الشولي: فلسطينيو لبنان عاجزون عن سداد فاتورة العلاج بسبب ارتفاع الدولار أمام الليرة

 

حذر مسؤول اللجان الأهلية في مخيمات لبنان محمد الشولي، من كارثة محققة ستواجه اللاجئين الفلسطينيين بلبنان هذا العام، في ملف الصحة والاستشفاء داخل المستشفيات اللبنانية.
وأوضح الشولي، في تصريحٍ لوكالة "صفا"، من لبنان، أنّ التحدي الكبير الذي يواجه اللاجئون في موضوع الاستشفاء، هو دفع ما تبقى من فاتورة العلاج بالدولار، بدلًا من الليرة اللبنانية.
وأشار إلى أن "الأونروا” كانت سابقًا، تدفع جزء من الفاتورة الصحية بالدولار، فيما يدفع اللاجئ ما تبقى بالليرة.
يُذكر أن سعر صرف الليرة أمام الدولار الواحد بلغ 1500 ليرة لكل دولار.
وأضاف: "أما في هذا العام، تعاقدت "الأونروا" مع المستشفيات بدفع نسبتها البالغة 60% بالدولار، والمريض عليه دفع 40% بالدولار، بدلًا من الليرة اللبنانية، في الوقت الذي تجاوز سعر صرف الدولار الواحد نحو 1500 ليرة، وما زال مستمرًا في الزيادة".
وذكر الشولي أنّ هذا الوضع سيجعل اللاجئ عاجزًا عن سداد فاتورة العلاج، في ظل عدم وجود فرص عمل، وانتشار الفقر والبطالة، بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان، وارتفاع أسعار الدولار وانخفاض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، وارتفاع أسعار السلع المحلية.
وبيّن أنّ نسبة الفقر في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في البلاد تجاوزت الـ 93%، مما يجعل اللاجئ عاجز عن توفير مبالغ مالية لدفع فاتورة الاستشفاء.
وأشار إلى أنّ "الأونروا" تُقدم الخدمات الطبية والصحية للاجئين في مستويين، المستوى الثاني وهو عمليات الاستشفاء والطبابة العادية، والثالث يختص بالعمليات الاستشفائية المعقدة، الخاصة بالقلب المفتوح والدماغ، وغيرها.
ووفقًا لوكالة الغوث، فإن أكثر من 550 ألف زيارة مرضية تُسجل كل سنة في مراكزها للرعاية الصحية التي يبلغ عددها 27 مركزًا في لبنان.
تحذير من القادم
وتساءل مسؤول اللجان الأهلية "لماذا تدفع أونروا للمستشفيات بالدولار، ولا تغطي كامل الفاتورة الصحية للاجئ الفلسطيني؟".
ولفت إلى أنّ المؤسسات اللبنانية تدفع للمستشفيات بالليرة، كوزارة الصحة، التي تدفع للمستشفيات الحكومية والخاصة، وكذلك الضمان الاجتماعي اللبناني، وتعاونيات الموظفين.
وأضاف أنه ما دامت "الأونروا”" تملك الدفع بالدولار، فلمَ تدفع بنسبة 60% فقط، وتُلزم اللاجئ بدفع 40%، مشيرًا إلى أن اللاجئ لا يستطيع أن يمتلك الدولار، وليس لديه إمكانيات لدفع فرق العملة.
وأعرب الشولي عن تخوفه مما قد يحدث، قائلًا: "سنجد بالفترات القادمة الكثير من المرضى لا يستطيعون دخول المستشفيات، ومنهم سيحتجزون داخلها؛ لسداد فرق فاتورة الاستشفاء".
ووجه صرخة كبيرة للجهات المعنية، و"الأونروا”، قائلًا: "ما دام أنها تمتلك دولار، عليها أن تدفع الفاتورة عن اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في لبنان، الذي يمر بأزمة اقتصادية غير مسبوقة".
وفي نوفمبر الماضي، قال المفوض العام لـ”الأونروا” فيليب لازاريني، عقب زيارته لمخيمات لبنان: إن "الوضع الإنساني للاجئي فلسطين في لبنان شديد الخطورة، يموت الناس موتًا بطيئًا، والكثير منهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الأدوية، أو المشاركة في تقاسم كلفة العلاج، خاصة للأمراض المزمنة والسرطان".
ويعيش نحو 210 آلاف لاجئ فلسطيني في لبنان، من ضمنهم 30 ألفًا قدموا من سوريا في السنوات العشر الماضية، في المخيمات المكتظة أو خارجها، بحسب "الأونروا”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق