مرّة: إصلاح واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يقتضي إحداث تغييرات في القوانين اللبنانية تجاههم


 يُعاني اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من أوضاع مأساوية زادها صعوبة الواقع المعيشي والاقتصادي الصعب الذي يخيِّم على الدولة اللبنانية من جانب، وما تعانيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” من تجفيف منابع الدعم والتمويل من جانب آخر، وليس ذلك فحسب، بل زاد المعاناة أيضًا قصور السلطة الفلسطينية وتراجع دور مؤسسات منظمة التحرير في إعانة اللاجئين وتعزيز صمودهم.
وبدوره أكد مسؤول العمل الجماهيري في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان في حوار صحفي بأن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان صعبة بسبب القوانين التي تمنعهم من العمل في عشرات المهن وضعف الخدمات الأساسية المقدمة لهم، كما أن أوضاعهم ازدادت صعوبة في السنوات الأربعة الماضية بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ضربت الدولة اللبنانية وأدى ذلك لارتفاع كبير جدا في أسعار السلع والمواد الاستهلاكية وإلى غلاء فاحش في الأسعار وازدياد البطالة وانقطاع الخدمات وارتفاع أسعار ما تبقى منها.
وشدد على أن تخفيض وكالة "الأونروا” الكثير من خدماتها أدى إلى سوء الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين من رعاية صحية وتعليمية وتنموية ومعيشية وغيرها.
وقال "الأونروا منظمة دولية تمثِّل السياسة الدولية اتجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فبعد مؤتمر مدريد عام 1991م واتفاق أوسلو 1993م جرى تراجع ممنهج ومدروس في دور الأونروا تجاه ما تقدمه من خدمات للاجئين الفلسطينيين، حيث جرى تقليص كبير في الموازنة وإغلاق الكثير من المؤسسات منها المراكز الصحية والتعليمية ودمج الكثير من المؤسسات التعليمية وتخفيض في المشاريع التنموية وغيرها، كل هذا بهدف التقليل من أهمية دور اللاجئين في الخارج".
وأشار إلى أن "الأونروا” منظمة دولية لكنها من أفقر المنظمات التابعة للأمم المتحدة، ما يدلل على أن سياسة الأمم المتحدة هي تجفيف مصادر التمويل لها، وهذا انعكس على خدماتها المهمة المقدمة للاجئين؛ وذلك على الرغم من أن الأونروا هي أهم مصدر ومرجع لتقدم الخدمات للاجئين الفلسطينيين رغم سوء أوضاعها.
واستدرك بالقول؛ في ظل غياب أي دور للحكومة اللبنانية وتراجع أداء السلطة ودور مؤسسات منظمة التحرير تبقى الأونروا على رغم سوء أوضاعها هي المرجع الأساسي للاجئ الفلسطيني.
أزمة الكهرباء
وتحدّث مسؤول العمل الجماهيري بحركة حماس في لبنان، عن أزمة الكهرباء التي تعاني منها المخيمات الفلسطينية في لبنان ومحاولات فرض الجباية رغم انقطاع التيار وعدم وجود نظام يتم العمل على أساسه.
قائلا "إن أزمة الكهرباء في المخيمات الفلسطينية هي أزمة قديمة، فالدولة اللبنانية لا تدخل إلى المخيمات ولا تتعامل بشكل رسمي معها فهي تمنع إدخال الهتاف الثابت والعدادات الكهربائية كما أن الدولة اللبنانية لا ترسل محصلي الكهرباء لأنه لا يوجد أساسًا (عدادات).. هذه الأشياء غير موجودة في المخيمات، اليوم بعد هذه الأزمات الكثيرة التي حصلت في لبنان تريد الدولة اللبنانية أن تفرض رسوم على كل المخيمات وهذه الرسوم تريد أن تفرضها مجتمعة بمعنى (مخيم فيه 20 ألف نسمة تأتي الدولة اللبنانية لتقول نريد 50 ألف دولار.. مين بدو يجمع هذا المبلغ وآلية الجمع وكيف بدهم يتقسموا على المنازل مع فروقات الاستهلاك.. كل هذا لا توجد له إجابات، فتطبيق هذا الأمر صعب جدًا لعدم وجود كهرباء مستمرة)".
وأشار إلى أن انقطاع الكهرباء عن المخيمات يؤدي إلى أزمات كثيرة على صعيد تزويدها بالمياه وإدارة المؤسسات العامة في المخيمات وغير ذلك من المرافق الحياتية.
قصور السلطة
وأكد مرّة أن ما تقدمه السلطة الفلسطينية للاجئين الفلسطينيين في لبنان لا يتناسب مع الصفة السياسية التي تحملها ولا يتناسب أيضًا مع التبرعات الهائلة التي تحصل عليها من مختلف الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ومن مختلف الاتحادات والمنظمات العالمية.
وبيّن أن السلطة لا تقوم بدورها السليم اتجاه المجتمع الفلسطيني في لبنان لأنها لا تؤمن بدورهم في الخارج ولا تريد أن تستنهض المجتمعات الفلسطينية خارج فلسطين.. وبالتالي فإن الرؤية السياسية للسلطة هي تجاهل قضية اللاجئين واسقاطها والتخلي عنها وبالتالي فإن دورها الاغاثي والتنموي هو تطبيق لهذا الموقع السياسي.
دور إغاثي
وحولّ دور حركة حماس في المخيمات الفلسطينية بلبنان، أوضح مرّة أن حركة حماس تقوم بدور انساني وإغاثي واجتماعي وتنموي سواء باسمها بشكل مباشر أو من خلال عدد من المؤسسات الاجتماعية المنتشرة في مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
وتابع "حماس تقوم بدورها التزاما من موقعها السياسي ومكانتها الأخلاقية والإنسانية داخل المجتمع الفلسطيني في لبنان وهذا واجب تقدمه الحركة رغم الضعف الهائل في إمكانياتها فهي تعاني من حصار سياسي ومالي كبير جدا على مستوى العالم لكنها تقتطع من لحمها الحي وتقدم للاجئين الفلسطينيين الذين يدركون هذه الحقيقة".
وشدد على أن حماس نفذت في الأربعة سنوات الماضية وهي الأصعب من الناحية الاقتصادية، الكثير من المشاريع الإنسانية والاغاثية والتنموية في ظل التدهور الاقتصادي الحاصل في لبنان.
إصلاح واقع اللاجئين
وأكد مسؤول العمل الجماهيري بحركة حماس في لبنان أن إصلاح واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يقتضي إحداث تغييرات في القوانين اللبنانية التي تمنع اللاجئين من التملك والعمل خاصة العمل كأطباء ومهندسين ومحاسبين وسائقين وموظفين في الحكومة على عكس باقي الدول التي تستقبل اللاجئين مثل سوريا.
ودعا مرّة إلى حوار فلسطيني لبناني شامل يتناول كافة القضايا السياسية والاجتماعية والأمنية من أجل صياغة رؤية وطنية لبنانية فلسطينية مشتركة تعالج الواقع وكافة أشكال الخلل الموجود في هذه العلاقة وتؤسس لعلاقة سليمة تقوم على احترام القوانين اللبنانية وأن تقوم الحكومة اللبنانية بتوفير الكثير من الخدمات للاجئين وأن تمارس ضغطًا على الأونروا حتى تقوم بدورها الإغاثي، مردفًا "الحكومة اللبنانية تستطيع أن تتحدث مع كثير من الجهات الدولية لزيادة ميزانية الأونروا أو زيادة المشاريع التنموية التي تنفذها في لبنان".
وشدد أنه في حال حصل تفاهم لبناني فلسطيني؛ فهذا يساعد في حل الكثير من الإشكاليات العالقة وتسهيل حياة اللاجئين الفلسطينيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق