ثلاثة ملفات ساخنة فلسطينية ساخنة في لبنان... وتغييرات قيادية في الجبهة الشعبية


النشرة

 كشفت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، أن القوى الوطنية والإسلامية أدارت محركاتها السياسية على الساحة اللبنانية بعد استراحة وجيزة التقطت بها أنفاسها بعد عام عصيب، وباشرت بمراجعة مواقفها وتقييم المرحلة السابقة، وبعقد مروحة من اللقاءات تناولت ثلاثة عناوين رئيسيّة وصفتها بأنها تشكل خارطة طريق العمل للعام الجاري، نظرا لترابطها في ظلّ التصعيد الإسرائيلي والأزمة الاقتصاديّة اللبنانيّة والعجز المالي في وكالة "الأونروا".

-أولى هذه العناوين، حفظ أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية وتحصين مظلة الإجماع فيها للحفاظ على الوجود الفلسطيني كمحطة موقتة من محطات النضال الوطني ريثما تتم العودة، ويتخوف متابعون من عودة محاولات إحداث توترات أمنية متنقلة أو إيقاع فتنة في بعضها تحت ذرائع مختلفة ومنها العائلي.

-ثاني العناوين، إستكمال التحركات السياسية المدعومة باحتجاجات شعبية مدروسة من أجل الضغط على إدارة وكالة "الأونروا" لحثها على مواصلة جهودها لتأمين التمويل اللازم لسد العجز المالي، بعيداً عن أي خيار أو قرار بتقليص خدماتها أو وقف أي من برامجها والعمل على زيادتها بشكل طارىء لتلبي احتياجات اللاجئين المتزايدة.

-وثالثها، السعي إلى تنشيط التواصل مع "لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني"، ومن خلالها بدء حوار جدّي مع الوزارات اللبنانيّة وخاصة الخدماتيّة منها للعمل على إقرار قوانين مدنية واجتماعية وإنسانية وانتظار الوقت المناسب لسن تشريعات تتعلق بالحقوق المدنية ومنها حق العمل، بحيث تكون المطالبة مجدية وتحقق أهدافها في ظل الخلافات السياسية الحادة والفراغ الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال.

وتعتبر التحركات نحو "الأونروا" والدولة، مترابطان نتيجة تداعيات الأزمة اللبنانية مع طول أمدها والغلاء ارتباطا بسعر صرف الدولار الأميركي في "السوق السوداء"، وازدياد نسبة البطالة والفقر المدقع في صفوف اللاجئين، وهذا ما أكدت عليه إحصائية "الأونروا" الأخيرة والمسوحات التي أجرتها "اللجان الشعبية" أو أكثر من جمعية ومؤسسة أهلية أو مدنية عاملة في الوسط الفلسطيني وأشارت الى نسبة 93% من الفقر بين اللاجئين.

وبالمقابل، لا تخفي أوساط اللاجئين أنفسهم، تساؤلاتهم عن غياب الإجتماعات الدورية لـ"هيئة العمل المشترك الفلسطيني" في لبنان للتصدي للتحديات المطروحة على الواقع الفلسطيني وسط الخشية من إستغلال حاجة أبناء المخيمات أو جرهم إلى توترات أمنية لأقل الاسباب، بينما المطلوب رفع منسوب التنسيق والتواصل بشكل يومي... لا الإكتفاء بعقد لقاءات سياسية وشعبية ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو على مستوى "هيئة العمل المشترك" في المناطق دون العاصمة بيروت حيث ممثليها هم أصحاب القرار.

تغيير "الشعبية"

ووسط العناوين والتحديات، لفت الإنتباه التغييرات القيادية التي جرت في صفوف "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان برئاسة الأمين العام أحمد سعدات المعتقل في السجون الاسرايليّة، حيث عقدت مؤتمرها الثالث عشر (مؤتمر الانطلاقة الخامسة والخمسين)، تحت شعار "الطريق إلى فلسطين بمسافة الثورة والمقاومة الشاملة" وخلصت إلى انتخاب قيادية جديدة للفرع مؤلفة من 9 أعضاء، أبرزهم هيثم عبدو مسؤولا للجبهة في لبنان، (بدلا من مروان عبد العال-عضو المكتب السياسي، والذي أصبح مسؤول الثقافة المركزي، وعبد الله الدنان نائبا له (بدلا من سمير لوباني "أبو جابر"-عضو اللجنة المركزية، الذي تولى مسؤولية دائرة شؤون اللاجئين)، فيما أصبح فتحي أبو علي نائبا له، وأحمد مراد مسؤولا للمكتب الإعلامي، وأحمد غنومي مسؤولا للجنة التنظيمية، وأُنتخبت اللجنة المركزية الفرعية الجديدة التي ضمت 38 عضواً، موزعين على مفاصل العمل والمهمات كافة، كما انتخبت لجنة الرقابة الفرعية.

وأبلغ مسؤول بارز في الجبهة "النشرة"، أن انتخاب القيادة الجديدة جمعت بين بعض الأعضاء القدامى وضخ دماء جديدة في تحمل المسؤولية، حيث تجاوزت نسبة التجديد أكثر من 60%، كما جاءت لتحاكي دقة المرحلة في ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة ومعقدة، وبعد المؤتمر الوطني الثامن للجبهة ومخرجاته التنظيمية والسياسية والفكرية في تعزيز مهمة الجبهة، ومسؤولياتها، ومكانتها التي تليق بتضحيات شعبها، وتقديم الأفضل بما يحفظ شرعية البقاء والاستمرار والصمود والمقاومة.

وعلى وقع التغيير، بدأ نائب الأمين العام لـ"الجبهة" جميل مزهر القادم من غزة زيارة الى لبنان بعد سوريا، حيث التقى الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد النخالة، حيث أكدا على أهمية المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني وسبل تعزيز المقاومة وتفعيلها وحماية الشعب الفلسطيني، ولا سيما في الضفة المحتلة والقدس، وعلى وحدة قوى المقاومة في ميدان المواجهة وإرباك حسابات العدو والرد على ممارساته العدوانيّة، لحماية المقدسات وتثبيت صمود شعبنا فوق أرضه. وسيشارك في اللقاء الذي تعقده الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة في مقر الجبهة في مخيم مار الياس–بيروت، للتداول في تطورات المواجهات المتصاعدة في فلسطين وذلك قبل ظهر غد الثلثاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق