فلسطيني يواجه ضيق الحال بالزراعة في سطح منزله

 


العربي الجديد-غزة علاء الحلو
18-02-2021
لم يُهمِل الستيني الفلسطيني تيسير أبو دان من مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، هواية الزراعة التي ورثها عن والدته منذ كان في الثالثة عشرة من عمره، والتي تحولت مع مرور الوقت، إلى مهنة، يسعى من خلالها إلى كسب رزقه اليومي.
ويختلف مكان عمل أبو دان عن بقية أقرانه المزارعين، بمساحات عملهم الواسعة، إذ يتخذ سطح منزله المسقوف بـ "الإسبست" (مادة بناء تستخدم في الغالب في تغطية سطوح المنازل والوحدات السكنية..) والذي لا تتجاوز مساحته 120 مترًا، لزراعة مختلف أصناف الخضر، سواء الصيفية، أو الشتوية، وفق ما يمليه عليه الموسم.
ويبين أنه بدأ منذ سن مبكرة بزراعة أشجار الزينة، وقد درس فنون الطبخ، إلا أن امتهان والدته لزراعة الخضر، دفعه إلى تعلم تلك المهنة، خاصة وأن والدته الأرملة (قبل وفاتها) كانت تعتمد عليه بشكل كبير في إعالة الأسرة، وبيع منتجاتها الزراعية في السوق.
وانقطع أبو دان عن مهنته لفترة، إلا أن مستجدات الأحوال الاقتصادية، دفعته إلى معاودة العمل بها، ولكن بطريقة مختلفة، وذلك بزراعة سطح منزله، على الرغم من حاجة محاصيله إلى أراضٍ زراعية واسعة، حيث يرى أن تحمله للعمل وفق ظروف قاسية، يوفر عليه الكثير من المال، الذي يمكن أن يستغله لتوفير حاجيات العمل، ولوازم أسرته.
ويضيف: "مع بداية عام 2005 بدأت بزراعة وتشكيل أشجار الزينة بمختلف أنواعها على سطح المنزل، لبيعها وتوفير الدخل، إلا أنها كانت تأخذ وقتًا كبيرًا، وبحاجة إلى عناية متواصلة، ما دفعني إلى التفكير في زراعة الخضر وبعض أصناف الفواكه الموسمية والمتجددة وسريعة الإنتاج، والتي تحقق استفادة مادية أكبر".
وينشغل الرجل الستيني طيلة الوقت بزراعة الأشتال وفق الموسم الصيفي أو الشتوي، ومن ثم يقوم بجمع ثمار كل محصول وفق المدة المحددة للقطف، تجهيزًا لبيعها في الأسواق، وقد اعتاد على منتجاته بعض المسوقين ومنافذ البيع، خاصة وأنه يبتعد في عمله عن المواد الكيميائية، فيما يعتمد بشكل أساسي على المواد العضوية الصحية وغير الضارة.
ويزرع أبو فادي في الفترة الحالية مزروعات فصل الشتاء، وهي الزهرة، الملفوف، البصل، اللفت، الفجل، الفول، البازيلاء، والثوم، فيما ينتهي موسم الشتاء منتصف شهر إبريل/ نيسان، ويبدأ بعده التجهيز للمحصول الصيفي، والذي يتمثل في الباذنجان، البندورة، الفلفل الحلو والحار، البطيخ، الشمام، وينتهي الموسم الصيفي بتاريخ 15 سبتمبر / أيلول.
ويعاني قطاع غزة ومساحته 360 كلم مربعا، من ضيق وانعدام في المساحات الزراعية، بسبب الكثافة السكانية المرتفعة، إذ يعتبر الأعلى كثافة في العالم، حيث بلغ عدد السكان حتى الأول من يناير/ كانون الثاني 2021، مليونين و254 ألفًا، وفق إحصاءات رسمية، فيما يعاني سكانه من ارتفاع في نسب الفقر والبطالة، وتردي الأحوال الاقتصادية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق