إبنة الـ11 عاماً تبيع المياه على قارعة الطريق في صيدا

 

ثريا حسن زعيتر - اللواء 

تجلس منال معدّل (إبنة الـ11 عاماً) خلف طاولة تضع عليها عشرات عبوات المياه، بهدف بيعها للمارّة وركّاب السيارات كسباً لقوتها وقوت عائلتها على قارعة الطريق أمام مدخل منزلها في عاصمة الجنوب صيدا.

قالت، والابتسامة لا تُفارق ثغرهها الطفولي: «أبيع الماء من أجل مُساعدة أهلي، فأنا أعيش في منزل صغير عبارة عن غرفة».

تصمت وتتغيّر ملامح وجهها، قبل أنْ تُتابع والدمعة في مُقلتيها: «للأسف أبي كان يعمل في السابق، لكن الآن لم يعد يعمل، فهو كل يوم يذهب ويبحث عن عمل، ويعود حزيناً لأنّه لم يجد عملاً، فقرّرتُ أنا وأمي أنْ نُساعد أنفسنا، وأبيع الماء على مدخل منزلنا  للمارّة، وهكذا أكون مع أهلي من أجل تأمين لقمتنا بكرامة، وبعيداً من ذُل السؤال».

وتضيف: «مازلتُ أُتابع دراستي، لكن لقساوة الحياة علينا، تأخّرتُ سنتين عن العام الدراسي، أما الآن فعدتُ أدرس لأنّ حلمي أنْ أكون إنسانة مُميّزة في المُجتمع. نحن عائلة تتألف من أخت وأخ صغيرين، وظروف الحياة صعبة، لذلك أُجبرتُ على العمل وأنا في هذا العمر الصغير، لولا ما ضاقت الدنيا في وجهنا. الأعباء كثيرة، ومنها  إيجار المنزل، والمصاريف والطعام والشراب، مَنْ بإمكانه أنْ يُؤمّن كل هذه المصاريف!».

تختم منال: «أنا لا أخجل من العمل، بل أفتخر، لأنّني  في هذا العمر أساعد أهلي كي لا نحتاج أحداً، فأبيع قنينة المياء بألف ليرة لبنانية، لكن بعض الناس يتركون مالاً أكثر، والحمد لله، كل شيء غالٍ، ونحن لا نتطلّب من أهلنا لأنّنا بالكاد نستطيع شراء الأكل والشراب، وقد ننام في كثير من الأحيان بلا طعام».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق