زهرةٌ رمضانية (15) .. صداقة

 


بقلم الأسير المجاهد: سامح سمير الشوبكي
سجن ريمون الصحراوي

خاطب رحالة الحياة الصداقة فقالوا: "لولاك لكان المرء وحيدًا وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه، وأن يحيا في نفوس الآخرين". وهناك من أضاف مفتخرًا: "أصدقاء الصفاء خير مكاسب الدنيا، وهم زينة في الرخاء، وعدة في البلاء ومعونة على الأعداء". وهي كذلك في حقيقة الأمر، حتى وحوش البر وحوت البحر لا تستوي حياتها بغير زاد الصديق الذي يعين على مكافحة قارضات العيش.

فالصداقة شعلة اللهب التي تنير ظلمة الطريق، وهي دثار الخائفين غدر المجرمين، هي غيمة مكتنزة بالمحبة والنصيحة والإرشاد الجميل، غيمة تهطل على أصحابها بركة ووفاء. لذلك قيل: الصديق الصالح خير من نفسك، لماذا؟ لأن النفس أمارة بالسوء والصديق الصالح لا يأمر إلا بالخير.

وفي بلادنا العربية والإسلامية عامة وفي فلسطين التي وقعت في قبضة الغرباء المارقين لا يجب أن نبني أسوارًا وهمية فيما بيننا فوق الأسوار والجدران الاحتلالي. كم نحن بحاجة في هذه الأيام إلى صداقة عابرة للجغرافيا، عابرة للبلديات، عابرة للمصالح المنفعية، عابرة للحزبية العمياء، فالصداقة التي تقابل الإخوة واجبة في دين الله تبارك وتعالى، لذلك علينا الاجتهاد في تشييد جسور الصداقة في أرجاء الوطن الذي يشكو ويلات الاحتلال.

في رمضان الوحدة، لنجعل الصداقة على الخير والمعروف والإخلاص والتناصح والتناصر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق