أبوخالد العجاوي.. من "عمقا" إلى البارد رحلة عمقت الحنين للوطن

 

وكالة القدس للأنباء – ربيع فارس

مهما بعدت المسافات، ومهما تقلبت الظروف، ومهما كانت قسوة اللجوء يبقى الوطن هو الملاذ، لأنه يعيش في الذاكرة والقلب والوجدان.

صحيح أن العصابات الصهيونية تمكنت من فرض التهجير القسري على الحاج محمد مصطفى قاسم " أبوخالد العجاوي" من بلدته عمقا في فلسطين المحتلة، منذ 86 عاماً بعد ارتكابها أبشع المجازر بحق أهالي البلدة والقرى البلدات المجاورة، بإسناد ودعم من جيش الانتداب البريطاني، إلا أن حنين الحاج أبوخالد إلى مسقط رأسه باق، ولا يمكن لأي عاصفة من أن تزيله من الذاكرة.

الحديث مع أبوخالد شيق وممتع ومؤلم ومحزن في آن، فهو يستعرض حياة الخير والبركة التي عاشها عندما كان في أحضان الأرض التي نشأ عليها، يتذكر كل زاوية فيها، كما يتذكر العادات والتقاليد المميزة بين الأهل والجيران، وحفلات الأفراح ومناسبات الأطراح في بلدته.

يستفز أبوخالد التوقف عند لحظات اقتحام العصابات الصهيونية إلى بلدته، والجرائم التي ارتكبتها، والهجرة من مكان إلى آخر، وصولاً إلى مخيم نهر البارد في شمال لبنان.

يقول أبوخالد لـ"وكالة القدس للأنباء":" كان لدينا مساحات كبيرة من الأراضي(رأس اللوزة،  الملي، المغراء، الكمامات، بين البلاط، البطامي...) نزرعها (زيتون وخضرة وباتنجان وملفوف بامي حمص وتين وصبر) حيث كان محصول الأراضي مونة البيت  ونوزع منه على  الجيران".

وأضاف:"عندما بدأت العصابات الصهوينة  هجومها  وبدأت معركة مع جيش الانقاذ على البلدة خرجنا إلى أرض الزيتون وبعد يومين تم القصف علينا بالطيران، ذهبنا إلى دار صديق والدي  واختبأنا عنده لمدة أسبوع، ثم خرجنا الى يركة ثم الى يانوح ثم الى كفر  ياسين وكان يوجد فيها سوق يفتح كل  خميس فأتت الدبابات الصهوينة  وطلبت من كل واحد هوية وأوراق الولادة، اتت بشاحنات فأخذتنا ورمتنا في مرج عامر".

وقال:" شاهدنا جيش الانقاذ في ضيعة سولم فقام بإرسلنا إلى نابلس مخيم البلاط وبقينا فيه أسبوعاً، بعدها انتقلنا الى سوريا   ٣ايام، وطلبنا ان يتم نقلنا الى لبنان عند الأقارب".

وتابع:" في لبنان عشنا ثلاث عائلات في شادر واحد، ثم انتقلنا الى عنجر حيث بقينا ١٥ يوماً،  ثم إلى مخيم نهر البارد شمال لبنان، وكانت المنطقة عبارة عن حرش، عملنا على إصلاحه، ثم اتت الأونروا في البداية لتعرض علينا الإعمار، فرفضنا وقلنا نريد فلسطين وفي النهاية قمنا بإعمار المخيم بأيدينا". وختم أبوخالد: "نريد العودة الى فلسطين  لأن هناك أرضي ورزقي وأملاكي وجذوري".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق