تحديات كبيرة أمام طلاب مدارس "الأونروا" مع اقتراب موعد الامتحانات الرسمية

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

مع إقتراب موعد الامتحانات الرسمية، يواجه التلامذة الفلسطينيين في مدارس "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الأونروا" في لبنان، صعوبات في التعلم عن بعد كما الحال مع التلاميذ الآخرين لأسباب خارجة عن إرادتهم، كإنقطاع الكهرباء وخدمة الإنترنت وعدم توَفر أجهزة الكمبيوتر في كل منزل، بسبب ضيق الحالة الاقتصادية والأوضاع الاجتماعية.

وتلعب جائحة كورونا الدور الأساس في تغيير طبيعة الدراسة لدى طلاب مدارس الأونروا، لجهة صعوبة التكيًف مع الواقع الاستثنائي الجديد عبر التعلم عن بعد لإنهاء المناهج التعليمية، ما يمثَل تحدياً للطلاب، بخاصة الذين يسكنون المخيمات التي تفتقر لأدنى المتطلبات التعليمية، فالبيئة التعليمية غير مؤمنة للتعلم الذاتي، بسبب إنقطاع الكهرباء وضعف تلقي إشارات الخدمة، ما يجعل التلاميذ غير متمكنين من تلقي المواد عبر الانترنت، ناهيك عن عدم القدرة على تغطية تكلفة الانترنت مادياً، بسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة وارتفاع معدلات البطالة بين اللاجئين الفلسطينيين. وبالتالي، مفهوم التعلم الذاتي جديد نسبياً لدى الكثير من التلامذة الفلسطينيين، فمن الصعب عليهم تعلم المواد عبر الانترنت من دون دعم تعليمي في المنزل أو عبر مراكز تعليمية متخصصة.

السيدة لينا عبد الغفور، أم لثلاثة أولاد، تحدَثت لـ"وكالة القدس للأنباء" عن الصعوبات التي تواجه ابنتها سحر، وهي تلميذة في مدرسة "حيفا المتوسطة" خلال تحضيراتها لامتحانات الشهادة المتوسطة (البريفيه)، فقالت: " إبنتي مجتهدة وتحصل على علامات عالية في امتحانات المدرسة، ولكن هذه السنة على غير العادة، أراها متوترة نفسياً كونها لم تتلق الدراسة الكافية بسبب الترفيع الآلي الذي حصل السنة الماضية، والذي ساهم بنقص كبير في المعلومات المطلوبة من المنهاج".

وأضافت: "إن الوضع الاقتصادي إنعكس سلباً على أولادنا، أي لا كهرباء ولا انترنت وضائقة مالية لا تسمح لنا باشراكها في معهد تقوية".

آلاء الحسين، تلميذة في الصف التاسع أساسي في "ثانوية الجليل"، تحدثت لـ"وكالة القدس للأنباء" عن تخوفاتها من وجود اختلاف لنماذج أسئلة الامتحانات التي كان يرسلها المعلمون عبر الواتساب مقارنة مع أسئلة كتاب الشامل.

وقالت: "صراحة، أنا ضايعة كل ما بدي أدرس مادة، بدي أفتح الواتساب، لأنه المعلمون بيبعتوا الدروس عبر التلفون، وهذا متعب جداً بالنسبة للطالب، بالاضافة لاختصار المعلومات ونقصها".

وأوضحت بأن معظم الأسئلة الموجودة في كتاب الشامل لم توضح الأجوبة لنا بطريقة مبسطة أو تجاوز الاساتذة عنها، وعلى الرغم من ذلك كلنا ثقة بقدراتنا".

أما الطالب محمد السيد في ثانوية الجليل (فرع إقتصاد وإجتماع) أكد لـ"وكالة القدس للأنباء" بأن "الأوضاع الاقتصادية السيئة لدى الطلاب أثر سلباً على مستواهم التعليمي، وبخاصة إذا ما كان التعلم يحصل عن بعد".

ودعا السيد الدائرة التعليمية  في الأونروا بأن تبذل جهوداً إضافية من أجل أن تسهل الأمور على طلاب مدارسها، لجهة التركيز على نماذج الأسئلة المرشحة للامتحانات الرسمية.

رغم صعوبة الحياة والبيئة التعليمية السيئة التي لا تخدم الطالب في المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلا أن الفلسطيني يتسلح بالعلم والمعرفة، وهو بالعزيمة والإرادة بإمكانه تجاوز كل الصعاب وتحقيق أعلى درجات التفوق والنجاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق