زهرةٌ رمضانية (14) .. ألقاب

 



بقلم الأسير المجاهد: سامح سمير الشوبكي
 سجن ريمون الصحراوي
من شهرين كنت ومجموعة من الإخوة الأسرى نجلس في ساحة سجن هداريم، نتحدث ونقفز من موضوع إلى آخر، وكان من بيننا الأسير كريم يونس عميد الأسرى الفلسطينيين الذي قارب عامه الأربعين في سجون الاحتلال بشكل متواصل، وإذا بأحد الجالسين يسأل الأخ كريم: لماذا لا يوجد لك كنية أو لقب؟ فقال كريم: لم أفهم ما تقصده؟ فقال الأخ السائل: اعتدنا في الحركة الأسيرة إطلاق الأسماء على أنفسنا يعني أبو أحمد، أبو ياسر، أبو إبراهيم، أبو مهند وهكذا. وأنت يا أخ كريم لا نعرف أبو ماذا أنت، ونحن نناديك كريم وأنت في العقد السابع من العمر، أجاب كريم: وقد بدت عليه ملامح الجدية أنا اسمي كريم ولماذا عليَّ أن أكون أبو فلان أو علان؟! ثم أضاف مازحًا: أمي تشاجرت مع كل الحارة من أجل تسميتي كريم، فهل بعد ذلك آتي وأغيره؟ أنا مرتاح ومسرورًا جدًا عندما تنادونني بإسمي.
عندها قلت سبحان الله! أين كريم يونس أسطورة المناضل وعملاق الصبر (بحقّ) وتلك الشخصيات الخداعة في هذا العالم الذين يزينون أنفسهم بالألقاب المبهرجة والرنانة والمسميات الوازنة والملونة الجادة والهزيلة، المنافقة والحقيقية، والويل كل الويل لنا إذا كان صاحب منصب هنا أو هناك فعندما حدث ولا حرج. وما أجمل ما جاء في الحكمة: "الألقاب ليست سوى وسام للحمقى، الرجال العظام ليسوا بحاجة لغير أسمائهم".

في رمضان الحقيقة والوضوح دعونا نتمسك بمن نكون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق