"جولة افق في السياسة اللبنانية والعربية" مع الأستاذ طلال سلمان في " دار الندوة "



مرهج:  بصدور " السفير" تغيرت الصورة في الشارع والبلاط والجامعة والمخيم والدوائر والعواصم . صار للناس صوتاً جديداً.

سلمان: توطيد العلاقات مع العدو الاسرائيلي تجاوز فظ لطبيعة هذا العدو وجرائمه الوحشية وقهره اليومي المفتوح لشعب فلسطين واذلاله الارادة العربية.

 

"جولة افق في السياسة اللبنانية والعربية " كان محور الحوار الذي اقامته "دار الندوة"  مع الكات الكبير الاستاذ طلال سلمان  عبر تطبيق " زوم" وقدم له الأستاذ بشارة مرهج ( رئيس مجلس إدارة الدار) وادارت الحوار الإعلامية نتالي مبارك بوكرم  وشارك فيه حشد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية  اللبنانية والعربية.

مرهج

          الأستاذ بشارة مرهج افتتح الحوار باسم (دار الندوة ) وجاء في كلمته : منذ يفاعته وهو على ترحال. من مدينة الى مدينة ومن بلدة إلى أخرى. يتعرف على الناس وعاداتهم وحكاياتهم ومشكلاتهم ومعادنهم، تزداد معارفه يراكم المعلومات، يُشبعُ فضوله الأدبي، يزداد نهمُه الى الكلمة والعبارة والصورة الأدبية فضلا عن الصور الأخرى.

وأضاف مرهج : أراه  في عمق الزمن ينكب على المجلات والكتب يستجلي الأمور يقرأ ما بين السطور، تتسرب اليه الصحف من يد محبة فيتسرب الى صفحاتها يغوص من رواياتها يعجم حروفها حتى تستغرقه، والرغبة عنده إلى إضطرام.

وما ان اشتد ساعده حتى رأيته يدخل الصحف والمجلات واثق الخطوة متفوقاً على نفسه مطوعا قساوة ظرفه مسلحا بتجربة غنية وقلم مدرار وإباء فطري. اذا كتب انشدت اليه الأنظار والصحيفة في تلك الأيام هي الوهج والوحي والرأي. فمتى كانت الكلمة بريئة جريئة انتقلت من دار الى دار من بلد الى بلد من بلاط الى بلاط.

وتابع مرهج قائلا: على الطريق تطور طلال وطور نفسه، لكنه بقي دائماً ذلك الريفي المسكون بالافكار والقصص وروعة الأداء. وما ان صقلت بيروت – مدرسته الكبرى – فطرته وخبرته وتطلعاته وبصدور السفير تغيرت الصورة في الشارع والبلاط والجامعة والمخيم والدوائر والعواصم . صار للناس صوتاً جديداً يقرع الأبواب المتعالية  يصارع المياه الراكدة تتحدى الأنظمة المستبدة.

مبارك

          ثم تحدثت الإعلامية نتالي مبارك فقالت امام الأستاذ طلال سنقف على تلال من المعرفة ،وهو من أعمدة الإعلام يوم كان لنا أعلام يصنعون الحدث ومع الأستاذ طلال سنقف على أطلال وطن أن لم نقل أطلال أمة ،سفير القراءة العميقة والتحليل الدقيق ما تفسيره لانشغال العالم كله للبنان فيما العروس غير مبالية لا بالعرس ولا بالمدعوببن

سلمان

          الأستاذ طلال سلمان  افتتح الحوار بكلمة جاء فيها: ليسمح لي، اولاً، وبعد شكر دار الندوة على الدعوة إلى الحوار عبر "جولة افق في السياسة اللبنانية والعربية"... أن اتصدى لتصحيح العنوان، فليس هناك افق واحد في "السياسات" المشار اليها، والتي لا يجمعها جامع ولا يوحدها هدف ولا يربط بينها رابط، وان استمر أهل النظام العربي يعتصمون بالصمت بينما التباعد يأكل روابط الوحدة ويوسع الهوة بين الدول العربية، مع تحاشي الصدام، أقله علنا، حتى الآن.

لقد طرأ تطور خطير، في الشهور القليلة الماضية، من شأنه أن يوسع الهوة ويباعد بين الانظمة العربية بعدما اندفعت بعض دول النفط والغاز العربي نحو دولة العدو الاسرائيلي وتوطيد العلاقات معها في تجاوز فظ لطبيعة هذا العدو وجرائمه الوحشية وقهره اليومي المفتوح لشعب فلسطين واذلاله الارادة العربية ومواصلة توطيد اركان دولته وتوسيع مساحتها على حساب شعب فلسطين مع تجاوزات تطاول بالنار سوريا، ساحلاً وبادية ومدنا، وفرض حالة استنفار شبه دائمة في الجنوب تحسباً لاعتداءاته وغاراته ومناورات طيرانه وهو يعبر لبنان ليقصف في سوريا، وصولاً إلى اقصى شرقها في دير الزور واقصى شمالها في ما بعد ادلب، قرب الحدود التركية.

أما في الجهة الأخرى، أي الغرب الافريقي، فقد نجح العدو الاسرائيلي في اختراق السودان، متكئاً على وجوده الرسمي في مصر (السفارة والملحقيات) وافاد من انهيار الدولة الليبية ليتسلل إلى بعض وجوه الطبقة الجديدة التي تهيئ نفسها لتقاسم تركة معمر القذافي... كذلك مع مواصلة السعي لاستقطاب اليهود في المغرب وتوطيد الصلات معهم مع امر استمرار وجودهم في ارضهم التي كانت ارضهم على مر الازمان.

ولا بد من الاشارة، ولو بشكل عابر، إلى أن توالي اعتراف دول الخليج بدولة العدو الاسرائيلي يعكس نفسه على قاصدي دول الخليج او الذين يتواجدون في بعض دوله، يمارسون اعمالاً شتى في مجالات مختلفة.. مع لفت النظر إلى أن المنتمين إلى الطائفة الشيعية، عموماً، بات حصولهم على تأشيرات واذون اقامة في بعض الخليج موضع شك او " قيد النظر".

من جهة أخرى فان ضغوط الازمة الداخلية السورية على الدولة باقتصادها، وانفلات حدودها شمالاً في اتجاه تركيا وغرباً في اتجاه لبنان، ونسبة اقل في اتجاه الاردن، يوفر لمن يتناقص دخله من تلبية احتياجات عيشه سببا إضافيا لطلب فرصة عمل في أي ارض تقبله وبالأجر المتيسر الحصول عليه.

في السياسة: يتكشف عجز النظام في لبنان بدولته التي يتقاسم مغانمها "الكبار" من المسؤولين والنافذين وشركائهم من اصحاب المصالح والشركات الخاصة، بما في ذلك المصارف.

من جهة أخرى لا بد من الاشارة إلى أن بعض دول الخليج زادت من تضييقها على اللبنانيين الذين يقصدونها للعمل في بعض المؤسسات والشركات فيها، خضوعاً لضغوط او خشية من ضغوط غربية (واسرائيلية) بذريعة محاربة "حزب الله" والنفوذ الايراني في لبنان او "التبعية لسوريا" او اية ذريعة مشابهة.

بالمقابل فقد خسر لبنان بعض رصيده في المملكة العربية السعودية وبعض اقطار الخليج.. ويلاحظ أن السعودية سحبت يدها وان كانت قد ابقت سفارتها في بيروت، وأقدم الكثير من السعوديين على بيع املاكهم في بعض المصايف اللبنانية، وحتى في بعض احياء بيروت بذريعة انهم قد وجدوا مصايف أفضل وأرخص ومجالات لتوظيف اموالهم أكثر سخاء مما كانوا يجنون في لبنان.

ويبدو أن رعايا بعض الدول الخليجية، لا سيما التي اقدمت على الاعتراف بإسرائيل وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها والانفتاح التجاري عليها قد أخذت تخفف من اهتمامها بلبنان واللبنانيين وتحاول اعتماد سياسة اكثر حذراً.

 نكتب هذه الكلمات بينما طوابير الراغبين في مغادرة لبنان، الى أي مكان يقبلهم في هذه الدنيا الواسعة، قد تزايدت كثيراً مع تمدد الازمة السياسية – الاقتصادية - الاجتماعية التي يعيش لبنان في اسارها منذ عام على الاقل ( الانفجار في ميناء بيروت وما كشفه وتبعه من انهيارات ضرب العملة الوطنية وتناقص فرص العمل)، والتي هزت يقين اللبنانيين واطمئنانهم الى القدرة غير المحدودة للنظام في بلادهم على امتصاص الازمات واستيلاد الفرص واستدعاء الخارج ليخدم الداخل او توظيف بعض اهل الداخل في المحيط العربي القريب.

بعد ذلك ومع تفاقم تعقيدات الازمة السياسية والعجز عن تشكيل حكومة جديدة، مع ان المكلف بتشكيلها لا يتوقف في بيروت الا لتبديل الطائرة وهو يجول بين العواصم المختلفة، ومرسوم التكليف بين يديه يقلبه وهو يستذكر اسماء من سيأتي بهم وزراء في الحكومة الجديدة، في موعد يكاد يكون سراً حربيا لا يعرفه أحد.

لهذه الاسباب جميعاً، ليس امامنا سوى ان نضع ايدينا على وجوهنا منتظرين ان يحين موعد الفرج، فتولد الحكومة لكي تعود الدولة الى الحياة.

وفي انتظار ذلك اليوم ليس امامنا سوى الصلاة والتوجه الى العلي القدير بأن يفرج كربتنا ويمنحنا حكومتنا لنعرف الى أين سيأخذنا غدنا.

 ثم جرى نقاش شارك فيه كل من الدكتور زياد حافظ، ناصر زيدان، د. هاني سليمان، المحامي عمر زين، وليد خطار، الدكتور ساسين عساف ، والمؤرخة الأردنية الدكتور فدوى نصيرات ، ومعن بشور .

16/4/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق