فهد سليمان في ندوة عن الإنتاج السياسي والفكري للجبهة الديمقراطية في الذكرى (54) لإنطلاقتها



قال نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق فهد سليمان ان الحركة الوطنية الفلسطينية تحتاج الى نظرة جديدة في التعاطي مع واقعنا ومع ما يحيط بنا من متغيرات اقليمية ودولية سيكون لها الاثر البالغ على قضيتنا وعلى نضال ومقاومة شعبنا المتصاعدة، وبالتالي نحن مطالبون بمواكبة تلك المتغيرات على مختلف المستويات والسعي لاستثمارها وطنيا لصالح الكل الفلسطيني.

جاء ذلك خلال الندوة السياسية التي استضافها قطاع الشباب في الجبهة الديمقراطية بعنوان: الإنتاج السياسي والفكري للجبهة الديمقراطية ودوره في إثراء الفكر السياسي الفلسطيني"، لمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة الجبهة، وذلك في قاعة بلدية مدينة صيدا جنوبي لبنان بحضور رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، ممثل النائب السيدة بهيدة الحريري اسماعيل ارناؤوط، ممثل النائب الدكتور عبد الرحمن البزري كريم البابا، امين سر فصائل منظمة التحرير وحركة فتح فتحي ابو العردات، امين عام الحزب الديمقراطي الشعبي محمد حشيشو، مدير منطقة الاونروا في صيدا الدكتور ابراهيم الخطيب، اضافة لعدد من اعضاء المجلسين المركزي والوطني الفلسطيني وقادة الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية واساتذة جامعات وكتاب وصحفيين واعلاميين ورجال دين، وممثلي مؤسسات اجتماعية ولجان شعبية وفعاليات وطنية لبنانية وفلسطينية اضافة الى عدد من اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادة الجبهة في لبنان وصيدا..

بداية الندوة بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ثم كلمة ترحيبية من مسؤول قطاع الشباب في الجبهة الديمقراطية يوسف احمد اشار الى ان الجهد الفكري والسياسي والتوثيقي الهام الذي بذلته الجبهة الديمقراطية على إمتداد العقود الماضية، كان محل تقدير من قوى ومراكز دراسات بحثية وسياسية فلسطينية وعربية وعالمية. وبات مسلما ببديهية الدور المتميّز للجبهة في طرحها للافكار التي رسمت التوجهات السياسية المستقبلية للحالة الفلسطينية، وقدرتها على استشراف المستقبل والفهم العميق لطبيعة المتغيرات الدولية الإقليمية وكيفية الاستفادة منها على المستوى الفلسطيني..

وقال سليمان: ارتبط الانتاج السياسي والفكري للجبهة الديمقراطية بإعلاء شأن المقاومة المسلحة وحمايتها ببرامج سياسية وفرت الغطاء السياسي لها. لذلك نقول ان البرنامج الوطني المرحلي شكل جسر النجاة للحركة الوطنية الفلسطينية باعادته الاعتبار للقضية الوطنية كقضية تحرر وطني ولشعب فلسطيني موحد يناضل من اجل حقوق موحدة، وبالتالي هو من يملك حق الدفاع عنها. وفي مراجعة التاريخ فنحن امام قضايا ما زالت تحتفظ براهنيتها وفي مقدمتها البرنامج الوطني المرحلي والوحدة الوطنية وعلاقتهما بالحالة التنظيمية التي توحد الشعب المشتت في كل بقاع الارض.. وهذا هو جوهر البرنامج السياسي الذي طرحته الجبهة ولا زالت تناضل به مع الشعب الفلسطيني. وحتى هذه اللحظة لم نلمس ان هناك برنامجا سياسيا تقدم في نسبة التأييد له على مستوى الشعب الفلسطيني اكثر من البرنامج المرحلي، ومن يقول انه يعترف بالمنظمة ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني لكنه لا يعترف ببرنامجها هو يخادع نفسه وشعبنا، إذ لا يمكن الحديث عن منظمة التحرير الا على قاعدة برنامجها الوطني، فالمنظمة وبرنامجها توأمان لا ينفصلان.

واضاف فهد سليمان قائلا: لا يمكن النظر الى الانتاج السياسي والفكري للجبهة الديمقراطية الا في اطار الحالة الوطنية التي اطلقت شرارة الثورة الفلسطينية والنضال الوطني الفلسطيني الذي تطور، فكريا وسياسيا، داخل وبالتجاور مع الهيئة التمثيلية الجامعة منظمة التحرير الفلسطينية، لذلك ليس غريبا ان تكون الجبهة اكثر الحركات الوطنية اخلاصا للبرامج السياسية الوحدوية، ومن الاجحاف مقارنة البرنامج الوطني المرحلي، الذي كان برنامجا لكل الشعب، ببرامج فصائلية لم تحظ بعد بذلك الاجماع الذي حظي به البرنامج الوطني المرحلي وكان سببا في انتزاع عديد المكاسب والانجازات الوطنية..

وختم قائلا: ليس سرا القول ان الحركة الوطنية الفلسطينية تعيش ازمة بنيوية لم تنجح كل المعالجات السابقة من وضعها على مسار المعالجة الفعلية بسبب تضارب المصالح بين اطراف هذه الازمة من جهة وتخلف النظام السياسي الفلسطيني عن مواكبة النضال الفلسطيني والحركة الجماهيرية الناهضة. لذلك فان نقطة البداية تكمن اولا في استعادة عناصر القوة الفلسطينية على قاعدة التزامها بثوابت الاجماع الوطني المعبر عنه راهنا بقرارات المجلسين الوطني والمركزي وغيرها من وثائق، وبما يجعل من الحالة الفلسطينية طرفا فاعلا ومؤثرا في صياغة اي حل مستقبلي، وثانيا القناعة بأن انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية مرتبط ارتباطا وثيقا بتطوير واعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بالانتخابات الشاملة وبالشراكة الوطنية بين مكونات الحركة الوطنية من جهة وفسح المجال لكل تجمعات شعبنا للمشاركة في العملية الوطنية من جهة اخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق