تجديد ولاية مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني 3 سنوات... وتعيين دروثي كلاوس مديرة لبنان

 


كشفت مصادر فلسطينية مسؤولة لـ"النشرة"، عن قرار أممي اتخذ لتجديد ولاية المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني لمدة ثلاث سنوات إضافية، حيث تنتهي ولايته بعد أيام في شهر آذار المقبل، فيما جرى تعيين دورثي كلاوس مديرة عامة للوكالة في لبنان (13 شباط 2023)، خلفاً للمدير السابق بالإنابة منير منّة الذي تولى المسؤولية لنحو سبعة أشهر كفترة انتقالية بعد مغادرة المدير العام الأسبق كلاوديو كوردوني من منصبه في تموز 2022.

وشغلت المديرة العامة الجديدة دورثي كلاوس عدّة مناصب أبرزها نيابة إدارة العمليات في الأردن 2014، ومن ثم إدارة برامج الإغاثة والشؤون الاجتماعية منذ العام 2017، وقد أثارت ضجة كبرى في الأوساط الفلسطينية السياسية والشعبية في لبنان جراء إصرارها على تنفيذ مشروع "التحول الرقمي لتسجيل لاجئي فلسطين" لاعتماده بصمة العين في عملية التعريف عن اللاجئين رغم كل الاعتراضات لما له من مخاطر أمنية فأوقف غير ان مشروع أرشيف "الأونروا"، بقي جاريا.

بينما جاء قرار تجديد ولاية لازاريني، على خلفية الاجتماع الذي عقد في جنيف باستضافة المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف السيدة تاتيانا فالوفايا ورئاسة رئيس ديوان مكتب المدير العام ديفيد تشيكفيدزه، واطلع خلاله أعضاء الدول الأعضاء على احتياجات "الأونروا" المالية لعام 2023 حتى تتمكن من مواصلة تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين. فضلا عن العناوين الرئيسية للخطة الاستراتيجية الجديدة للوكالة لمدة ستة سنوات التي تغطي الفترة من 2023 إلى 2028، مؤكدا أن "البؤس وصل إلى مستويات لم أشهدها أبدا خلال خبرتي المهنية في العمل الإنساني، وأن مريض السرطان ينتظر الوفاة الوشيكة نظراً لعدم توفر أي علاج".

وبين القرارين، شهدت الساحة الفلسطينية في لبنان حركة سياسية لافتة تمحورت حول تنسيق المواقف حول سبل مواجهة التصعيد الاسرائيلي في الداخل ونصرة الاسرى وتحصين أمن واستقرار المخيمات في لبنان وأبرزها:

أولا: زيارة عضو اللجنتين التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد الى بيروت، حيث ترأس اجتماعا لمسؤولي فصائل المنظمة في سفارة دولة فلسطين في بيروت، وضعهم في أجواء التحركات الدبلوماسية لوقف العدوان الاسرائيلي، واصفا الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة صعب ومعقد جداً، وازدادت صعوبة وتعقيدا مع تشكيل حكومة إسرائيلية فاشية من أكثر الاحزاب اليمينية المتشددة والعنصرية، التي تكن العداء الكبير للفلسطينيين خصوصاً وللعرب عموماً.

وشدد الاحمد "على ضرورة تعزيز العلاقة بين الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية، وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، باعتبارها السبيل الأمثل لإفشال كل مشاريع وأهداف العدو الصهيوني التصفوية والتهويدية، وتحقيق أهداف شعبنا وثوابته الوطنية المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

ثانيا: زيارة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد ابو هولي حيث ترأس اجتماعين لمسؤولي الفصائل وممثلي اللجان الشعبية الفلسطينية، وضعهم في البرنامج الذي يجري التحضير له لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة فلسطين في العام 1948، بعد تعيينه رئيسا للجنة الوطنية العليا لإحياء الذكؤى، وطلب منهم تقديم كل المقترحات اللازمة من الشعار الى النشاط، قبل ان يبلغهم ان اتفق مع لازاريني على عدم اتخاذ اي قرار يتعلق بشؤون اللاجئين قبل العودة الى المرجعية الفلسطينية، في إشارة الى موضوع أرشيف الأونروا" والاعتراض والجدل الذي ما زال يثيره حتى اليوم، ناهيك عن السعي الى معالجة مشاكل تتعلق بالمقابر في عين الحلوة، االبداوي، وتجهيز ملاعب في مخيمي عين الحلوة والرشيدية وتطوير مستوصف نهر البارد إلى مستشفى ميداني من قبل جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني.

ثالثا: الاجتماع الثنائي الذي عقد بين قيادتي حركة "فتح" برئاسة سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور و"حماس" برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري في مقرّ السفارة الفلسطينية في بيروت بعد طول انقطاع، بهدف تنسيق الموقف بين القوتين الرئيسيتين على الساحة الفلسطينية بعد مرحلة من الفتور في العلاقة بينهما، وضرورة توحيد الجهود لتحصين الموقف بحفظ أمن المخيّمات واستقرارها، على ضوء التطوّرات السياسية في المنطقة وتفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية في لبنان.

وذكرت مصادر المشاركين لـ"النشرة"، أن الاجتماع شدد على أهمّية تعزيز العمل المشترك في لبنان لتحصين أمن واستقرار المخيّمات في وجه أي محاولات لتوتيرها في ظلّ التطوّرات المتسارعة في المنطقة ومنها لبنان، إضافة إلى الأزمات الاجتماعية والمعيشية وتداعياتها المضاعفة على أبناء المخيمات ومنع استغلالها، فضلاً عن الحفاظ على الموقف الفلسطيني الموحّد في عدم التدخّل بالشؤون اللبنانية والبقاء على الحياد الإيجابي الذي يشكّل دعماً ورافعة للقضية الفلسطينية ونضال شعبها حتّى العودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق