بقلم : سري القدوة
الاثنين 29 آذار / مارس 2021.
نتائج انتخابات الكنيست الاسرائيلي تشير إلى أن بنيامين نتنياهو سيكون رهينة بأيدي تحالف اليمين الاسرائيلي المتطرف وأن التغييرات في الخريطة السياسية تأثرت بالعلاقات بين رؤساء الأحزاب ونتنياهو فقط وهذا كان سبب الانشقاقات التي حصلت في بعض الأحزاب ونتنياهو لم يحظ بالفوز الذي تمناه، بالتالي فإن نجاحه في تشكيل إئتلاف حكومي، يتوقف بالدرجة الأولى على خصمه نفتالي بينيت، الذي سيكون بإمكانه إسقاطه في أي وقت .
خصوم نتنياهو وبالرغم من اتساع القاعدة الشعبية التي تطالب برحيله لم ينجحوا في استغلال إخفاقاته من أجل إسقاطه في حين نجح هو في تفكيك القائمة المشتركة التي كانت تعتبر الجهة المعارضة الأقوى واستفاد من انخفاض معدل تصويت العرب .
وبات الجميع يخشى صورة المشهد الاسرائيلي الذي سيولد حكومة اكثر تطرفا وخاصة في ظل وجود أعضاء كنيست محسوبين على اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية المقبلة وان هذا الشعور يتصاعد في ظل شخصيات تدعم الارهاب الاسرائيلي بشكل علني وتلك التصريحات المثيرة للجدل ضد العرب والمسلمين الي يتبناها ويطلقها زعيم الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتيرتيتش كونه يهاجم فيها الدين الإسلامي والمسلمين العرب وإن وجود مثل هؤلاء اليمينيين المتطرفين قد يضر بعملية السلام ويضعف الفرص بالتوصل لسلام عادل وشامل بالمنطقة .
المشهد السياسي لدى حكومة الاحتلال الاسرائيلي لا يزال ضبابياً وأكثر تعقيداً من السنوات الماضية على ضوء نتائج انتخابات الكنيست التي لم تحقق فوزاً حاسماً لأي معسكر واستمرار المنافسة الشديدة بين معسكر اليمين ومعسكر اليسار وأظهرت النتائج النهائية عدم حصول أي من المعسكرين الرئيسيين على مقاعد كافية لتشكيل الحكومة حيث يتطلب ذلك الحصول على 61 مقعدا من أصل 120 وحصل معسكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المكون من أحزاب الليكود وشاس ويهودوت هتوراه والصهيونية الدينية، على 52 مقعدا إجمالا بينما حقق المعسكر المناهض لنتنياهو 57 مقعدا، وهو يضم أحزاب : هناك مستقبل وأزرق أبيض والعمل وإسرائيل بيتنا وأمل جديد والقائمة المشتركة العربية وميرتس ويتعين على حزبي يمينا والقائمة العربية الموحدة أن يحددا أيا من المعسكرين سيدعمان .
ومن الواضح ان هذه الخارطة لنتائج الانتخابات الاسرائيلية الرابعة أعادت إنتاج نفس المنهج المعقد المتداخل وغير مستقر لدى الاحتلال وتؤكد ان انتخاب العصرية هو الاساس وبالتالي فإن الفرصة ما زالت قائمة لإجراء جولة خامسة من الانتخابات خلال أشهر أو هذا العام على أبعد تقدير .
وما يميز هذه الانتخابات انها اضاعت الفرصة امام الأحزاب العربية وإن انقسامها أدى إلى خسارتها جمهورها بالدرجة الأولى وهذا ترجم في انخفاض نسبة التصويت في الوسط العربي عنها في الوسط اليهودي وذهاب بعض الأصوات العربية لتأييد أحزاب صهيونية، وغياب الاتفاق في أولويات العمل مما سيؤثر على الحقوق ليس فقط السياسية بل المدنية والاجتماعية للجماهير العربية في الداخل .
وتشير تلك النتائج الي نجاح نتنياهو والليكود في إحداث بلبلة بين الناخبين العرب وأن نتائج الانتخابات تعكس استمرار الأزمة السياسية ولازال تشكيل حكومة مستقرة ليس سهلا وإن شكلت ستبقى هشة وغير قادرة على فعل اي شيء سوى استمرارها في سياستها العدوانية والقمعية والتنكيل بحق ابناء الشعب الفلسطيني واستمرار الاستعمار الاستيطاني في فلسطين وسرقة الحقوق الفلسطينية المشروعة في مخالفة واضحة وصريحة لقرارات المجتمع الدولي التي تعد فلسطين دولة محتلة وتقع تحت السيطرة العسكرية للاحتلال الاسرائيلي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق