سيادة المطران عطا الله حنا : نقول لاولئك الذين يعقدون منتديات ومؤتمرات السلام والحوار بأن لا تنسوا فلسطين وقضيتها العادلة


القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن هنالك ظاهرة ازدادت في الاونة الاخيرة وهي انعقاد منتديات ومؤتمرات في اكثر من مكان في هذا العالم بمشاركة قيادات دينية روحية رفيعة وذلك للمناداة بالسلام والحوار ونبذ مظاهر التطرف والكراهية .

وفي نهاية هذه المؤتمرات تصدر وثيقة او بيان ختامي او اعلان يحمل اسم البلد الذي استضاف هذا الحدث .ونحن بدورنا نقول بأننا نؤيد اية مبادرة هادفة لتكريس ثقافة الحوار والتلاقي بين اصحاب الاديان المختلفة والثقافات والشعوب والاثنيات المتعددة ، ولكننا في الوقت ذاته نتساءل ما الذي تقدمه هذه المؤتمرات للعالم سوى وثائق تنشر وبيانات تعمم واعلانات يتم نشرها عبر وسائل الاعلام .كما وانه يصرف على هذه المؤتمرات مبالغ طائلة كان من الممكن ان تصرف في اماكن اخرى لمساعدة المحتاجين وضحايا الحروب ومظاهر العنف في عالمنا .ان بعضا من المشاركين يحدثوننا عن الديانة الابراهيمية ونحن هنا نميز ما بين الديانة الابراهيمية التي يتحدثون عنها والتي لا وجود لها اصلا وبين الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث والتي يسميها البعض بهذا الشكل لان ابراهيم الخليل هو قاسم مشترك بين كل هذه الديانات .أما الحديث عن ديانة ابراهيمية واحدة وشطب خصوصية اية ديانة اخرى فهذا امر غير مقبول وغير مبرر فهنالك تعددية دينية واختلافات بعضها جوهري بين الديانات المتعددة في العالم ولكن هذا كله لا يجوز ان يلغي اهمية الحوار والتعاون والتفاهم وتكريس القيم المشتركة دون الغاء خصوصية اي انسان ينتمي الى اية ديانة او معتقد في هذا العالم.نحن كمسيحيين متمسكين بمسيحيتنا وانجيلنا وقيمنا الايمانية ولسنا مستعدين بأي شكل من الاشكال ان نتخلى عن اية عقيدة او قيمة روحانية ايمانية ينادي بها الانجيل المقدس ولكننا في نفس الوقت نحن منفتحون على الاخرين فالمحبة في المسيحية ليست مشروطة ومن علمنا ان نحب لم يقل لنا احبوا فلان ولا تحبوا فلان .نحن نحب البشرية كلها ونصلي من اجلها ولكننا نرفض الشرور في هذا العالم ونرفض العنصرية والكراهية والعنف والحروب كما ونرفض الاضطهاد والاستهداف والمظالم الممارسة بحق شرائح واسعة من ابناء البشرية وخاصة في فلسطين حيث يضطهد الفلسطينيون لانهم ينتمون الى هذا الشعب المناضل .اقول لاولئك الذين يجتمعون ويتحاورون ويصدرون بياناتهم حول الحوار والسلام بأن كل هذا جيد ولكنه يبقى منقوصا اذا لم يكن هنالك تشديد على العدالة والعدالة في مفهومنا هي اعادة الحقوق السليبة لمن نهبت منهم هذه الحقوق وفي المقدمة منهم شعبنا الفلسطيني .لقد تابعت بعضا من هذه المؤتمرات مؤخرا ولم اسمع احدا من المتحدثين ومنهم مرجعيات روحية هامة ذكر شيئا عن فلسطين وكأن هذه القضية لا تعنيهم وهنا وجب تذكيرهم بما انهم يتحدثون عن السلام بأن فلسطين هي مفتاح السلام وبدون حل عادل للقضية الفلسطينية يبقى الحديث عن السلام هباء منثورا لا يمكن ان يتحقق على الارض.لا بأس من عقد هذه المؤتمرات ولكن اتمنى ان تكون فلسطين حاضرة بآلامها وجراحها ومعاناة ابناءها والا يتم الاكتفاء ببيانات جميلة ورائعة ولكنها تبقى منقوصة اذا لم تكن محتوية على تأكيد تحقيق العدالة ورفع الظلم عن المظلومين وفي المقدمة منهم شعبنا الفلسطيني .نسمع خطابات كثيرة تحمل عبارات دبلوماسية يتجنب فيها المتحدثون ذكر اسم فلسطين وكأنه اصبح من المحرمات في المؤتمرات التي تعقد عن الحوار والسلام وما يسمى بالديانة الابراهيمية .اقول للمرجعيات الروحية في عالمنا بأننا نحترمكم ونحبكم ونجلكم وما نقوله انما هو من منطلق مقولة نرددها دائما " العتب على قدر المحبة " فنحن نعاتبكم لاننا نحبكم فاجعلوا فلسطين حاضرة في كلماتكم وفي خطاباتكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق