمر في المخيمات، تكشَفت الحياة المعيشية السيئة والحقيقة الموجعة لدى اللاجئين، لجهة صعوبة الحصول على الكثير من السلع والمواد الغذائية وحليب الأطفال والأدوية المفقودة من صيدليات المخيمات، ناهيك عن تقصير  "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" القيام بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين. 

وفي هذا السياق، أكد نقيب الأطباء والصيادلة الفلسطينيين في لبنان، الدكتورعماد حلاق، لـ"وكالة القدس للأنباء" على تراجع انتشار وباء كورونا في المخيمات الفلسطينية في لبنان، قائلاً : "منذ قرابة الشهرين بدأنا نلاحظ تراجعاً في عدد الحالات المصابة بفايروس كورونا في لبنان إجمالاً و بين أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات خاصة. حيث وصل عدد الاصابات إلى حالتين أو ثلاث يومياً و من المتوقع تراجع العدد أكثر، و ذلك لأسباب عدة منها اتباع سبل الوقاية، توجه الكثير من أبناء شعبنا و خاصه كبار السن إلى تلقي اللقاح رغم صعوبة إقناع ابناء شعبنا بأهمية و ضرورة التسجيل على المنصة التابعة لوزارة الصحة اللبنانية لتلقي اللقاح مجاناً".

وأضاف: "ربما يكون ذلك بسبب اكتساب المناعة لدى العديد من أبناء شعبنا الذين أصيبوا بفايروس كورونا.و لذلك أصبح من الملاحظ بأن الحالات المصابة بالفيروس التي تستدعي الدخول الى المستشفى قليلة".

أما بالنسبة لفقدان الكثير من الأدوية و حليب الأطفال خاصة من الصيدليات، فأوضح حلاق بأنه "هذا بسبب الأزمة التي يعاني منها لبنان من الطبيعي أن تتأثر المخيمات الفلسطينية بالوضع العام اللبناني، و لدينا تخوفات من كارثة صحية نتيجة عدم توفر عدد كبير من الأدوية، و خاصه أدوية مرضى غسيل الكلى والأمراض القلبية وغيرها، من الأمراض المزمنة و الامراض الخبيثة كالسرطان، بالإضافة إلى حليب الأطفال الذي يعرض أطفالنا إلى مشاكل صحية وخاصة المشاكل التي تظهر نتيجة سوء التغذية".

وختم حلاق حديثه مطالباً "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" بأن "تتحمل مسؤوليتها تجاه هؤلاء المرضى و الأطفال، حيث يتوجب عليها تأمين كميات كافية من الأدوية ذات الصلة، وحليب الأطفال من خارج لبنان".

بدوره، أكد مدير "جمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية " في بيروت، محمد حسنين، لـ"وكالة القدس للأنباء"، على أن انتشار وباء كورونا في مخيمات بيروت في إنحسار، ليصل إلى مستوى العشرة بالمئة أو أقل عما كان عليه الوضع في ذروة انتشار الجائحة".

وأوضح بأننا "أصبحنا في مرحلة متقدمة للتخلص من كورونا نهائياً، إذا ما تم حصره بشكل جيد من خلال التقيد بالتباعد الاجتماعي واتباع وسائل الوقاية من الوباء".

وقال: "نقوم بعملية التعقيم بشكل دوري في الشوارع وداخل منازل المصابين ونوزع على الأهالي الكمامات والمعقمات، وقليلة هي الحالات التي يتم نقلها إلى المستشفيات، حيث نقوم في كثيرٍ من الأحيان بمعالجة المصاب من خلال تقديم كافة مستلزمات الحجر المنزلي".

وفي ما يتعلق بالأدوية وحليب الأطفال، قال حسنين بأن" 70 بالمئة من الأدوية مفقودة داخل صيدليات المخيمات ، وبخاصة أدوية الأمراض المزمنة كالضغط والقلب والسكري".

وأضاف: "نتابع الأدوية المتواجدة داخل عيادات الأونروا ، ونحاول من خلال شبابنا المتطوع تأمين النقص في الأدوية وحليب الأطفال من الصيدليات خارج المخيمات، باستخدام الدراجات النارية، بالإضافة إلى الأدوية التي تأتي من المتبرعين".

ولفت حسنين إلى أنه "قامت جمعية الشفاء بتوزيع حليب للأطفال رقم 1 و 2 على العائلات المحتاجة في مخيم شاتيلا الأسبوع الماضي"، مقدماً الشكر للجهات المتبرعة على هذه اللفتة الكريمة والإحساس بالمسؤولية تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق