انقطعت الأنفاس تحت الأنقاض


بقلم  الاعلامية وفاء بهاني 
اليوم قد مات عمر! انتشر الظلم في البر والبحر، ولكن ما ذنب أطفال ام يخرجوا إلى النور بعد بشأن سياسات الحكام، ومشاكل الحدود، ما شأن كل ابن يسمع صرخات أمه تحت الأنقاض ولا يقوى على إغاثتها، أن يرى الأبناء آباءهم عاجزين عن إغاثة ذويهم من ركام تلحفهم، وأنقاض أصبحت قبوراً لبعضهم، فللدّيّان يوم الدين نشكو الأمر جله.
حتى سماع صراخ الأنين لشهداء الجنة الذي كان يعطي أملًا لأهلهم انقطع، رغم المصاب الجلل لم تتحرك إنسانيتهم ودفنوا رؤوسهم كالنعام. الله هو المحتسب الذي تجتمع عنده الخصوم فإلى الله نشكو أمرنا.
3 أيام تحت الأنقاض حتى انقطعت الأنفاس 
لم تصف الكلمات والعبارات حجم الألم والحزن الذي أشعر به، فهذه الفاجعة التي لم تفرق بين غني أو فقير، عاجز أو مقتدر مسلم أو مسيحي أو حتى ملحد، وحّدت الكل والجميع أصبح سواسية والأنظمة والسياسات العفنة التي وضعها الحكام الذين لا يرون إلا ما يثبت حكمهم، فقد تزعزعت الإنسانية من قلوبهم، وتجردوا من بشريتهم.سيلعن من هم في السماء من في الارض كل من تأخر عن تقديم العون والمساعدة .
حصار الظلم 
نكبة حلت على رؤوس الشرفاء  في الوطن العربي، وزادت بأن فرض الطغاة  الحصار على أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل، ولا يفقهون دهاليز السياسة العفنة.
المئات من الشهداء، والآلاف تحت الأنقاض، أطفالاً ذهبوا سدىً ضحايا تقصير من قبل هذه الأنظمة.
أين منظمات حقوق الإنسان، أين جمعيات الحقوق الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها، لم يحرك أحد ساكنًا، من نابع الفطرة، ومن نابع الإنسانية لماذا لم يتحرك أحد ووقفوا صامتين؟!
كُسر الحصار دوليًا لكنكم متأخرون دومًا
فالحصار قد فك لمدة مئة وثمانين يومًا، ولكن بعد ماذا!
للحقيقة وبتجرد، لم أستطع منذ وقع الزلزال ووصول خبره لنا وآثـاره التي ما تزال ترد بصور ومشاهد كل ساعة، أن أعود كما كنت قبله، أنظر في مرآتي فلا أعرفني.. ثمة كسر في عودي، ثمة خلع في قلبي، ثمة ركام سقطت نفسي تحته مستوحشة مفزوعة، والكثير جدًا من رائحة الموت حبيسة صدري غير القادر على أن يطلقها خارجـه ولا أن يحتمل ثقلها داخله.
وما يذهلني عن نفسي وعن الحياة، هو ذلكم الوجـه الذي تضخ فيه الآخرة هلعها؛ فأتذكر قول الله عز وجل: {يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت}، وأمضي يومي ومهامي ولا أكاد أشعر بما أفعل، أؤدي بتلقائية من دربته السنوات الخالية، فأتذكر قول الله عز وجل: {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى}.
ما أحسّه هذا وما يسيطر علي ولا شك أنه حال الكثير منا رغم المسافات الفاصلة عن الحدث؛ ليس اعتراضًا على أمر الله في شيء؛ إنما هو رابط الأخوة والإنسانية التي تجمعنا.
وفي خضم هذه المشاعر الحزينة، أستعيد وجوه المنقذين هناك، من أوقفهم الله على ثغر الإعانة والنجدة والتطبيب وتسكين كل ما غشيه الهلع أمام أعينهم وإن كان حجرًا؛ فلا أملك إلا أن أدعو لهم، هؤلاء من جند الله في عباده، ثبتهم ربهم وأثقل قلوبهم؛ لتحتمل هذا الفزع الكبير..
لا تنسوهم من الدعاء، فإنهم بحاجة إلى طاقة هائلة تفوق طاقة البشر، وليست عند أحد إلا الواحد الأحد؛ فاللهم إن الجسد المسلم قد تداعى جميعـه؛ فابسط إليه لطفك يا صاحب اللطف، وأغثه بغوثك يا غياث كل مستغيث، وظللـه بسحائب رحماتك يا أرحم الراحمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق