إضاءة شجرة الميلاد ورسالة الحضارة الفلسطينية


بقلم  : سري  القدوة
الثلاثاء  27 كانون الأول/ ديسمبر2022.
 
أضيئت شجرة عيد الميلاد في ساحة كنيسة المهد بمدينة بيت لحم في الضفة الغربية بحضور عدد من رجال الدين والمسؤولين  والدبلوماسيين والمواطنين والسياح من زوار المدينة، إيذانا ببدء الاحتفالات بعيد ميلاد السيد المسيح ويحمل اضاءه الشجرة تعبيرا خاصا من فلسطين الى العالم اجمع كون ان اعياد الميلاد تتزامن مع استمرار الاحتلال وعدوانه الشامل على الشعب الفلسطيني وبرغم من المعاناة الناتجة عن الاحتلال الا ان الفلسطيني يحمل ومن خلال احتفالات عيد الميلاد رسالة خاصة تعبر عن روح الميلاد الذي يجمع العالم وشعوبه تجاه بيت لحم ورسالتها الحضارية الخالدة نحو شعوب الارض لان فلسطين هي ارض الميلاد والحضارات والرسل والعدل فأنها حقا تستحق السلام والخلود والوفاء .
 
الشعب الفلسطيني من مدينة بيت لحم وفلسطين يرسل للعالم اجمع  رسالة السلام والمحبة ويذكرون شعوب ودول العالم برسالة العدل والمحبة والسلام التي حملها السيد المسيح وهم يحلمون بانتصارهم في معركة العدالة الانسانية والتحرر من الاحتلال والعدوان، ويحملون في الوقت نفسه مشاعر الاخوة والمحبة والمصير الواحد لمسيحيي المشرق العربي الذين شكلوا على امتداد تاريخهم مع اخوانهم المسلمين وجه حضارة المنطقة وكانوا على امتداد السنوات الماضية هدفا لإرهاب أسود يستهدف زعزعة ارتباطهم بأرض آبائهم وأجدادهم وما يترتب على ذلك من استمرار دائرة الارهاب والقمع والعدوان .
 
في فلسطين تتواصل التحديات الصعبة وخاصة مع حلول أعياد الميلاد المجيد حيث يتطلب المزيد من الوحدة ورص الصفوف بين أبناء الشعب الواحد وجميع المؤمنين في مواجهة سياسة حكومة الاحتلال العدوانية الاستيطانية التوسعية وما تتعرض له مقدسات المسلمين والمسيحيين في المسجد الأقصى المبارك وفي المسجد الابراهيمي كما في كنيسة القيامة من انتهاكات واعتداءات واستفزازات تقوم بها قطعان المستوطنين وتقييد لحرية ممارسة المسلمين والمسيحيين لشعائرهم الدينية وخاصة مع استلام حكومة نتنياهو المتطرفة مهامها والتي تعمل على تأجيج  التطرف من خلال دعم مليشيات المستوطنين ومنظماتهم القائمة على ممارسة الارهاب وتحالفاتهم التي وصلت الى سدة الحكم بدولة الاحتلال حيث بات العمل القمعي والوحشي محمي بشكل رسمي من قبل المستوى السياسي الاسرائيلي .
 
ومع حلول العام الجديد ما زال الاحتلال يغتصب الحقوق الفلسطينية مما ادى الي ارتفع عدد الشهداء في أنحاء الضفة على يد قوات الاحتلال دون أي اعتبار للقيم الانسانية والروحية لأعياد الميلاد وللرأي العام الدولي ولقوانينه ومواثيقه حيث يواصل الاحتلال ممارسة سياسة التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني لتقويض إرادته وترويعه والدفع به نحو الاستسلام لواقع الاحتلال وقوانينه وإجراءاته المهينة .
 
وفي هذه المناسبة العظيمة ندعو الي اهمية وضرورة توحد الجهود الفلسطيني امام هذا العدوان والاحتلال والاستيطان والعمل على تعزيز حالة الصمود والثبات والتصدي للاحتلال وفضح مؤامراته ومخططاته امام العالم اجمع وأهمية تدخل المجتمع الدولي والعمل على توفير الحماية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير وممارسة سيادته على اراضيه المحتلة .
 
الشعب العربي الفلسطيني يواجه الاحتلال بمرارة وواقع صعب وظروف سياسية معقدة لا يمكن لها ان تنتج سلاما في ظل هذا التنكر للحقوق الفلسطينية، ومع حلول اعياد الميلاد نتقدم بالتحية والتقدير وعظيم التهنئة للإخوة المواطنين المسيحيين في المشرق العربي وفي جميع انهاء العالم بحلول عيد الميلاد المجيد متمنين ان يتم تجسيد رسالة السلام والمحبة المبنية على الحق والعدل وكرامة الإنسان من فلسطين للعالم اجمع .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق