ي ذكرى الرحيل نتذكر عباس دبوق عريس الجنوب شهيدا


سعيد هدروس السويد

اليوم فقد الجنوب رجلا وطنيا ومناضلا صادقا نذر عمره ومسيرة حياته لخدمة قضية آمن بها منذ نعومة أظفاره، ولعب دورا هاما في الدفاع عن الثورة الفلسطينية حين كانت تتعرض لأي إعتداء، كما كانت له مساهمات ملموسة في الحفاظ على السلم الأهلي في منطقة الجنوب,ومن هنا يحق لنا أن نعتبر رحيله خسارة كبرى ليس فقط للبنان وجنوبه وإنما لفلسطين التي حمل الشهيد رايتها.
اليوم رحل عريس الجنوب عباس جمعة دبوق تاركا وراءه إرثا عظيما صنعه بجهده وعرقه ليشكّل جسرا بين أزقة المخيمات وشوارع قرى ومدن الجنوب اللبناني.
عباس سنبقى نذكره فرعا أصيلا من شجرة معطاءة إنغرست جذورها عميقة في جبل عامل المتداخل تماما كما الشهيد, لتتلاصق مع جذور أشجار مرج إبن عامر في جليل فلسطين.
سوف نبقى نذكره مناضلا في جبهة التحرير الفلسطينية وإن كنّا نرى فيه شخصية وطنية خارج حدود الفصائل, عباس ولا شهادة بالشهداء كان واحدا من القلائل الذين قبضوا عى الجمر وفي أحلك الظروف وأشدها وما بدلوا تبديلا, لم تتغيّر بوصلته وبقيت تشير نحو فلسطين.
عباس كان وطنيا لبنانيا بإمتياز, فلسطيني القلب والروح ويساري الهوى وحدويا ينسج علاقاته مع كافة القوى ويظهر حرصا مميزا مع قوى اليسار اللبناني والفلسطيني.
اليوم يرحل عباس دبوق المناضل والكاتب الذي بإصراره وعناده قدّم محاولات قيمة في عالم المقال طلما دعى فيها إلى وحدة الصف الوطني وإنهاء الإنقسام,كما إلى وحدة اليسار الفلسطيني, وسوف نفتقد مقالاته المعهودة التي تعكس شخصيته في صدق القول بالعمل.
في لحظات الوداع, ومهما علت تبقى الكلمات عاجزة تائة وهي تبحث عن ما يمكن أن يقال في تواضع عباس جمعة دبوق, الرجل الثائر والصادق لقناعاته, وهي كلمات مهما حاوت تجميلها فلن تمنحك حقك.
نم قرير العين أيها المناضل الجنوبي اللبناني الفلسطيني ستبقى تذكرك الأجيال التي عرفتك وما أكثرها.
لروحك الرحمة والسلام في يوم عرسك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق