أمين عام "الجهاد" يزهو بالمقاومة!



 بقلم: خالد صادق

الكلمة التي القاها الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، القائد زياد النخالة، خلال قمة افتراضية بطهران، بمناسبة ذكرى انتصار المقاومة الفلسطينية على الكيان الصهيوني في العدوان على قطاع غزة عام 2008م، تؤكد على قدرة المقاومة الفلسطينية في احباط أي عدوان صهيوني على القطاع، بفضل تطور قدراتها العسكرية، والدعم الايراني اللامحدود لها، حتى باتت المقاومة في قطاع غزة تشكل جبهة مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، وبات يطلق عليها اسم الجبهة الجنوبية.

وهذا لم يأت الا بفضل الدعم الايراني للمقاومة، ونقل الخبرات العسكرية لها، وقدرتها على تصنيع سلاحها وتطويره ومجابهة الاحتلال الذي بات يعمل الف حساب لغزة المحاصرة ويخشى من مقاومتها ورجالها المجاهدين الاشداء.. غزة التي تحاصر منذ خمسة عشر عاما، وتتعرض لضربات عسكرية من الطائرات الحربية الصهيونية بشكل شبه يومي، وآخرها ما تعرضت له بالأمس من قصف جوي استهدف مناطق مدنية واراض زراعية.. وغزة التي تعيش اغلاق شبه دائم لمعبرها الذي هو البوابة الوحيدة لها على العالم الخارجي.. وغزة التي تعاقبها السلطة الفلسطينية وتحرمها من حقها في اموال المقاصة المأخوذة من الضرائب المفروضة على الغزيين، والتي يمنع عنها اموال الشهداء والاسرى والجرحى ويفصل موظفوها من العمل على قاعدة الانتماء السياسي، ورغم ذلك لا زالت صامدة ولا زالت شوكة في حلق بني صهيوني تجابه العدوان وتفرض معادلتها القصف بالقصف والدم بالدم.

الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي يزهو بالمقاومة الفلسطينية ويحتفي بها في كل محفل فلسطيني او عربي او اسلامي او دولي. وهو يراهن على ارادة الشعب الفلسطيني وقدرته على تحقيق المستحيلات. هذا الشعب الفلسطيني العظيم الذي قدم تضحيات كبيرة فسقط منه الشهداء، والجرحى وهدمت المنازل والمساجد والمدارس والجامعات فوق رؤوس المدنيين العزل. لكن بقي الشعب الفلسطيني يحتضن مقاومته ويدافع عنها، ويشارك بصموده وثباته في احباط اهداف أي عدوان صهيوني على القطاع. وقوى المقاومة وقفت تدافع بكل قوة عن الشعب الفلسطيني بكل ما تملك من إمكانيات متواضعة منذ بدء اول عدوان على قطاع غزة في العام 2008م، وأَجبرت العدو على الانسحاب من النقاط والمحاور التي تقدم فيها دون قيد أو شرط.

 وهذا لم يتأتى الا بفضل تلاحم الشعب مع مقاومته وحمايتها من الاستهداف الصهيوني. وقدم الفلسطينيون اكثر من 1400 شهيد جلهم من المدنيين في عدوان 2008م.. وتنامت قدرات المقاومة وتعاظمت واستفادت من تجاربها واستطاعت ان تتصدى للعدوان الصهيوني 2012م ثم عدوان 2014م واوقعت خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال بفضل تنامي قدراتها العسكرية. وباتت تل ابيب وحيفا وعسقلان والنقب وكل بقعة من ارض فلسطين في مرمى نيران المقاومة وهذا موطن الزهو والفخر والاعتزاز للأمين العام القائد زياد النخالة، ولكل قادة شعبنا المجاهدين الذين ينسبون الفضل لأهله بوفائهم وتقديرهم لما قدمته ايران للمقاومة.

نعم اليوم يطلقون على قطاع غزة الصغير والمحاصر، "الجبهة الجنوبية" التي أصبحت تشكل تهديداً جدياً على الكيان الصهيوني بجانب قوى المقاومة في المنطقة"، وبدلا من ان يكون هذا الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني حافزا للأنظمة العربية لدعم المقاومة وتعزيز الصمود الفلسطيني فوق اراضيه المحتلة، وجدنا حالة من اللهاث والتهافت الرسمي العربي على الارتماء في حض "اسرائيل"، والتطبيع والتحالف معها، وتشكيل محور شيطاني في المنطقة تقودة امريكا و"اسرائيل" لاستهداف الجمهورية الاسلامية الايرانية الداعم الرئيس لشعبنا الفلسطيني ومقاومته. وكأن المطبعين العرب يحاسبون ايران على وقوفها الى جانب الحقوق الفلسطينية، ودعمها لصمود الشعب الفلسطيني.

لكن ورغم كل ذلك يبقى الرهان على الشعوب العربية لأنها شعوب حية، وتنحاز بفطرتها للقضية الفلسطينية، وبفطرتها تدرك ان "اسرائيل" عدو، ولا يمكن ان تكون صديقا في يوم من الايام.

  فالشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات الكبرى لن يستسلم لفهلوة الحكام والقادة المهزومين الذين أشبعونا شعارات فارغة وفي النهاية استسلموا عملياً للأعداء بدعوى الواقعية والموضوعية، وبدعوى التطبيع والتعايش مع الكيان الصهيوني، والذي يعني للصهيونية، الرضوخ العربي والإسلامي لحقيقة وجود الكيان الصهيوني كأمر واقع لا مجال لإزالته، والتفتوا للخلف يطلقون النار على كل من يعارضهم من العرب والمسلمين.

"اليوم تتكشف عوراتهم وهم يجأرون إلى الله بالدعاء كذباً أن يحفظ عليهم دينهم ومقدساتهم فيما هم يغمضون عيونهم عما يجري في فلسطين والقدس" التي باتت تشكل عبئا كبيرا عليهم يسعون للتخلص منه بأي ثمن كان، ووقعنا ضحية بين العرب العاربة والعرب المستعربة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق