مروان البرغوثي مجد فلسطين القادم

 


د.صالح الشقباوي

 لو نظرنا فلسفيا إلى تاريخ المناضل القائد مروان البرغوثي لوجدناه مثقلا بالمجد والغار والصفاء ، ومعبئا بالعزة والكرامة والتاريخ ناصع البياض ، ولن ازاود إذا قلت أنه تاريخ ومجد يضاهي بياض البياض ، فقد عاش مناضلا وقائدا وصنع لنفسه مكانة عالية في قلوب وعقول وأرواح الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني ، الذين أحبوا فيه نقاوته وصدق انتمائه ووفائه وعهده مع الوطن فلسطين.

خاصة وأنه مارس دوره القيادي في أماكن نضالية متعددة وخرج منها كما يخرج الضوء من عتمة الليل ، يشع النور قبسا وضياءا على المكان وعلى الحول الذي يسكنه ، لم يسرق ولم يحول أموال الثورة إلى مشاريع شخصية لأسرته وزوجته وأبنائه بل كان يدفع من جيبه وراتبه على حالات فلسطينية كثيرة أعرفها.

 لذلك أسمح لنفسي أن أقول أنه رجل وقائد بصدقه ووفائه وانتمائه بحجم الوطن ، أعطاه أجمل سنين عمره في الزنازين المنفردة وخاض أعنف المعارك مع السجان الصهيوني وانتصر ، وبقيت هامته عالية وراياته تجوب سماء فلسطين من أقصاها إلى أقصاها ، من شرقها لغربها من شمالها لجنوبها ، وهي شامخة ترفع فلسطين ورايات فلسطين خفاقة.

وبقي اسمه رمزا يكلل كل قلوب محبيه في العالم ، من فرنسا إلى تشيلي إلى البرازيل إلى الجزائر إلى كل أحرار العالم ، فقد وصل برمزيته لأن يكون الوطن فلسطين رمزا لاسمه وشخصه فأيهما يحل اسم مروان ، تحل معه كلمة فلسطين ، هذه الرمزية المقدسة والثنائية التي جمعتهما معا أعطته هالة مقدسة في كينونة الوطن والبقاء ، وجعلت منه الفلسطيني المنتظر ، الفلسطيني المخلص لعذابات والام شعبه ، المنقذ للكل الوطني الفلسطيني من دروب الألام والمعاناة والاحتلال .

لذا فإنني وأمام هذه الهالة من المشهد الأسطوري الذي يمثله القائد مروان أقول أنه هو الذي يجب أن يقود السفينة وأن يتخطى بها تعقيدات المرحلة ، خاصة وأن رمزيته وشخصيته القيادية استمدها ببساطة من تاريخه.

فهاهو الان في زنازين المحتل وشعبيته تكتسح كل قلوب شعبه وعقول مؤيديه أمثالي في أماكن مختلفة من العالم وفي قلب الداخل الفلسطيني في رام الله وفي غزة وفي القدس وفي حيفا وفي يافا وفي الجليل ، في بيروت وعمان وتونس ، وفي السلفادور وفي أمريكا وفي باريس ، كل العواصم معه ، إذا النتيجة هي حتمية منطقية تقول بأن مروان هو رئيسنا القادم ، فلا مكان لأحد غيره ، بالرغم من إيماننا بالتعددية والديمقراطية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق